تعتبر أفريقيا مثالاً جيدًا للمضي قدما في الطريق نحو الديمقراطية، وإن كانت تتعثر في بعض الأحيان – إلا أنها أفضل حالا بكثير مما يتصورها البعض.
ومن المُلاحظ أن في البلدان التي لا تشكل الانتخابات إشكالية بشكل تلقائي تم تخلي الرؤساء – الذي يبلغ عددهم 22 رئيسا – عن السلطة عقب نهاية فترة ولايتهم الدستورية او إثر خسارة في الانتخابات أو نتيجة رحيل طبيعي وبدون مرحلة انتقالية مشبوهة أو عنيفة، 18 منهم ما زالوا على قيد الحياة ، وناب عنهم آخرون في الحكم عن طريق ديمقراطي ، بحسب موقع شباب أفريقيا .
العمل السياسي :
أغلبية الرؤساء القدامى سعوا إلى البقاء في المجال السياسي بعد نهاية فترة ولايتهم الأخيرة وانتهج 8 من 22 هذا النهج على غرار منصف المرزوقي الذي أسس حزبا جديدا في ديسمبر 2015م بعد عام من خسارته في الانتخابات .
و في السنغال تحول عبد الله الواد إلى معارضٍ شرس ضد ما كي سال معتبرا إياه بالديكتاتور وشأنه في ذلك شأن كاجليما موتلنثي الذي فشل في سعيه إلى استعادة قيادة الحزب 2012 م بعد استبداله بجاكوب زوما في ذلك منذ عام 2009م.
واعتزل دونا تيان اندايزيزي –الرئيس البو روندي الأسبق والخاسر في انتخابات 2010 و2015م –مجلس الشيوخ وذلك اعتراضا على إعادة انتخاب بيير انكرونزيزا المتنازعة عليها.
وظائف دولية :
بعض الرؤساء السابقين توجهوا إلى الوظائف الإقليمية والدولية ، مثل توماس ياي بوتي الذي تولى الإشراف على بعثة المراقبة التابعة للاتحاد الإفريقي في الانتخابات الرئاسية في 24 أبريل في غينيا الاستوائية ومن ثم الرجوع إلى معقله في مدينة تشاوروا في شمال البلاد على الحدود المتاخمة بنيجيريا، وذلك انتظارا لمهمات أممية أحرى حسب ما تم تداوله في الأوساط الدبلوماسية الإفريقية.
ومن جانبه تم تعيين جاكيا كيكويت -بعد قضائه فترتين رئاسيتين على تنزانيا – مبعوثا رسميا للاتحاد الإفريقي إلى ليبيا كنظيره فوستس مغواي الحائز على جائزة محمد إبراهيم للحكم الرشيد عام 2008م والمفوض من طرف الاتحاد الإفريقي للإشراف على اللجنة المشتركة لمتابعة وتقييم اتفاقيات السلام في جنوب السودان( JMEC ) المبرم في 29أغسطس 2015م بين رئيس جنوب السودان سالفكير وبين ريك مشال زعيم المتمردين الأسبق.
ويذكر أن ثلاثة من الرؤساء 22 من الذين تخلوا عن السلطة بشكل سلمي شرعوا في إنشاء منظمات غير حكومية للعناية بالقضايا ذات العلاقة بالحكم الرشيد وإعداد النشء للقيادة وحسن تمثيل مكونات المجتمع في مؤسسات الدولة، ونال الاثنان منهم (بيدرو بيريس من الرأس الأخضر2008م والناميبي هيفيكيبوني بوهانبا 2015م) على جائزة محمد إبراهيم.
ملاحقة أمنية :
وبينما بدأ بعض الرؤساء الأفارقة القدامى مرحلة جديدة من حياتهم بعد الرئاسة يظل آخرون ملاحقين من العدالة في بلدانهم على غرار الموزمبيقي أرماندو جيبوزا حيث ورد اسمه في قضية إخفاء الدين العام على المؤسسات المالية الدولية: البنك الدولي وصندوق النقد الدولي(FMI).
وقد أًثيرت إشاعات تشير إلى احتمال اعتقال غودلوك جوناثان في نيجيريا نتيجة فضيحة مخالفات مالية حصلت أثناء حكمه على البلاد وقد تم اعتقال عدد من المقربين منه في الآونة الأخيرة غير أنه صرح من منتجعه في كوت ديفوار بعد عودته من الولايات المتحدة الأمريكية بأنه لم يلجأ إلى تلك البلاد وأنه ينوي العودة قريبا إلى نيجيريا.