كشف الدكتور جمال المراكبي أحد القيادات السلفية، تفاصيل اجتماعه مع قيادات جماعة الإخوان المسلمين باعتصام رابعة العدوية، بحضور الشيخ محمد حسان، والدكتور عبدالله شاكر، وذلك لمعرفة مطالبهم وتوصيلها للمشير عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع آنذاك، وذلك لتحقيق الصلح وحقن الدماء.
وأضاف “المراكبي”، خلال لقائه بقناة “الرحمة”، بحضور الشيخ محمد حسان وعبدالله شاكر، اليوم الأربعاء، أن قيادات الإخوان كان لهم ثلاثة مطالب هي عدم فض الاعتصام بالقوة، والإفراج عن جميع المعتقلين وعلى رأسهم محمد مرسي الرئيس السابق، وإعلان المصالحة في كافة وسائل الإعلام.
وأشار “المراكبي”، إلى أنهم “التقوا بالمشير عبدالفتاح السيسي، بمقر وزارة الدفاع، وأبلغوه بالمطالب الثلاثة، وأكد أنه لن يتم فض الاعتصام بالقوة ولو استمر سنة، ولكنه أبلغنا بأن الإفراج عن المعتقلين بيد القضاء، وبعد ذلك أكد لنا أنه سيتم الإفراج عنهم تباعًا، وطالبنا بفتح الطرق المؤدية إلى المطار وعدم غلقها”.
وتابع: “حينما قلنا للمشير السيسي بأنه يمكن أن يلتقي بقيادات الإخوان في جلسة الحوار الوطني، والسيسي قال: “يجلسون على مائدة التفاوض باعتبارهم أكبر حزب سياسي بمصر”.
وأكمل المراكبي: “خرجنا من عند السيسي فرحانين حاسين إن المستقبل أفضل وإن الصلح سيتم، وسنحقن دماء شباب المسلمين، ولن يكون هناك فض للاعتصام بالقوة، وسيخرج من السجن كل معتقل”، مشيرًا إلى أنهم توجهوا مرة أخرى لقيادات جماعة الإخوان لإبلاغهم بما حدث خلال اجتماعهم مع المشير السيسي.
وأكد الداعية السلفي، أنه شعر بأن الصلح سيتم وأنهم قاموا بتأدية دورهم، ولكن حينما أخبرنا قيادات الإخوان بأن المشير السيسي وافق على ذلك ولن يتم فض الاعتصام بالقوة، ولكن فوجئنا بهم يقولون لنا: “شكرًا يا مشايخ”.
وتابع: قالوا للمشايخ شكرًا يا مشايخ واعتذروا عن ممارسة هذا الجهد وهذا السعي، بالرغم من ضياع ليالي العشر الأواخر من رمضان، لكننا كنا نعلم أن سعينا للمصالحة أعظم عند الله عز وجل من قيام ليلة القدر، ومن صدمتنا أننا لم نرد على أحد وكأنها غصة ابتلعناها، وقبلها أخذ الشيخ حسان رأينا هل يظل الأمر سرًا أم نعلنه على الملأ؟ فكان رأينا بالاتفاق وبالإجماع أن الشيخ حسان يتكلم في مسجد الحصري في الفجر، وأنه يبشر الناس بهذه اللقاءات التي حدثت، وكان الناس يكبرون بعد سماع هذه الأخبار المبشرة بالخير، وبعد أن تكلم الشيخ حسان في المسجد وهمهم الذين يجلسون في رابعة وصعد الذين يتكلمون على المنصة ونفوا أنهم أرسلوا المشايخ ونفوا أنهم اتفقوا مع المشايخ على شىء، وأن هذه خطوة من المشايخ اتخذوها من قبل أنفسهم بدون ترتيب مع أحد ووقتها قلت إن هذا بسبب ضغوط الشباب عليهم ودعوت لهم أن يغفر الله لنا ولهم، فجلسنا في بيوتنا حتى تم الفض، ولما تم الفض أذكر أنني كنت في أسى شديد وكنت اتقطع من داخلي وعلمت أن الشيخ حسان نزل من أجل حقن الدماء وحماية الشباب بصدره ومُنع من الوصول إلى رابعة، وتم ضرب قنابل الغاز المسيلة للدموع عليه في ميدان مصطفى محمود ونقل إلى المستشفى وكل هذا مسجل صوت وصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، كل هذا الكلام لماذا أقوله اليوم؟”.
وأوضح الداعية السلفي، أنه كان يشعر بالأسى الشديد حينما كان يتم فض اعتصام رابعة بالقوة، مشيرًا إلى أن الشيخ محمد حسان أراد التوجه لرابعة أثناء فض الاعتصام لحقن دماء شباب المسلمين ويضحي بنفسه من أجلهم، ولكن تم منعه ولذلك توجه إلى ميدان مصطفى محمود.
وأضاف “ما أقول هذا الكلام في هذا التوقيت إلا لأبرئ نفسي وإخواني وهذا الرجل الذي يُطعن في عرضه ليل نهار “الشيخ محمد حسان”، الذي يُتهم في عرضه بسفهٍ على مواقع التواصل الاجتماعي، لا أريد أن أطيل أكثر من هذا، اسأل الله العظيم أن يهيئ لنا أمر رشد يعز فيه أهل طاعته ويهدى فيه أهل معصيته، وصلِ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
وكان الشيخ محمد حسان الداعية الإسلامي قال في حوار بجريدة الوطن منذ يومين، أن عبدالفتاح السيسي وعده بعدم فض اعتصام رابعة العدوية بالقوة وقت أن كان وزيرًا للدفاع أثناء الوساطة التي أجراها بين الدولة والإخوان، خلال الفترة التي سبقت فض الاعتصام.