أثارت مقالة أحمد منصور، أحد إعلامي فضائية الجزيرة، التى تحدث فيها عن تفاصيل الفترة التي سبقت الانقلاب على الدكتور محمد مرسي في 2013، العديد من ردود الافعال، حيث يؤكد منصور أن مرسي لم يستمع لأحد ممن حذروه من مؤامرة تحاك بقيادة السيسي ، ونقل عن مرسي قوله :”“أنا في بطني بطيخة صيفي من الجيش، أما السيسي فهو في جيبي الصغير هذا”.
علاقة السيسي بمرسي
قال منصور في مقال نشره بصحيفة الوطن القطرية تحت عنوان “هاكان فيدان أنقذ تركيا أردوغان 1”: ما سأرويه في هذه المقالة المختصرة هو روايتي كشاهد عيان وليس كناقل للأحداث، والشهادة حق وواجب للأمة ومن يكتمها “فإنه آثم قلبه”، وليغضب من يغضب وليرض من يرضى أما الذين يكتمون الشهادة منذ عقود بحجة أن الوقت غير مناسب وقد ماتت كثير من الحقائق معهم في قبورهم فأمرهم موكول إلى الله”.
وأضاف: “باختصار شديد كان “الانقلاب” الحقيقي الذي قاده السيسي على الثورة المصرية في شهر ديسمبر من عام 2012 حينما دعا السيسي القوى السياسية للاجتماع في وزارة الدفاع للبحث عن مخرج للأزمة السياسية دون علم مرسي أو استئذانه أو مشورته، حيث، فوجئ أحد الوزراء وهو الدكتور محمد محسوب بالخبر على شاشة الجزيرة، وكان يجلس وقتها في القصر الجمهوري ينتظر لقاء الرئيس الذي كان في اجتماع مغلق، هرع محسوب إلى أحد مستشاري مرسي المقربين منه وأبلغه بالخبر الذي صدم به مرسي، وهناك تفصيلات كثيرة لا مجال هنا لسردها، اجتمع كثير من المخلصين من أبناء مصر من اتجاهات مختلفة وألحوا على مرسي أن يعزل السيسي وكبار قادة الجيش لأن هذا بمثابة “انقلاب”، وكان هناك شبه إجماع في الأمر كنت شاهدًا عليه”.
وتابع: “لكن مرسي الذي لم يوفق في اتخاذ أي قرار صائب في هذه المرحلة وتراجع عن كثير من القرارات التي أصدرها بعشوائية ودون دراسة رفض رفضًا قاطعًا، مصرًا على أن السيسي أحد رجاله، بل فوجئ الجميع ببيان من الرئاسة أن مرسي سوف يحضر الاجتماع المقرر في وزارة الدفاع ثم أعلن بعد ذلك أن الرئيس لن يحضر ثم ألغي الاجتماع بعد لقاء جمع مرسي مع السيسي، حيث ألح كثيرون على مرسي أن يعتقل السيسي أو يقيله، لكن مرسي خرج من الاجتماع متأبطًا ذراع السيسي وهو يضحك بشكل أذهل الجميع”.
وأردف: “أدركت مع كل من تدخل في الأمر في ذلك الوقت أن مسألة سقوط مرسي مجرد وقت، وبدأ كثير من المخلصين ينفضون من حول مرسي، وعلى رأسهم وزراء حزب الوسط، التقيت بعدها أكثر من خمسة من مستشاري مرسي، كل على حدة، ومعظمهم كان قوله لي “نحن متفقون معك فيما تقول لكن الرئيس لا يسمع لأحد”.
ويواصل منصور سرده للأحداث: “كانت مصر هي أمل كثير من العرب المخلصين، وهنا رواية أنشرها لأول مرة أن أحد الزعماء العرب المحبين لمصر وشعبها أوفد أحد كبار مسؤوليه إلى مصر للقاء مرسي في بداية شهر مارس عام 2013، وجلس هذا المسؤول الكبير مع مرسي جلسة مطولة، حمل له أخبارًا فيها تفاصيل مذهلة عن انقلاب يدبر ضد النظام يقوده السيسي ويدعمه الأميركان والأوروبيون، وقدم له خطة استباقية لإفشال الانقلاب، لكن هذا المسؤول الذي كان ضالعًا في السياسة الدولية وكان يحتل مكانة عربية ودولية بارزة وليس فقط محلية فوجئ بمرسي يضحك منه ملء شدقيه ويسخر من كلامه حينما تحدث له عن الجيش والسيسي، وقال له بالحرف الواحد وهو يشير إلى بطنه وجيبه، “أنا في بطني بطيخة صيفي من الجيش، أما السيسي فهو في جيبي الصغير هذا”.
