أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنها تريد أن يبرم الاتحاد الأوروبي اتفاقات مع دول شمال أفريقيا لإعادة المهاجرين على غرار الاتفاق المثير للجدل مع تركيا، وقالت ميركل في تصريحات صحفية لصحف محلية، اليوم الثلاثاء: “أن هذه الاتفاقات تصب كذلك في مصلحة الأفراد الذين يفرون”.
وصرحت المستشارة الألمانية لصحيفتي “باساور نوي بريسه” و”رور ناشريشتن” “سيترتب علينا إبرام اتفاقات مشابهة مع دول أخرى، بشكل أساسي في شمال أفريقيا، لتحسين ضبط طرق الهجرة في المتوسط”، من دون تقديم تفاصيل إضافية بشأن الدول المعنية.
وردًا على سؤال بشأن قرارها التاريخي ليل 4 الى 5 سبتمبر 2015م، السماح لعشرات آلاف المهاجرين العالقين في المجر بالدخول إلى ألمانيا، أكدت ميركل أن هذا الخيار “فرض نفسه” وأنه “عادل”، كما أكدت “كان من واجبنا الإنساني مساعدتهم وتولي مسؤوليتهم”، مشددة على قناعتها بالنجاح في دمج المهاجرين الـ1,1 ملايين الذين وفدوا إلى ألمانيا في العام الفائت.
ينص الاتفاق مع تركيا على استعادتها المهاجرين الوافدين بصورة غير قانونية إلى اليونان، مقابل منح الاتحاد الأوروبي تركيا مبلغ ثلاثة مليارات يورو لمساعدتها على تحسين استضافة اللاجئين، مع احتمال توفير مساعدات لاحقًا بالقيمة نفسها، كما تعهد الاتحاد الأوروبي، مقابل كل مهاجر سوري مبعد، بـ”إعادة توطين” لاجئ سوري آخر من تركيا.
130 ألف لاجئ مسجل في ألمانيا تجهل السلطات أماكن تواجدهم
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة الألمانية، أن السلطات تجهل مكان وجود 13% من أصل مليون مهاجر تم تسجيلهم عام 2015م، إذ لم يحضروا إلى مراكز الإيواء التي حددت لهم، مرجحة أن يكونوا عادوا إلى بلدهم الأصل أو أنهم قد هاجروا إلى بلد آخر.
وأوضحت الحكومة في رد خطي على برلمانيين من حزب “دي لينكي” اليساري أن “الأسباب المحتملة (لتغيب هؤلاء المهاجرين) قد تكون على سبيل المثال العودة إلى البلد الأصل، أو مواصلة الرحلة إلى بلد آخر، أو الانتقال إلى وضع غير شرعي”.
ويرجح أن يكون ذلك أيضًا نتيجة تسجيل مهاجرين مرتين في نظام “إيزي” الذي يحصي المهاجرين الراغبين في تقديم طلب لجوء والذي يتم على أساسه تحديد مأوى لهم في إحدى المناطق الألمانية، وسجل هذا النظام عام 2015م، عددًا قياسيًا من المهاجرين في ألمانيا وأوروبا بلغ 1,09 مليون مهاجر.
انخفاض شعبية ميركل
وأظهر استطلاع للرأي في 12 أغسطس 2016م، أن معدلات التأييد للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تراجعت بشدة في يوليو، فيما يمثل ثاني مؤشر على رد الفعل السلبي من الناخبين على سياساتها الخاصة باللاجئين، منذ هجمات نفذها مسلحون في ألمانيا في ذات الشهر، ومع تبقي نحو عام تقريبا على الانتخابات الاتحادية، أظهر استطلاع الرأي الذي نشرته قناة زد.دي.إف التلفزيونية، أن معدل التأييد لميركل المحافظة بلغ 1.0، منخفضًا من 1.4 في يوليو على مقياس من 5.0 إلى -5.0.
واحتلت ميركل المركز الرابع في تصنيف للساسة، لتأتي بعد رئيس وزراء ولاية بادن-فورتمبرج، المنتمي لحزب الخضر، فينفريد كريتشمان، ووزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، المنتمي للحزب الديمقراطي الاشتراكي، ووزير المالية المحافظ فولفجانج شيوبله، والاختبار التالي للمحافظين، الذين تنتمي لهم ميركل سيكون في انتخابات الولايات، التي ستجرى الشهر المقبل في برلين ومكلنبورج فوربومرن، ومن المتوقع أن تشهد ظهورًا قويًا لحزب البديل من أجل ألمانيا، المناهض للمهاجرين.
وتخضع سياسة الباب المفتوح للمهاجرين، التي تبنتها ميركل، للتدقيق، بعد وقوع هجومين أعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عنهما في يوليو. وأظهر استطلاع الرأي أن 44% فقط من الألمان يعتقدون أن سياستها الخاصة بالهجرة جيدة، بينما يرى 52% أنها سيئة، كما أظهر الاستطلاع أيضا أن 54% من الألمان يعتقدون أن اتفاق الهجرة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا سيفشل، ويعتقد نحو 35% أن على الاتحاد الأوروبي وقف محادثاته مع أنقرة، بشأن عضوية تركيا في التكتل بسبب الأوضاع السياسية هناك.
وكان محللون ألمان عبروا عن مخاوفهم من تأثيرات استراتيجية ميركل في التعامل مع ملف اللاجئين والعمليات الإرهابية، مع اقتراب موعد انتخابات في معقل ميركل السياسي في مقاطعة ميكلنبرغ-بوميرانيا الغربية، في الرابع من سبتمبر، تليها انتخابات في مقاطعة برلين في 18 سبتمبر.