يُعتبر الأردن من أكثر الدول التي تأثرت بالأزمة السورية نتيجة طول الحدوده بين البلدين، والتي تزيد عن 375 كم، واستقباله لنحو مليون و390 ألف سوري، أي نحو النصف مسجلين بصفة “لاجئ” في سجلات مفوضية الأمم المتحدة للاجئين.
وقالت “هيومن رايتس ووتش” في تقرير لها، اليوم الأربعاء، إن صورًا جديدة لأقمار صناعية مؤرخة في 31 أغسطس 2016م، تظهر الوضع المزري لعشرات آلاف السوريين الذين تقطعت بهم السبل على الحدود الأردنية، وتظهر الصور سوريين ينتظرون بأعداد كبيرة حول 7 مواقع لتوزيع المياه على الأقل.
وأكد نديم حوري نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط، أنّ صور الأقمار الصناعية الأخيرة دليل على أن الأزمة الإنسانية في مخيم الركبان لم تُحل، بل يبدو أنها تزداد سوءًا، وأضاف: “على الأردن السماح فورًا للوكالات الإنسانية باستئناف شحنات المساعدات الضرورية للحياة لتخفيف معاناتهم”.
تنظيم الدولة
يُشار إلى أنه وعلى إثر هجوم لـ”تنظيم الدولة” على مركز حدودي قريب في 21 يونيو، علّق الأردن المساعدات بشكل شبه كلّي إلى 70 ألف شخص عالق هناك، معظمهم نساء وأطفال.
وقدّمت السلطات كمية محدودة من المساعدات حملتها على رافعة فوق الساتر الترابي بين 2 و4 أغسطس، ولكن منذ ذلك الحين لم تصل أي مساعدات أخرى، باستثناء المياه، إلى المحتاجين.
وكانت السلطات الأردنية قد حاصرت منذ يوليو 2014م، عشرات آلاف طالبي اللجوء السوريين في منطقة صحراوية قاحلة داخل الأردن شمال ساتر ترابي شيّدته، ويحدد الساتر منطقة منزوعة السلاح تنتهي بعد عدة مئات من الأمتار جنوب الحدود السورية الأردنية.
أحوال اللاجئين في الأردن
وفي وقت سابق من الشهر الماضي، أعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أن الإحصائية الأخيرة لأعداد السوريين المسجلين في قوائمها، بلغت أكثر من 657 ألف لاجئ حتى نهاية يونيو الماضي، وأوضح المتحدث الرسمي باسم المفوضية الأممية في الأردن محمد الحواري، أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين رسميًا في الأردن بلغ 657 ألفًا و134 لاجئًا سوريًا، بعد أن تم تسجيل 39 ألفًا و442 لاجئًا منذ بداية العام الجاري.
وأضاف: “يعيش من إجمالي المسجلين 516 ألفًا و78 لاجئًا في المدن والقرى الأردنية بنسبة 78.5%، بينما يقطن الباقون وعددهم 141 ألفًا و65 لاجئًا في المخيمات المخصصة لهم بنسبة 21.5%، وتشكل الإناث ما نسبته 50.7% من إجمالي عدد اللاجئين السوريين، مقارنة مع 49.3% من الذكور، كما بلغت نسبة اللاجئين السوريين في الأردن الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و59 عامًا نحو 44.8%”.
وبحسب الحواري: “احتل لاجئو محافظة درعا السورية المرتبة الأولى بين أعداد المسجلين من حيث أماكن قدومهم، بعدد 277 ألفًا و809 لاجئين، ثم حمص بـ106 آلاف و694 لاجئًا، في حين احتلّ القادمون من طرطوس المرتبة الأخيرة بعدد 344 لاجئًا، والباقي من أماكن متفرقة من البلد الذي يشهد صراعًا كبيرًا”.