أثار حوار الشيخ محمد حسان الأخير مع جريدة “الوطن”، العديد من الجدل حيث اتهمته هيئة علماء الثورة بالكذب، بعد نشرها شهادة الدكتور الراحل محمد مختار المهدي الذي كان أحد رفقاء حسان لمقابلة السيسي.
اتهمه الدكتور عمرو دراج القيادي بجماعة الإخوان بالتدليس، بعد ادعاء حسان بالتحدث مع دراج، رغم تأكيد دراج بأنه لم يقابله في حياته.
أكد حسان في حوار له مع جريدة الوطن أنه ذهب برفقة كل من الدكتور عبدالله شاكر، الرئيس العام لجمعية أنصار السنة والدكتور محمد مختار المهدى – رحمه الله – والدكتور محمد عبدالسلام، والدكتور جمال المراكبي، والدكتور محمد أبوالحسن، وشقيقه محمود حسان ، إلى اعتصام رابعة العدوية للوساطة بين السيسي وقيادات الإخوان”.
وقال حسان :” إن السيسي وافق على مطالب الإخوان لحقن الدماء ، لكنهم رفضوا بعد أن وعدتهم “كاترين أشتون” بعودة “مرسى”.
وأضاف حسان: الدكتور عمرو دراج ابلغني إن “أشتون” قالت لهم اقبلوا بالأمر الواقع.
ويعلق الدكتور عمرو دراج القيادي بجماعة الإخوان المسلمين: “المدعو محمد حسان يكذب كما يتنفس.. يدعى اني قلت له كلاما رغم أني لم أقابله في حياتي”.
وأضاف في منشور له عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” ، يدعى أن آشتون قالت لنا قبل الفض بأيام أن د. مرسي سيعود و لذلك رفضنا ما يسمى بعروض السيسي، في حين أن آشتون لم تكن موجوده في مصر في هذا الوقت اصلا.. كلامه كله تناقض فكيف يقول إن آشتون قالت لنا علينا قبول الواقع و في نفس الوقت وعدتنا بعودة د. مرسي؟! هذا الرجل مشارك في مسئولية الدماء التي سيسأله الله عنها يوم القيامه”.
وأصدرت هيئة علماء الثورة بيانًا للرد علي الداعية الإسلامي محمد حسان بعد حواره مع جريدة الوطن حول وساطته بين الإخوان والسيسي قبل فض اعتصام رابعة العدوية.
وقال البيان :”إن من تحرى الكذب فأكل بالدين وشرب بعدما كان مغمورا منكورا ، ثم خذل دينه في كل موطن تجب فيه نصرته لا يستبعد منه أن يُجهز على الجرحى والمعتقلين، ويتقول على الشهداء الذين لا يملكون فرصة للرد والتصحيح ، لكن يأبى الله إلا أن يبقى لحسان ما يسوءه ويفضح كذبه بعدما ظن أن الميدان خلا ممن يمكنهم رد كذبه عليه”.
وأضاف البيان :”خرج حسان من غرفة الرعاية المركزة ليس ليتوب عن ممالأة الظالمين، بل ليجامل أسياده في حواره مع جريدة الوطن في الذكرى الثالثة لمجزرة فض اعتصام رابعة بادعائه أن الإخوان رفضوا فض الاعتصام، وأن السيسي اضطر لذلك اضطرارا ، وانهم يخالفون سنن الله بمعارضتهم ما اسماه هو بالدولة”.
وتابع البيان :”من سوء حظه أن رفيقا له في لقائه المذكور مع السيسي كان قد أدلى بشهادته لعدد من هيئة علماء الثورة أثناء زيارته في مرضه الاخير..هذا الشاهد العدل هو الاستاذ الدكتور محمد المختار المهدي _ رحمه الله تعالى _ الرئيس السابق للجمعيات الشرعية والذي قال: في فترة الاعتصام طلب من بعض رموز العلماء غير المحسوبين على الإخوان التدخل ، واكتشفت أن الاستدعاء كان لاخذ مباركتنا لما عزموا عليه وكان ظنهم أننا جميعا سنكون من طراز حسان ، فوجدتني في هذا الاجتماع مع حسان وجمال المراكبي وأستاذ ازهري _لن نذكر اسمه_ واخرين”.
وقال المهدي في شهادته :”إذا بالسيسي منتفش وبجواره العصار بدا حسان _ وكان قد عاد من عمرة _ قائلا للسيسي : والله يا سيادة الفريق ما جاء بي إلى هنا إلا لأني سمعت الناس في الحرم يدعون عليك فهالني هذا فجئت مسرعا إليك وأنت تعلم مدى نصحي وحبي لك .
