طالعتنا صحيفة “la tribune” الفرنسية بخبر مفاده قيام عبدالفتاح السيسي بشراء 4 طائرات رئاسية من نوع “فالكون 7 إكس” بـ 300 مليون يورو من شركة “داسو” الفرنسية لتنضم لأسطول الطائرات الرئاسية.
الصحيفة الفرنسية أشارت في خبرها إلى أن تلك الخطوة هي بمثابة الخبر السار والمدهش لشركة “داسو” فى ظل انكماش شديد بسوق طائرات رجال الأعمال حاليًا، طبعًا سار لهم أن يكون هناك شخص أهوج يُضيع أموال شعبه لنيل الاعتراف الدولي بخيانته وانقلابه.
شراء 4 طائرات بهذا السعر الذي وصل لـ5 مليار جنيه (اليورو بـ15 جنيه مصري في السوق السوداء) لتنضم إلى أسطول الطائرات الرئاسية من أيام المخلوع حسني مبارك المكون من 24 طائرة، في ظل حالة تدهور إقتصادي واضح للجميع، وأزمة إقتصادية طاحنة، وحالة غليان في الشارع من الارتفاع الفاحش للأسعار، ليس لها مبررًا إلا أن السيسي يُخرج لسانه للشعب.
من المدهش أن الخبر جاء عقب سعي حكومة السيسي لاقتراض 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، لمواجهة عجز احتياطي النقد الأجنبي وارتفاع الدين العام الذي أعلن السيسي في خطابه الأخير وصوله لـ98% من الناتج المحلي، وكذلك عجز الموازنة.
الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي وصلت إليها مصر جعلت عدد من الصحف العالمية تتحدث عنها واصفة ما يحدث بالكارثة، ففي 5 أغسطس الماضي، مجلة “الإيكونوميست” البريطانية نشرت تقريرًا حلّلت فيه تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في مصر منذ الانقلاب على الرئيس محمد مرسي وسطوة عبد الفتاح السيسي على الحكم.
ولفتت المجلة إلى أن السيسي يجعل الأمور أكثر سوءًا بالنسبة لمصر، من خلال سياساته غير المجدية، وأن المستثمرين الأجانب يتابعون الوضع الاقتصادي في مصر بقلق متزايد.
وخصصت وكالة “بلومبرج” الاقتصادية الأميركية، افتتاحية عدد الثلاثاء 16 أغسطس لتسليط الضوء على الشأن المصري، متهمة عبد الفتاح السيسي بأنه السبب في تدهور اقتصاد مصر بعدما بدد مليارات الخليج في مشاريع ضخمة مشكوك في جدواها مثل توسعة قناة السويس، مما قلل من فرص الإنفاق على البنية الأساسية الحيوية في البلاد.
تساؤلات كثيرة لم نجد لها إجابة لماذا يشتري السيسي 4 طائرات بلا داعي في الوقت الذي يخرج علينا كل يوم في دور الواعظ ويتحدث عن ضرورة التقشف واتخاذ القرارات الصعبة وتحميل الشعب والارهاب المزمع نتيجة فشله في إدارة البلاد بل سرقة مقدراتها وتدميرها وبيعها لمن يدفع أكثر من داعمي انقلابه الفاشل.
هل صمت وخوف قطاع كبير من الشعب المصري شجع السيسي على الاستمرار في مخططه القذر في تدمير مصر والذي بدأه برفع الدعم بالكامل عن المواد البترولية والمياه والكهرباء، حيث أعلن وزير الكهرباء منذ أيام عن زيادة أسعار الفواتير بنسبة وصلت في بعض الشرائح لـ40%، كما تشهد الأسواق موجة غير مسبوقة من ارتفاع أسعار كافة السلع الأساسية والضرورية للحياة.
لم نجد أي إجابات لما يدور في خُلدنا وبقى الثابت أن هناك طائرات أُشتريت بمليارات الجنيهات، وشعب لم يجد إلا ديون تتراكم عليه وارتفاع فاحش في الاسعار ومشاريع وهمية، ووعود بمزيد من القرارات الصعبة التي ينتظرها، هذا هو حال مصر اليوم في عهد العسكر.
