“الغرب ليسوا عباقرة ونحن لسنا أغبياء”، كانت هذه كلمات العالم الجليل الراحل أحمد زويل، ليختصر مأساة أنظمة تحارب العلم والمتعلمين وتجبرهم على الرحيل لينجحوا ويحققوا ذاتهم خارج أوطانهم.

توفى العالم أحمد زويل بعد 70 عامًا قضاها في إثراء العلم، محاولاً أن يخلق نموذجًا فريدًا يقتدي به الشباب النابغين، الأمر الذي لم يستطع تحقيقه إلا عندما سافر إلى الغرب، حيث الاهتمام بالعلم.

رحلة زويل

ولد زويل في مدينة دمنهور عام 1947 وحصل على شهادته الجامعية من كلية العلوم جامعة الإسكندرية، بامتياز مع مرتبة الشرف عام 1967، قبل أن يقرر السفر إلى الولايات المتحدة الأميركية لتكملة مشواره العلمي وأبحاثه، حيث حصل على الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا، ثم الزمالة من جامعة كاليفورنيا، تلاه تعيينه ضمن هيئة التدريس في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا.

في عام 1999 حصل على جائزة نوبل لأبحاثه الرائدة في علوم الفيمتو، والتي أتاحت مراقبة حركات الذرات أثناء التحولات الجزيئية في زمن الفيمتو ثانية، وهو جزء من مليون مليار جزء من الثانية، وهو  أول عالم عربي مسلم يفوز بتلك الجائزة في هذا التخصص. 

اختاره الرئيس الأميركي باراك أوباما في المجلس الاستشاري الرئاسي في البيت الأبيض عام 2009، كما عين كأول مبعوث علمي للولايات المتحدة إلى دول الشرق الأوسط، في نوفمبر من نفس العام.

الجوائز التي حصل عليها

نال زويل عددًا كبيرًا من الجوائز التي كللت مجهوداته ونبوغه في عدة مجالات، فحصل على  50 درجة فخرية في مجالات العلوم والفنون والفلسفة والقانون والطب والآداب الإنسانية.

مُنح أكثر من 100 جائزة عالمية من بينها جائزة ألبرت أينشتاين العالمية ووسام بنجامين فرانكلين وجائزة ليوناردو دافنشي وجائزة الملك فيصل وميدالية بريستلي، ومنحته فرنسا وسام جوقة الشرف الوطني برتبة فارس، كما حاز جائزة وولف الإسرائيلية في الكيمياء لعام 1993، الأمر الذي أعقبه جدلاً واسعاً وقتها.

اعترفت مصر بعلمه بعد حصوله على جائزة نوبل في الكمياء، فقررت منحه قلادة النيل، الذي تسلمها في عهد مبارك.

ثورة يناير

بعد قيام ثورة يناير والإطاحة بحكم مبارك، تجدد الأمل في قلوب كل المصريين لبناء وطن يعطي أصحاب الكفاءات حقهم في تطوير ورفع مكانة مصر بين الدول، فأطلق زويل مبادرة تحمل اسمه لإنشاء جامعة على مستوى عالمي في مدينة 6 أكتوبر (غربي القاهرة) أسماها “مشروع زويل القومي للعلوم والتكنولوجيا”.

 الرئيس الأكاديمى لمدينة زويل الدكتور صلاح عبية أكد بدوره أن الجامعة ستظل مفتوحة وتستقبل طلبات الالتحاق، ووجود الدكتور زويل كان سيفرق معنويًا بطريقة كبيرة. 

3 سنوات بين المرض والوفاة

في 2013 أعلن العالم أحمد زويل عن خبر أصاب الكثيرين بالحزن وهو إصابته بورم سرطاني في النخاع الشوكي، قبل أن يتحدث بأنه تعافى منه.

وأعلن خبر وفاة “زويل” أمس الثلاثاء، وقال شريف فؤاد المتحدث الإعلامي باسم زويل للتلفزيون المصري الرسمي إن “سبب الوفاة غير معروف… هل السرطان أم شيء آخر؟… أجريت آخر اتصال بالدكتور المعالج من أسبوع وكانت الأمور مستقرة”.

وصيتان للعالم قبل وفاته

ووصى “زويل قبل وفاته بأن ينقل جثمانه إلى مصر وأن يوارى الثرى في مصر”، كما أوصى باستكمال مشروع جامعة زويل الذي كان حلم حياته طيلة سنوات وجوده بالخارج.

وقال مستشاره العلمي إن جثمان الفقيد لن يصل قبل يوم الأحد المقبل وسيتم تشييعه إلى مثواه في جنازة عسكرية.