شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

“فيصل القاسم” أيقونة الجزيرة أم داهيتها؟ – سامية أنور دنون

“فيصل القاسم” أيقونة الجزيرة أم داهيتها؟ – سامية أنور دنون
"فيصل القاسم" الذي لا يترك طريقا ولا زقاقا لاستفزاز ضيوفه إلا ويسلكه، يمتلك كثيرا من الأدوات القوية التي يستطيع من خلالها تحليل الموقف السياسي تحليلا جذريا وسليما مهما كان الموقف معقدا

استطاع برنامج “الاتجاه المعاكس” الذي يغلب عليه الطابع السياسي رغم تناوله في بعض الأحيان لمواضيع دينية واجتماعية وثقافية واقتصادية، أن يحتفظ طوال سنوات بثه على مكانته الرفيعة، باعتباره من أهم البرامج وأكثرها نسبة مشاهدة، والفضل جل الفضل في هذا يعود الى أيقونته “فيصل القاسم”، المبدع “دائما” في إدارة الحوار والتحكم بدرجة غليان الحلقة ونسبة برودتها، والقادر “دائما” على إشعال فتيل الشقاق والنزاع بين ضيوفه وان كانوا من ذوي الدم البارد، والمتمكن “دائما” من تأجيج حدة الحوار ونبرته وتحويل النقاش السلمي الدائر في الحلقة، الى شجار محتدم يصعب الفصل فيه بين الأطراف المتنازعة، وذلك باتباعه أساليب وعبارات استفزازية  لا يتقن استخدام مفاتيحها أحد سواه، ولهذا فهو سيد الإعلاميين بلا منازع، في افتعال ما يسمى بالـ “زوبعة في الفنجان”، بأسلوبه العفوي تارة والماكر تارة أخرى والمحبب دائما ، حتى استطاع أن يجعل من كل حلقة من حلقات برنامجه “حديث المدينة” وان كانت في بعض الأحيان ليست على قدر من الأهمية.

“فيصل القاسم” الذي لا يترك طريقا ولا زقاقا لاستفزاز ضيوفه إلا ويسلكه، يمتلك كثيرا من الأدوات القوية التي يستطيع من خلالها تحليل الموقف السياسي تحليلا جذريا وسليما مهما كان الموقف معقدا، بالإضافة إلى أنه صاحب مفردات وجمل شهيرة باتت محببة ومتعارفة بين الجميع، وأجمل عباراته هي “هلق بربك” هذا القسم ” القاسمي”  المميز الذي يلجأ إليه كلما استشاط غيضا من تصريحات بعض الضيوف، وأراد أن يدفع به دفعا إلى قول آخر أو تصريح مغاير، وعبارة “يا رجوول”  التي لا يستحي من توجيهها للضيف في حال “شطح ونطح” في اجابته، وكأنه يتعمد أن يقول له :” حديثك مبالغ به كثيرا” أو “كفاك كذبا”، أما عندما يرى “القاسم” بأن استفزازاته للضيف لم تجدي معه نفعا، وأنه لا زال يجلس هادئا ويناقش بعقلانية ورزانة، حتى يقول له عبارته المضحكة جدا ” يا أخي ..يا أخي صار ناسفك مية قنبلة انشطارية وانت ساكت!” أو ” والله ضربك صاروخ أرض أرض وانت قاعد بتضحك ..يا أخي رد عليه!”، وما أن يسمع الضيف هذه العبارة، حتى يتحول الى مصارع في حلبة نزاع مع خصمه، وعندما يحب “القاسم” أن يخرج ضيفه من ثيابه لا فقط عن طوره، يلجأ الى الاسترسال في سرد التهم اليه ثم يتبعها بعبارة “هيك يقولون أنا ما الي علاقة”، فيسارع الضيف بل وعي منه للرد “شروي غروي”، لإبطال اتهامات ؤلائك القائلين وليست اتهامات ” القاسم”،  كل هذه العبارات وغيرها الكثير تعتبر “علامات مسجلة” اشتهر فيها “فيصل القاسم” كونها أضفت على حواره نكهة مختلفة وطعم مميز جعله مختلفا عمن سواه من الاعلاميين، إذ لم يسبق لإعلامي أو لمقدم برامج أن استخدم هذه العبارات بهذه الطريقة في حواره مع ضيوفه، وهذا تحديدا ما يجعله متربعا على قمة الهرم الإعلامي، ويجعل فارق المسافة بينه وبين من يليه كبيرا جدا.

فيصل القاسم الذي يلقبه البعض بـ “داهية الجزيرة” والبعض الآخر بـ ” أيقونة الجزيرة”، ينقسم الناس في حبه إلى فسطاطين لا وسط بينهما! إما كارها له بشدة الى حد الإساءة إلى شخصه وشتمه بأبشع الشتائم! وإما عاشقا له الى حد الادعاء بأنه “ما جابتهوش ولادة”! وحتى نكون منصفين ومطبقين لقوله تعالي بسم الله الرحمن الرحيم ” ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى” صدق الله العظيم، فإنه يشهد للرجل ذكاء قل نظيره بين أقرانه من الاعلاميين، وأنه لسان حق في كثير من المواقف، وصاحب فكر وقلم حر لا يستهان به، وأنه استطاع أن يحوز على جماهيرية عربية ضخمة جدا بسبب جرأة طرحه للمواضيع وقوة حجته واستقلالية رأيه، أما ما يدعيه البعض من أنه مؤجج للفتن بين العرب، وأداة من أدوات الجزيرة التي يراد بها إسقاط بعض الأنظمة! فأقول إن “الشمس لا تغطى بغربال” فمن كان يعيبه حاله لا يغضب إن عابه غيره بحاله! ولا أظن أن حالنا يحتاج إلى مؤجج، فحال بعض بلادنا قد تجاوز القاع إلى حد الحفر، وإن كانت كلمة الحق التي يقولها هي ” كلمة حق يراد بها باطل!” كما يدعي البعض! فالله وحده المطلع على النوايا وعلى ما في الصدور، وما علينا ألا ظاهر أمره، إن أصاب أيدناه، وإن اختلفنا معه في آراءه وأفكاره انتقدناه برأي وفكر آخر نحسبه صوابا، بعيدا كل البعد عن الشتائم والتخوين، وأجمل ما يستحضرني الآن إحدى حلقات ” الاتجاه المعاكس” المضحكة الى حد البكاء، والتي لاقت صدى لا مثيل له عند عرضها تلفزيونيا، وعلى اليوتيوب ووسائل التواصل الاجتماعي، التي استضاف فيها الإعلامي اليمني ” أحمد الكبسي” لمناقشة الأوضاع في اليمن ، اذ بالضيف يسأل “فيصل القاسم” بكل ثقة  :”طلب مني الناس أن أسألك سؤالا ..هل أنت ماسوني؟”، فأجابه الأخير بطريقته الجميلة والمعهودة وهو غاضب:” هلق بشرفك انت جاي من اليمن عشان تسألني هالسؤال وتعملي مسرحيات؟ ..يا زلمة روح العبلك لعبه غيرها ..يا سيدي أنا ماسوني وصهيوني وسلفي وحنكليشي وشنكليشي واخواني وآخر عقد راح أوقعه مع المخابرات بكره ان شاء الله في بركينافاسو ..بس خلصني جاوب”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023