قال الرئيس التونسي السابق محمد المنصف المرزوقي: إنّ “ديمقراطية بلاده مغشوشة ومهددة،” منتقدا بشدة أداء الأحزاب الحاكمة التي تولت السلطة عقب الانتخابات التشريعية والرئاسية أواخر عام 2014.
وفي لقاء خاص مع عدد وكالات الأنباء المحلية والأجنبية أكّد المرزوقي أنّ “الديمقراطية مهددة بتوافق سياسي مغشوش في إشارة لحكومة الوحدة التي تشكلت قبل أيام بمبادرة من الرئيس الباجي قائد السبسي خلفا لحكومة الصيد”.
وأضاف : “هناك محاولة لتسويق صورة خاطئة عن تونس في الخارج بكونها الاستثناء لكن الحقيقة غير ذلك فالثورة قد اجهضت بشكل ناعم”.
وتابع ” أنا كمعارض سياسي أنبه العالم الخارجي بأن الصورة التي يسوقونها على تونس خاطئة فالديمقراطية مغشوشة ومهددة”.
وشدد على أن “منسوب الحريات قد تراجع بشكل لافت خلال أقل من عامين نتيجة محاكمة مدونين وغلق صفحات للتواصل الاجتماعي ومنع بث حوارات لسياسيين في قنوات محلية” .
قبل يومين اتهم المرزوقي أطرافا سياسية بالضغط على قناة التاسعة الخاصة لمنع بث حوار أجرته معه.
يواجه الرئيس السبسي انتقادات عديدة من المعارضة بمحاولة الاستحواذ على السلطة وتكريس نظام الحكم الواحد وضرب الحريات.
وانتقد المرزوقي بشدة تعاطي الأحزاب الحاكمة مع الأوضاع الإقتصادية التي زادت تدهورا بسبب “تفاقم المديونية وغياب التنمية وانتشار الفساد”، على حد تعبيره.
وتابع : في ” أيام الترويكا (حكم حركة النهضة المؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات 2011-2013) كانت نسبة النمو 2 بالمائة لكنها اليوم نزلت الى الصفر.. كانوا يدعون أن لديهم عصا سحرية لتخليص تونس من الوضع الصعب”.
سجلت تونس في الربع الثاني من 2016 نسبة نمو قدرت ب1.4 بالمائة بعد ان كانت 1 بالمائة في الربع الأول، فيما تم تسجيل ارتفاع في نسبة البطالة لتبلغ 15.6 في الربع الثاني من السنة الجارية مقابل 15.4 في الربع الأول.
وفي معرض حديثه طالب المرزوقي” الرئيس الباجي قائد السبسي بسحب قانون المصالحة الاقتصادية الذي يشرع للفساد، متسائلا:
كيف يمكن أن أصدق بأن هناك إرادة لمقاومة الفساد؟ والحال بأنهم يشرعون لقوانين تحمي الفاسدين”ّ؟.
في يوليو الماضي شرعت لجنة التشريع العام بالبرلمان التونسي، في مناقشة قانون المصالحة الذي طرحه الرئيس، الباجي قايد السبسي، قبل سنة ويهدف إلى عقد مصالحة مع المئات من رجال الأعمال وكبار المسؤولين في نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، والمتهمين في قضايا فساد حصلت قبل الثورة التي أطاحت بحكم الأخير عام 2011. –