عندما مات الرسول رفض عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يصدق موته وخرج شاهرا سيفه صائحا إن رجالا من المنافقين يزعمون أن رسول الله مات، وإنه والله ماتوفي ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران، فقد غاب عن قومه أربعين ليلة ثم رجع إليهم بعد أن قيل إنه مات، والله ليرجعن الرسول كما رجع موسى و ليقطعن أيدي رجال وأرجلهم زعموا أنه مات.
ولولا تبات الصديق رضي الله عنه الذي هدئ من روعه وجلس ليقرأ على المؤمنين وهم في صدمة، وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفئن مات أو قتل إنقلبتم على أعقابكم، ثم يصيح في الناس من كان يعبد محمداً فإن محمد قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، فعاد المؤمنين إلى صوابهم ومعهم الفاروق رضي الله عنهم.
مع أن الفاروق لم يكون متبعا هواه أو حبا أعمى، إنما كان له دليل، ينقول لنا إبن الأثير أن عمرا قال، إنما فعلت ما فعلت لاناني كنت أعتقد أن الرسول سيبقى حيا حتى يشهد على أمته إلى يوم القيامة ،مستنداً للأية الكريمة وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً.
وإني لا أجد تعبيرا أفضل من تعبير أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، حين قال القرآن بين دفتي المصحف لا ينطق وإنما يتكلم به الرجال، والدلالة الواضحة لهذا المبدأ المهم جداً والخطير، والمُغَّيب تماماً في الخطاب كثير من رجال الدين، إن عقل الرجال ومستوى معرفتهم وفهمهم هو الذي يحدد الدلالة ويصوغ المعنى، لهذا يختلف فهم النص من رجل الشارع إلى طالب العلم ومن طالب العلم إلى العالم.
تأتي هذه التوضيحات وتنبيهات في ظل الحملة سياسية الغير شرعية التي تقوم بها بعض الجيهات على د عدنان إبراهيم، و التي إتخادات فيها من نفسها ناطقا رسمياً بإسم السماء.
ومن هؤلاء خرج الشيخ وجدي غنيم ناصح لنا في خطاب قال عنه رد ناري على د عدنان إبراهيم، وهو يقول لا تسمعوا له ولا تأخدوا منه شيئاً إنه رجل يستعمل عقله وكأنه لا يعلم أننا عندما استعملنا عقولنا تقدمنا وانتجنا حضارة ومعها علوم، وعندما عطلنا عقولنا سقطنا إلى قاع الأمم .
الصاحي يبدو مضحكا بين السكارى, لأنه في صحبة السكارى وهؤلاء يكونون الأكثرية, وهم يحددون ماهوطبيعي. فالرجل الصاحي يتصرف بشكل غير طبيعي في هذه الصحبة عزت بيجوفيتش
وجود د عدنان و أمثاله ضرورة شرعية وفكرية، فكرية لأنه إستطاع أن يعري المنطق المزدوج لهؤلاء و بؤس استدلالتهم وضحلة مستوهم الفكري، و شرعية لأنه إستطاع تحريك الركيد وتذويب الجليد الجامد.
وتستمر الخديعة شيخ آخر نصب نفسه مدافعا عن السنة وهو في الحقيقة لا يدافع إلى عن نسخته التي نحتها بيده، كما نحتوا آخرون نسخهم ممتزجة بمصالحهم الشخصية وعقادهم النفسية.
وكل يدَّعي وصلاً لليلى .. وليلى لا تقر لهم بذاكا مجنون بني عامر
مع هذا شيخ تيقنت أناني سقطت من الحضيض إلى تراب، لا منطق الذي كان في المقطع الأول تطور إلى لا منطق ولا علم، وجدت نفسي مع حفرية حية من القرون الأولى، كائن بسيط مختزل دو بعد واحد بإمكانك أن تتنبأ بكل أقواله،
قام هذا الشيخ بإختزال كل أعمال وأفكار د عدنان إبراهيم، التي من بينها 400 خطبة، كل خطبة في أكثر من ساعة، كما قام بإختزال مجموعة من سلسلات و المحاضرات و دروس في عشرة دقائق و المشكلة المحيرة هي أنه كان واثق ويشعر بأنه تكلم فأسمع وضرب فأوجع.
مشكلة العالم أن الأغبياء والمتشددين واثقون بأنفسهم أشد الثقة دائما، أما الحكماء فتملأهم الشكوك برتراند راسل
شيخ عبد الله المصلح جعل أفكار د عدنان باطلة لأنها تخالف السائد، ونحن نقول له إن كان كلامك صحيحا فاهي مصيبة وإن كان غير صحيح فالمصيبة أكبر، لأن الأنبياء موسى وعيسى ومحمد عليهم أفضل صلاة وسلم، كلهم أتوا بأفكار تخالف السائد، وبمنطقك يكون فرعون و بيلاطس البنطي وهيرودوس و أبو جهل على حق، و الأنبياء على باطل، لأن الأنبياء هم من أتوا بأفكار تخالف السائد وإن كان منطقك خطاء فأين هي الأمانة.