حذّر المرصد الوطني للمياه (منظمة غير حكومية)، من “انتفاضة العطش” ومن “تفاقم الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة في مختلف جهات البلاد”، في حال لم تجد السلطات “حلولاً عاجلة” لتراجع منسوب السدود، ونقص الري، نتيجة الجفاف غير المسبوق الذي تشهده تونس نذ سنوات عديدة.
وشهدت تونس خلال فصل الصيف انقطاعات في المياه، وتراجعًا في منسوب السدود، ونقصًا في الري، نتيجة جفاف غير مسبوق في البلاد منذ سنوات عديدة، ما أثار توترات اجتماعية في مناطق عدة، ففي ولاية باجة (شمال غرب البلاد)، تراجع منسوب الماء في سد سيدي سالم، أكبر سدود تونس، إلى أدنى مستوياته، بحسب مدير السد شريف القاسمي.
وبلغ مخزون مياه السد حتى مطلع الشهر الجاري 192 مليون متر مكعب مقابل 451 مليون متر مكعب في الفترة ذاتها من 2015م، وفق وزارة الزراعة، ونهاية أغسطس الماضي، أعلن وزير الزراعة آنذاك سعد الصديق إن الأوضاع ستصبح “كارثية” في حال لم تنزل الأمطار قبل نهاية الشهر الجاري، ودعت وزارة الشؤون الدينية أئمة المساجد إلى إقامة صلاة “الاستسقاء”.
وفي نهاية أغسطس، بلغ مخزون المياه في السدود التونسية 746 مليون متر مكعب مقابل مليار و226 مليون متر مكعب في التاريخ ذاته من 2015م، والأمطار هي المصدر الرئيس للمياه في تونس، وقال عبد الله الرابحي وزير الدولة المكلف بالموارد المائية والصيد البحري، إن كمية الأمطار في تونس هذا العام أقل بحوالي ثلاثين % مقارنة بالعام السابق.
وفي 2016م، كبد الجفاف قطاع الزراعة خسائر بنحو ملياريْ دينار (أكثر من 800 مليون يورو)، بحسب الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري (النقابة الرئيسة للمزارعين)، وبين عامي 2012م و2013م، ازداد استهلاك مياه الشرب في “تونس الكبرى” التي يقطنها 2.6 مليون نسمة بنسبة 12%، بحسب تقرير للبنك الدولي، ما جعلها تشهد في 2013م، “أول انقطاع لمياه الشرب”.
ومؤخرًا، دعت شركة المياه الحكومية المواطنين إلى الاقتصاد في استهلاك المياه الذي قالت إنه يرتفع بنسبة 30% في الصيف.