أعلنت الحكومة السودانية، وجود زعيم المتمردين والنائب السابق لرئيس جنوب السودان رياك ماشار فى الخرطوم للعلاج، وذلك عقب فراره إلى الكونغو الديموقراطية بعد تجدد القتال بين الجيش الموالى للرئيس سلفا كير والمتمردين فى يوليو الماضي فى جوبا.
وقال أحمد بلال بيان من الناطق الرسمى باسم الحكومة السودانية، اليوم الثلاثاء: “استقبل السودان مؤخرًا الدكتور رياك مشار لأسباب إنسانية بحتة، على رأسها حاجته العاجلة للعلاج والرعاية الطبية”، وحل تبان دينغ غاي محل رياك مشار كنائب أول لرئيس جمهورية جنوب السودان بعد اشتباكات بين قوات مشار وقوات سلفا كير خلفت مئات القتلى.
ولم يوضح البيان السوداني متى وصل مشار ولكنه أكد إنه “كان عند وصوله فى حالة صحية تستدعي سرعة التعامل معها”، وأضاف: “الحالة الصحية للدكتور رياك مشار مستقرة حاليًا، وسوف يبقى بالبلاد تحت الرعاية الصحية الشاملة إلى أن يغادر”.
وانفصل جنوب السودان ذو الأكثرية المسيحية عن الشمال المسلم فى التاسع من يوليو 2011م، بعد ستة أشهر من استفتاء اختار فيه سكانه الاستقلال، بعد اتفاق سلام أنهى حربًا أهلية امتدت من عام 1983م، إلى 2005م.
رياك ماشار
وانشق رياك ماشار -وينتمي لقبيلة النوير- عن الحركة الشعبية لتحرير السودان عام 1991م، وأسس مع بعض المنشقين على جون قرنق رئيس حكومة جنوب السوادن السابق، ما عرف بمجموعة الناصر “نسبة إلى مدينة الناصر في جبال النوبة”، كما أسس الحركة الموحدة عام 1992م، ثم حركة استقلال جنوب السودان عام 1995م.
وقاد عملية تفاوض مع حكومة البشير آلت إلى ما عرف باتفاقية الخرطوم للسلام 1997م، وقد وقعت هذه الاتفاقية أربعة فصائل جنوبية تعرف بمجموعة الناصر التي تم التنسيق بينها، وأسفرت هذه الاتفاقية عن إنشاء مجلس تنسيق الولايات الجنوبية الذي عين رياك ماشار رئيسا له.
استقال ماشار من مناصبه الحكومية في فبراير 2000م، متهمًا الخرطوم بإرسال قوات لمحاربة مقاتليه في الجنوب، وسعت دول (على رأسها أميركا) ومنظمات غير حكومية مع مطلع هذا القرن إلى مساندة ورعاية عقد اتفاق بين جون قرنق ورياك ماشار وإزالة كل أسباب سوء التفاهم بين قبيلتيهما الدينكا والنوير، تمهيدًا لبناء جبهة جنوبية ذات قاعدة عريضة ولها أذرع عسكرية وسياسية، بهدف محاصرة أقوى مؤيدي الحكومة في المنطقة وهو اللواء فاولينو ماتيب (من قبيلة النوير) ذو النفوذ القوي في ولاية الوحدة التي يوجد بها أكبر احتياطي نفط بالسودان.
أعلن ماشار في 28 مايو 2001م، عودته لصفوف التمرد بعد قطيعة دامت 9 سنوات مع حليفه السابق جون قرنق، وحل نتيجة هذا الإجراء تنظيم الجبهة الديمقراطية لشعوب السودان ليؤسس تنظيمًا جديدًا باسم الجبهة الشعبية السودانية للديمقراطية، ومنضما إلى الجيش الشعبي لتحرير السودان.
عرف عن مشار تحفظه على المبادرة المصرية الليبية بشأن حل قضية جنوب السودان المقدمة عام 1999م، التي تنص على ضرورة إبقاء وحدة السودان، ومال إلى مبادرة السلام التي قدمتها الإيغاد، واتهم مصر وليبيا بمحاولة إفشال هذه المبادرة الأفريقية التي تدعمها الولايات المتحدة.