أكد تقرير نشرته منظمة العفو الدولية في يونيو الماضي، أن أعداد المعتقلين في مصر يقدر بحوالي 41 ألف شخص.
وقالت :إن معتقلين “تعرضوا للضرب أو المعاملة السيئة في أثناء القبض عليهم أو احتجازهم.. وتوفى بعضهم على ما يبدو بسبب التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة أو الأوضاع غير الملائمة في أقسام الشرطة”.
وفي مايو الماضي، أقر المجلس القومي لحقوق الإنسان، وهو مؤسسة حكومية، بوجود مشاكل في الرعاية الصحية داخل السجون، ورفض بعض المستشفيات استقبال السجناء المرضى، وعرض المجلس في تقرير رسمي بعض حالات اضطر فيها سجناء للإضراب عن الطعام بسبب رفض السلطات فحصهم طبيا خارج السجن.
ورصد حالات تكدس في عدد من السجون، كانت أشدها في سجون طرة، وأوصى بإعادة توزيع المعتقلين في العنابر للتقليل من كثافتها. ويسري الأمر ذاته على أماكن الاحتجاز في أقسام الشرطة. وأرجع المجلس هذا الوضع إلى “الأعداد الكبيرة ممن هم رهن الحبس الاحتياطي.”
– نستعرض في التقرير التالي بعض المعلومات عن أسوأ 6 سجون في مصر:
العزولي
أكدت صحيفة الجارديان إن مئات المصريين “المختفين” يتعرضون للتعذيب في سجن عسكري سري في مصر” العزولي” دون محاكمة، وذلك اعتمادا على إفادات سجناء سابقين، ومحامين، وناشطين في حقوق الإنسان وعائلات مختفين.
وقالت الصحيفة في تقريرها : إن المعتقلين في سجن العزولي يتعرضون للصعق الكهربائي والضرب والتعليق بأجساد عارية ساعات طويلة، حتى يقدموا معلومات معينة، أو يحفظوا اعترافات تملى عليهم، أو يفرج عن بعض منهم لعدم الحاجة إلى استجوابهم، فهذا السجن لا يخضع للنظام القضائي المصري، وبالتالي يمنح السجان سلطة غير محدودة.
إضافت الصحيفة: وفقا لمعتقلين سابقين تحدث معهم مراسل الجارديان، فإن أغلب المعتقلين من السلفيين، والمشتبه في ضلوعهم أو معرفتهم بهجمات مسلحين أعقبت قمع مظاهرات مساندة للدكتور محمد مرسي في أغسطس 2003، وبعضهم من جماعة “الإخوان المسلمون”، والبعض الآخر لا علاقة لهم بأي تيارات دينية، وبينهم طفل وصحفي .
ونقلت الصحيفة عن المحامي، أحمد حلمي، قوله : إن العديد من المعتقلين يتعرضون للتعذيب على يد المخابرات العسكرية، حتى يحفظوا اعترافات تملى عليهم بالضلوع في أعمال إرهابية، ثم يحولون بعدها إلى أمن الدولة، حيث يطلب منهم ترديد هذه الاعترافات أمام قاضي التحقيق، وإذا لم يرددوا الاعترافات نفسها يعادون إلى سجن العزولي للمزيد من التعذيب.
وادي النطرون
وتنقل التايمز مقابلة أجرتها منظمة “ريبريف” مع الطالب الإيرلندي، إبراهيم حلاوة، المسجون منذ 2013، يصف فيها “ظروف سجن وادي النطرون وصنوف العذاب التي يتعرض لها المعارضون للنظام”.
ويقول حلاوة إنه تعرض مع مساجين آخرين إلى الضرب والتعذيب باستمرار، وإنهم اضطروا إلى أكل الدود للحصول على البروتينات”.
ويضيف أنه جرد من ملابسه تماما، وتعرض للاعتداء الجنسي، والضرب بالسلاسل الحديدية.
سجن الفيوم
كشفت رسالة مسربة من سراديب الأمن الوطني بالفيوم، كتبها أحد المعتقلين بالداخل، وحصلت عليها شبكة “رصد” عن شرح تفصيلي لـ 12 وضعا يعذب بهم المعقلون داخل سجون الأمن الوطني، خاصة في غرفة أطلق عليها غرفة الجحيم لما تشهده من أفظع أنواع التعذيب.
وكشفت الرسالة المسربة أن التعذيب بالكهرباء للأعضاء التناسلية أصبح منهجيا داخل أروقة سجون الأمن الوطني في مصر، حيث يتم توصيل أسلاك كهربائية بأعضاء المعتقل التناسلية، وصعقه مرارا حتى يغشى عليه.
وشرحت الرسالة أوضاع تعذيب متفرقة وشديدة الوحشية، ومنها “الكسر المتعمد للأطراف مع ترك المعتقل دون تجبير أو علاج، وكذلك أوردت الرسالة أوضاع تعذيب شبيهة بتلك التي تمارسها سجون النظام السوري بحق معتقليه، كإطفاء السجائر في أجساد المعتقلين، والجلد والشبح”.
كانت الإهانة النفسية من الأمور الواضحة بشكل كبير في الرسالة المسربة، حيث يجبر المعتقل على امتثال وضعيات “حيوانية” كالكلب والدودة والتصرف مثلها، إذ يؤمر بعضهم بأن يتعاملوا ككلب نابح ويخطوا مثله؛ لكي يعتق نفسه من حصة التعذيب اليومية، كما يؤمر بعض المعتقلين بتنفيذ وضع الدودة، حيث يقوم المعتقل بالزحف طول اليوم كدودة والتصرف بهذا الشكل المهين.
سجن طرة
هو معتقل سياسي وسجن جنائي مصري يقع جنوب القاهرة، ضم طوال تاريخه عددًا كبيرًا ومتنوعًا من التيارات السياسية وأصنافًا عدة من المجرمين، ويضم مجمع سجون طرة كلاً من سجن المزرعة، وليمان طرة، وسجن استقبال طرة، ومحكوم طرة، وسجن طرة شديد الحراسة (المعروف باسم سجن العقرب) وتقع مجموعة سجون طرة أمام محطة مترو طرة البلد في منطقة طرة جنوب غرب حلوان ويقع جزء كبير من السجن على النيل مباشرة، ومحاط بمجموعة أبراج خاصة بضباط الشرطة تم إنشاؤها عام 1997، بحيث تكون أعلى البنايات المواجهة للسجن.
العقرب
اشتهر منذ افتتاحه بأنه من أسوأ سجون مصر خصوصا في فترة التسعينيات؛ فقد شهد اعتقال أبرز وجوه التيار الإسلامي التي حوكمت في هذه الفترة، كما شهد سقوط العديد من القتلى والمصابين بعاهات مستديمة نتيجة أساليب التعذيب البشعة التي استخدمت فيه عن طريق مصلحة السجون، وبإشراف جهاز مباحث أمن الدولة، وتحت سمع وبصر نيابة أمن الدولة العليا والنيابة العسكرية.
سجن العقرب بدأت الدولة في بنائه عام 1988م على أن يكون مكيفا للهواء تكييفا مركزيا، وتكون زنازينه انفرادية، فتصميمه كان على الطراز الغربي، ولكنه يعد الآن من أسوأ سجون مصر على الإطلاق.
سجن أبوزعبل