ويعلق السيسي : ليدعو من يشاء انا عارف إني أنا صح وميهمنيش الدعاء .
وأضاف المهدي في شهادته :”قال المراكبي : إذا كان الناس يدعون عليك فنحن ندعوا لك.
وقال الدكتور المهدي للسيسي : إن ما فعلته لا يبشر بالخير ولو اردت حل المشكلة اخرج الرئيس ولتكن المحاجة علنية والمعتصمون في رابعة لن يبرحوها حتى يعود إليهم رئيسهم .
فرد عليها السيسي ولرفيقه الازهري : من انتما؟ انا لا اعرفك ..انا اعرف الشيخ حسان والمراكبي من زمان انتم مين اللي جابكم ؟
وأكد حسان والمراكبي على عمق العلاقة التي تربطهما بالسيسي وجعلوا يتذاكرون علاقات حميمة اشتملت على لقاءات عائلية ووساطات
وتابع الدكتور المهدي : :”اكتشفت حينها ان الترتيب قديم بين الطرفين، وانا وزميلي الازهري جيء بنا لإكمال المشهد، فقلت للسيسي : إننا علماء إسلام والذي يهمنا مصلحة هذا الدين ومن حقنا ان نرتاب من موقفكم من الدين؛ لأن أول إجراء فعلتموه هو قطع البث عن القنوات الإسلامية _ فقط _ مثل الناس والحافظ وغيرهما ..وهذا يعد حربا على الدين ومصادرة على الراي الآخر”.
فرد السيسي : اسكت ولا تتكلم مرة اخرى ..ثم قال : إنني اغلقت هذه القنوات لأنها تحرض على الفتنة ، وهنا بادر حسان قائلا : ولكن قناتي _ الرحمة _ لا تبث الفتنة وليست مع هؤلاء المعتصمين.
ورد عليه السيسي: نعيد لك قناة الرحمة ولكن على مسئوليتك ؟
وقال حسان : نعم على مسئوليتي .
قال السيسي للواء العصار: اكتب يا عصار : تعود قناة الرحمة على مسئولية الشيخ حسان
ورد الازهري الآخر : هذه رشوة، ثم قال السيسي : لكم علي الا افض الاعتصام بالقوة إلا إذا صدر من المعتصمين اطلاق نار.
فقال الدكتور مختار : إذن انت تنوي أن تفضه بالقوة .
قال السيسي: كيف ؟
قال الدكتور المهدي : انت مسئول عن تامين هؤلاء المعتصمين السلميين أصلا ، وعليك أن تحميهم من الدخلاء والمدسوسين ، وهم إلى الآن وما نعرفه عنهم سلميون ، فإذا اندس فيهم حامل سلاح فهي مسئوليتك في المقام الأول ولا تأخذ الجميع بسببه وتجري مذبحة، وهذا الوعد منك لا يجعلنا مطمئنين لأنه يمكن أن يندس بينهم بعض ضباطك ويطلق رصاصة واحدة فتستحل دماء المعتصمين جميعاً، وهذا ما لا نتابعك عليه او نفتيك به .
ورد عليه السيسي : “قلت لك لا تتكلم لا أحب أن أسمع كلامك ، بل اريد أن أسمع كلام هؤلاء _ يقصد حسان والمراكبي _ فوافقاه”.
ويواصل الدكتور المهدي شهادته :”قال المراكبي صراحة : يا سيادة الفريق إن المعتصمين في رابعة خوارج خرجوا على الحاكم ، وأنا ألفت كتاباً في حرمة الخروج على الحاكم _ كأنه يعطيه الضوء الاخضر _. فطابت نفس السيسي بكلام حسان والمراكبي وعزم على فعلته الشنيعة”.
وتابع البيان :” راينا حسان يذهب إلى رابعة بغرض شق الصف محاولا اقناع المعتصمين بالانصراف ثم يقول لهم : إن السيسي تعهد لي بعدم الفض، ومع الصبح فوجيء المعتصمون بمحاولة اقتحام الاعتصام بالآليات العسكرية ، ولم يمض على تعهد حسان ساعات”.
واختتم البيان :”حسان إذ يتحدث عن سنة حرمة مناطحة الدولة يخًطيء مسلك الحسين وسعيد بن جبير وابن الاشعث وزيد بن علي والعز بن عبد السلام ، والنووي، وابن القيم، وابن تيمية، والإمام أحمد، والامام مالك الذي كسرت ذراعه لأجل فتوى أفتاها لم ترق للحاكم ، والإمام أبي حنيفة الذي مات في السجن ، ومن قبلهم أصحاب الأخدود ، وسحرة فرعون، وسيدنا يحيى الذي قطعت راسه، وزكريا الذي نشر بالمنشار، وغيرهم كثر عبر التاريخ .