في سابقة هي الأولى من نوعها، شهد أحد المساجد الموجودة في منطقة إمبابة ظاهرة فريدة لم تحدث من قبل؛ حين اعتلت النائبة نشوى الديب، منبر أحد أكبر المساجد هناك في وجود المصلّين وقت أداء صلاة العشاء، الأمر الذي دفع المصلّين إلى مغادرة المسجد، وسط اعتراضاتٍ حول كيفيّة صعود امرأةٍ لإلقاء خطبة أمام الرجال.
سحب الثقة الثمن
قام عدد من الأهالي بالتوقيع على عدة طلبات للمطالبة بسحب الثقة من النائبة التي وصفوها بالمتبرّجة والمخالفة لتعاليم الدين الإسلامي، على أن يتمّ إرسال هذه التوقيعات إلى مجلس النواب كنوعٍ من تعبير أهالي الدائرة على عدم رغبتهم في استمرار تمثيل النائبة لهم في المجلس النيابي.
اعترضت النائبة على النقد الموجه لها، خاصة انها دخلت المسجد وهي ترتدي الملابس المناسبة لدخوله، مؤكدة أن الأزمة المثارة جاءت من خلال تيّاراتٍ متطرّفة سقطت أمامها في الانتخابات، وأنّ الأمر ليس أكثر من تصفية حساباتٍ.
ومن جانبه أكد الشيخ فؤاد عبدالعظيم، وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد السابق، أن اعتلاء النائبة نشوي الديب المنبر غير جائز شرعًا، ومن يخالف الشرع عليه الحساب، مشيرا إلى أن خطبة المرأه لباقي النساء في مسجد خاص بالنساء يجوز أما خطبتها للرجال فأمر مرفوض ولا يعترف به، مؤكدا رفض الوزارة للأمر.
وأضاف عبدالعظيم، أن أمر النائبة يجب أن يحال إلى القانون ويتم محاسبتها بارتكبها هذا الفعل، مضيفًا أن وكيل الوزارة كان يجب أن يمنعها من اعتلاء المنبر لعلمه بالقوانين واللوائح الموجودة.
الأزهر: حرام شرعا
ووصف الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، صعود النائبة “نشوى الديب”، عضو مجلس النواب، منبر مسجد الهنيدي، أحد أكبر مساجد إمبابة، لإلقاء موعظة عن حسن معاملة الزوجة، بالحرام شرعًا، وقال: “ما حدث لا يجوز وخارج عن الآداب العامة التى توافقت عليها الشريعة الإسلامية”.
وأضاف الجندي: “الشريعة الإسلامية تحترم المرأة وتمنحها من الحقوق ما تمنحه للرجل، ولا تمنعها من الوعظ ولكن فلتفعل ذلك مع بنات جنسها، أما أن تدخل المسجد على الرجال وتصعد المنبر وتريد أن تخطب فيهم فذلك لا يجوز”، مشيرًا إلى أن المسجد له خصوصيته فى ذلك، أما أن تدرس فى قاعة تدريس وتدرس لغير جنسها فلا شيء فيه.
وفيما يتعلق بالسيدة عائشة ووعظها الرجال ونقلها الكثير من علم الرسول، قال «الجندي»، إن القياس على السيدة عائشة هنا لا يجوز، فهى لم تصعد المنبر وتخطب فى الرجال، وإنما كانوا عندما يختلفون فى حديث يذهبون إليها ويسألونها.
الأوقاف تعلق
وزارة الأوقاف من جهتها روت الواقعة بشكل مختلف، مؤكدة فى تصريحات صحفية لقيادتها، أن النائبة لم تصعد المنبر، بل دخلت المسجد فقط، فغادره المصلون غضبًا منها.
ونفى رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، الشيخ جابر طابع، اعتلاء النائبة منبر المسجد، قائلا: الكلام دا محصلش وغير حقيقي.
وأكد في تصريح صحفي أن هذا الأمر حدث بشهر رمضان الماضي وكان يوجد تكريم للأيتام في هذا الوقت وشاركت النائبة في هذا التكريم.
النائبة: لم أصعد المنبر
وكشفت النائبة نشوى الديب، عن القصة الكاملة التى تم تداولها بشأن اعتلائها منبر أحد المساجد بـ إمبابة القديمة، قائلة: “إن الإسلام لم يحرم دخول المرأة المسجد، وسبق وحدث أكثر من مرة فى تاريخ مصر منذ ثورة 1919 بقيادة سعد زغلول، بالإضافة أن من حقها أن تدخل المسجد وتصلى وترى الإمام”.
وأكدت نشوى الديب، فى تصريح صحفي أنها ذهبت يوم 29 رمضان، وكان يوافق وقفة عيد الفطر المبارك، وكان حينها مسجد الهنيدى قيد التطوير، وأنها أحضرت 800 متر سجاد، وذلك بمناسبة افتتاح المسجد، بحضور الشيخ محمود حبسه مدير مديرية لأوقاف بالجيزة، وإمام المسجد الشيخ زين.
وتابعت : حين جاء ميعاد الصلاة ذهبت لأصلى فى مصلى السيدات بملابس حشمة و واسعة –بحسب قولها -، وكان يؤم الصلاة الشيخ زين إمام المسجد، وبعد انتهاء الصلاة كان هناك احتفالية توزيع جوائز مسابقة حفظ النساء للقرآن، وكان من ضمن الحالات الفائزة أم وبنتها، فأخذتها قدوة وقلت كلمة “إنها خير أم لأنها حفظت القرآن واستطاعت أن تحفّظ ابنتها “.
وأكدت ” نشوى “أنها ملتزمة بتعاليم الإسلام ومتمسكة بآداب المسجد ولم أعتلِ منبر المسجد، ونفت أنها ألقت خطبة فى المصليين كما جاء فى المواقع الإخبارية الأخرى، مضيفة أن أهالى المنطقة بدأوا يتجمعون حين علموا وجودها بالمسجد .
وأشارت إلى أن الاسلام لا يرى فى المرأة انها تكملة عدد ولا يرى فيها نجاسة، ولكنه كرمها أعظم تكريم.