قال الكاتب اللبناني أحمد عياش: “لم يكن الأمين لـ(حزب الله) حسن نصرالله ليفوّت فرصة ما انتهت إليه معارك حلب ليؤكد أبعاد (الانتصار) الذي أحرزه محوره هناك، بفضل الغطاء الجوي الروسي وغض الطرف الأميركي”.
وأضاف عياش في مقال نشرته “النهار” اللبنانية السبت: “ومن هذه الأبعاد أن ما كان يعد به منذ حرب تموز في لبنان والمنطقة تحقق، ولا داعي هنا للخوض في تفاصيل أكلاف حرب سوريا التي لا يزال الحزب يخوض غمارها حتى الآن وبلغت آلاف القتلى والجرحى فما هو مهم أن قائدا يعد بالنصر فيتحقق”.
وتابع عياش حديثه عن معركة حلب قائلًا: “تأتي معركة حلب التي وضعها نصرالله خلال مهرجان تأبين القيادي إسماعيل زهري في النبطية في إطار إقليمي وسط مواجهة ضارية سياسيا وميدانيا بين إيران والسعودية تتجلى الآن في حرب اليمن التي انعطفت في الأيام الماضية من المفاوضات السياسية في الكويت إلى تصعيد المعارك على أكثر من جبهة، ولوح قائد حركة (أنصار الله) عبد الملك بدر الدين الحوثي باحتمال فشل حوار الكويت”.
وأوضح لقد “ترافقت هذه المواجهة بتوجيه مسؤول إيراني الاهتمام نحو الحرمين مكة والمدينة .فقد دعا محمد جعفر أسدي مساعد دائرة التفتيش بالحرس الثوري وقائد القوات البرية السابق في الحرس إلى إعلان حملة إسلامية (نقول فيها للمسلمين بان مدينتي مكة والمدينة هي ملك لجميع المسلمين.. ويجب ألا تكون بيد من يخدم اليهود وغير المسلمين)”.
وأضاف عياش: “بالطبع ما زالت أوراق حلب مفتوحة والتي تمثل انتصارا مهما لرئيس النظام السوري بشار الأسد إذا ما طويت، لكن ملكية الانتصار الفعلية تعود أولا إلى القيصر الروسي الذي أهداه جزئيا إلى طهران التي دفعت أثمانا باهظة قبل أن تقرر موسكو توفير الغطاء الجوي الحاسم للمعركة، فهل ستكتفي طهران بهذا النصيب من الانتصار؟ المؤشرات تدل على أن الحسابات الإيرانية ما زالت تشمل الإقليم بأسره”.
وأنهى الكاتب مقاله قائلًا: “لا جدال في ما جرى في تركيا والمستمر في تداعياته التي جعلت الرئيس التركي يلوذ بخصمه الروسي يمثل عنوانا للفراغ الكبير الذي تركه الانسحاب الأمريكي من المنطقة ويزداد وطأة بالانتخابات الرئاسية. وبات ميزان القوى الذي تتولى موسكو إقامته راجحا لمصلحة الطغاة وفي مقدمهم الطاغية السوري، وكأن نصر الله يقول للسعودية إذا لم تدركوا ما جرى في حلب فانتظرونا في مكة”.