الفتة طعام شعبي، وطبق رئيسي على موائد الطعام في عدة مناسبات؛ أهمها عيد الأضحى المبارك، يلتف حوله أفراد الأسرة، وهو يأسر حب الصغار والكبار، ولا تجد من يعزف عنه، خاصة وأنه متعدد الأشكال باختلاف الأذواق، وغالبًا ما يزاحم طبق الفتة على المائدة، “الرقاق” الذي يُعد من أشهى المأكولات، غير أنه لا يرتبط بموسم محدد في طهيه.
سبب تسمة الفتة
أرجع البعض تسمية “الفتة” بهذا الاسم لأنها مصنوعة من فتات الخبز، حيث يطلق على كلمة فتات في اللغة العربية على الأجزاء المقطع أو الخبر المقطع .
كما يطلق عليها اسم التسقية في سوريا، حيث يسقى الخبز باللبن والزيت أو السمن، ويمكن استبدال اللحم بالحمص في أوقات الشدة.
تاريخ “الفتة” ومواسمها
ويعتبر طبق “الفتة” من المأكولات التاريخية، التي لم تستحدث في العصور والسنوات الأخيرة، حيث أرجع البعض ” الفتة ” إلى قدماء المصريين، وقيل أنهم اعتادوا تناوله في المناسبات الهامة، لكن رأى الكثيرين انه من أهم الأطعمة الشعبية في بلاد الشام ومصر معا، وأرجعوا نشأتها الأولى إلى الشام.
وهناك بعض الروايات أن اصل الفتة ترجع لاختراع فتاة في عصر قدماء المصريين تدعى “كارا” وهي أول من أقدمت على طهي أطباق الفتة بالشكل المتعارف عليه حالياً.
وباختلاف الثقافات بين مصر والشام، ترتبط الفتة في الشام بشهر رمضان ، حيث يُعد طبقًا رئيسيًا طوال الشهر الكريم، يحرص أهل طرابلس ودمشق وبيروت خاصة، في حين يُعد الطبق الرئيسي في عيد الأضحى في مصر.
وهناك مواسم أخرى تشرع فيها الأسر لطهي أطباق الفتة، مثل عقيقة المواليد، والتي يتم فيها الذبح وتصنع الفتة وتفرق مع اللحم على الجيران والضيوف .
أنواع أطباق الفتة
تتعدد أنواع أطباق الفتة، ويختلف طريقة طهيها باختلاف ثقافة البلد، وباختلاف الاذواق ، وبين الفتة المصرية والسورية اللذان يعدان من أشهر الأطباق، تجد أختلافات بسيطة ولكنها تأثر على مذاق الطبق ودرجة تقبله من شخص لأخر، كما تتميز اطباق الفتة باختلافها بسهولة وسرعة تحضيرها.
الفتة المصرية: يتم تحميص العيش ويُغمر في الشوربة في طبق كبير عميق، ثم يغطي ب الأرز المستوي، ويرش الأرز بقليل من الشوربة.
الفتة السورية : هناك الفتة بالزيت أو الفتة بالسمن أو باللبن أو أنواع أخرى من الفتات التي تشتهر بها مناطق مختلفة من سوريا، والفتة بالزيت من أنواع الفته المعروفة في سورية
فتة دجاج: يقلّى الخبز ثم يسلق الدجاج مع البهارات، يقطّع ويوضع فوق الخبز.
فتة الحمص: يُسوى الحمص، ويُفت الخبز بمرق الحمص ويضاف له اللحم المقلي.
في حبها، تغنى المصريون باسمها
تعلق المصرون بهذه الأكلة التي لم تقتصر على فقراء أو أغنياء، فألفوا لها الكلمات وتغنوا بها، ففي فيلم حماتي ملاك، تغنت فرقة الدراويش بأغنية “الفتة”، وقدمت فرقة رضا أغنية «عاوزين ناكل فتة ولحمة ورز» في فيلم إجازة نص السنة