قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن أنقرة تولي أهمية كبيرة لحماية وحدة الأراضي السورية، نافيًا أن تكون لتركيا أطماع في سوريا، ومؤكدًا أن عملية “درع الفرات” سمحت بتحويل “ما يمكن أن يكون حزامًا إرهابيًا إلى حزام آمن”.
وأضاف أردوغان خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، بنيويورك، أنه “انطلاقًا من دعمنا للمعارضة السورية، فإننا بادرنا بعملية درع الفرات بهدف إعادة الاستقرار والسلام في منطقة باتت يائسة، ما زاد من ثقة المعارضة السورية المعتدلة”.
ولفت أردوغان إلى أن عملية “درع الفرات” التي قام بها الجيش التركي بمعية المعارضة السورية المعتدلة في جرابلس كانت نتيجتها التخلص من “داعش وطردها من مناطق أخرى، وجرى إعادة توطين سكان جرابلس والمدن الأخرى”، مشددا على أن عملية “درع الفرات” سمحت “بتحويل ما يمكن أن يكون حزاما إرهابيا إلى حزام آمن”.
وأوضح الرئيس التركي أن “سكان جرابلس أنقذوا من براثن الإرهابيين وعادت إلى نفوسهم الثقة بالعودة إلى ديارهم.. وكان الهلال الأحمر التركي والمنظمات الأهلية التركية قد حشدت طاقاتها لمساعدة السكان المحليين”، وأكد أن “أولوية حزب العمال الكردستاني وغيره من المنظمات الإرهابية ليست التصدي لداعش”.
وتأسف أردوغان على فشل وقف إطلاق النار بسوريا بعد أن بذل الجميع جهودا مضنية لتحقيقه وقال إن النظام السوري هو الذي يتحمل فشل هذه الهدنة خصوصا بعد استهدافه لقوافل الإغاثة الأممية التي كانت متوجهة لفك الحصار عن سكان حلب، وتساءل: “كيف يمكن لمجلس الأمن أن يتحمل سياسات النظام (السوري)..؟”.
وأوضح أردوغان أن “الأزمة الإنسانية في سوريا دخلت عامها السادس، وبسبب هذه الحرب فإن مئات الآلاف قتلوا، وملايين اضطروا إلى مغادرة وطنهم، واحتمى 5 ملايين منهم بالغرب، وفي بلدي رحبنا بمليونين و700 ألف لاجئ.. فتحنا أذرعنا لهم وقمنا بواجبنا.. لعل باقي العالم لا يحذو حذونا.. لكن سنواصل استقبالهم، وسنستقبل من يهرب من الطغيان والتعسف”.
وانتقد الرئيس التركي المجتمع الدولي الذي لم يتحمل مسؤوليته وقال إنه “لا يكترث لمعاناة أولئك الذين وجدوا داخل دول الصراع”، وأضاف: “لقد أنهك هذا الشعب السوري بالحرب بالوكالة بين نظام قاس ومنظمات إرهابية والتنافس الإقليمي بين القوى”.
وناشد قادة العالم وخاصة الأوروبيين بالقول: “إن الذين يعتقدون أن اللاجئين السوريين خطر داهم لن تضمن لكم الأسلاك الشائكة ولا الجدران العالية أي حماية، لابد من حل الأزمة السورية الآن وبشكل نهائي، وإلا لن نتمكن من إيقاف حركة الهجرة المرتبطة بالأمن.. ولن نتمكن من حل مشاكل الإرهاب”.