أكثر من نصف الاطفال والمراهقين اللاجئين في العالم محرومون من التعليم في المدارس، أي ما يقارب 3,7 ملايين طفل. ومن أصل ستة ملايين لاجئ في سن الدراسة في العالم، 1,75 مليونا لا يقصدون مدارس ابتدائية بينما 1,95 مليونا لا يحصلون على التعليم الثانوي، هذا ما أعلنته مفوضية الأمم المتحدة للاجئين اليوم.
لم يكن تصريح مفوضية الأمم المتحدة للاجئين عن التعليم، إلا جزء من معاناة الشعب السوري، الذي يذوق الموت كل يوم منذ أكثر من 5 سنوات، داخل الوطن أو خارجه، كما عبرت عنه طفلة سورية لم تتجاوز الـ 10 سنوات.
ولخصت الطفلة السورية التي تعيش بأحد مخيمات اللاجئين في اليونان، عن ما رأته من موت وفراق وحياة مضطربة داخل وطنها أو خارجه، بعدة رسومات، عبرت فيها عن مشاعرها ومخاوفها.
عدة قبور رسمتها الطفلة، منها قبر والديها اللذان مازالا على قيد الحياة، ولكنها ترى مستقبل مظلم لكل سوري، فشبح الموت يخيم على السوريين، كما عبرت رسمتها.
وفي إحدى رسوماتها، رسمت جسد الطفل السوري أيلان كردي، الذي جرفته الأمواج إلى سواحل تركيا على بحر إيجة، فأصبح رمزاً لمأساة كل طفل سوري، فالسوريون يفرن من الموت في بلادهم إلى الموت غرقى في البحر، الذي ابتلع كثيراً منهم.
وشرحت الطفلة من خلال إحدى الرسومات، المأساة الحقيقية للشعب السوري، فعندما حاول السوريون الفرار من نيران وقصف النظام، ابتلعهم البحر، ففي إحصائية لعدد الغرقى من المهاجرين عبر البحر من المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن أعداد الغرقى وصلت منذ مطلع العام الحالي إلى ما يزيد عن 1400 غريق، وفي إحصائية لعام 2015 فإن البحر يبتلع مهاجر كل 4 ساعات.
وأما عن الأوضاع الصعبة التي يعيشها السوريين داخل المخيمات في دول أوروبا وغيرها، قالت الطفلة في تعليق على احد رسوماتها، إن كل الاحلام سقطت وتلاشت داخل المخيمات، التي أصبحت سجونًا عليها حراس، وتغيب عنها أبسط مظاهر الحياة الآدمية.
ورسمت الطفلة اجتماعًا لعدد من اللاجئين في المخيم، يشكون ويتبادلون الهموم التي يعانون منها ، فلا سبيل لديهم إلا الشكوى لذويهم.
وعبرت الطفلة عن ما كانت تحلم به هي وكل الاطفال، عندما تصل إلى أوروبا، وفي مخيلتها أنها ستحقق أحلامها وتبدأ حياة آمنة، ولكن حلمها ضاهع هباءً داخل أسوار المخيم الذي تعيش فيه.
يذكر أن الأمم المتحدة سوف تستضيف في 19 سبتمبر الحالي في نيويورك القمة الأولى حول اللاجئين والمهاجرين يليها في اليوم التالي مؤتمر للدول المانحة يترأسه الرئيس الأميركي باراك أوباما.