مرسي كان يدرك المخاطر
ويعلق أحمد رشدي ـ عضو الحملة الرئاسية للدكتور محمد مرسي – عمر حد سأل نفسه: هم ليه لم يسجلوا للرئيس أو فريقه اي شئ يشينه أو يدينه (علما بأنهم يعتبرون رغبته في جعل مصر دولة عظمى شئ خطير ويهدد سلام العالم ويستحق المحاكمة)..عمر حد سأل نفسه؟
ويجيب في منشور عبر على “فيسبوك” : لأن فريق الرئيس مرسي كان يدرك المخاطر حوله فيتحدث رمزا أو يتهامس عند اللزوم ويكتب على زجاج القصر ان ارادوا شرح شيئ لا يكفيه الهمس .. وان كان لا بد من إجتماع لمناقشة أمر حساس فحدائق القصر هي غرف الإجتماعات.
واضاف :”تخيل بقا إن دول كانوا شغالين مع الراجل الذي قال عنه صحفي جننته الشهرة ان السيسي في جيبي الصغير، تحتاجون الى مجنون او معتاد أكل لحوم الحمير ليصدق … في بلادي هم كُثر … فهنيئا لكل مجانين الشهرة”.
مرسي لم يكن في غفلة
ويؤكد الدكتور ايمن نور، زعيم حزب غد الثورة، أنه اجتمع مع الدكتورس محمد مرسي كثيرا، وناقش الكثير من الأمور الحساسة، وكان هذا في مكتب الرئيس محمد مرسي وفي قصر الاتحادية، ولم يحدث بأن الرئيس محمد مرسي كان متخوفا من أن يسجل له احد كما يقول البعض.
ويرفض الدكتور أيمن نور في تصريح خاص لـ”رصد” فكرة أن الدكتور محمد مرسي كان مغيبا أو في غفلة، مشيرا إلي انه كان لديه شكوك وقلق مما كان يحدث حولة ولكن هذه المرحلة كانت عصيبة، واتهام مرسي بالغفلة ظلم له ، على حد قوله.
وأوضح نور أن مرسي كان يشعر في البداية أن السيسي شخص موثوق فيه، ثم انتقلت شكوكه في السيسي بعد دعوة السيسي لاجتماع الأحزاب السياسية، فكان مرسي يشعر بأن هناك مؤامرة.
واضاف :بعد دعوة الغذاء التي دعا إليها السيسي، تحدثث مع مرسي كما تحدث معه ايضا أبوالعلا ماضي وقال له إن التصرف كان غريبا وان دعوة السيسي للاحزاب تكشف نواياه، وكان رد مرسي وقتها انه متفهم ذلك ولذلك لغى القاء.
وتابع نور :”ساعتها دخل في روعي شئ ناحية السيسي،وتزايدت الشكوك من رد فعل القوى السياسية التي كانت ترفض لقاءات الرئيس مرسي في وقتها بدون جدول للاجتماع، ولكنهم وافقوا على لقاء السيسي دون أي شروط” مؤكدا أنه نقل شكوكة للرئيس مرسي، وأن أبوالعلا ماضي أيضا نقل له نفس الشكوك.
مرسي كان يخشي طعام القصر
ونشر الدكتور خالد سعيد، المتحدث باسم الجبهة السلفية، تفاصيل لقائه بالدكتور محمد مرسي قبل أحداث 30 يونيو .
قال سعيد، عبر”فيسبوك”: “شهادتي لله.. الدكتور مرسي لم يكن مغفلا, وشهادتي من واقع اللقاء معه قبل 30 يونيو بشهر واحد بالتمام, دكتور مرسي كان يعلم يقينا بأن هناك تظاهرات سوف تقوم ضده، وذلك من كلام قاله بالنص في ذلك اللقاء ردًا على كلام لي قلته له بحضور ما يقارب 50 قيادة إسلامية”.
وأضاف: “مرسي لم يكن مغفلا ولا غافلا عما يجري كما تروج بعض الشهادات التي أراها تخرج في توقيتات مريبة !! نعم كانت عموم قادة وجماهير الإخوان -ومن يقتنع بكلامهم- تزكي السيسي جدًا وتصفه بأنه أخ، ولكنني لا أظن أن د.مرسي شخصيا كان مقتنعا بهذا”.
وتابع: “دكتور مرسي لم يكن يأمن أصلا أن يتحدث بما يعرف بسبب التجسس عليه، خاصة بعد اكتشاف شركة إسبانية (كلفتها جماعة الإخوان)؛ لعشرات وربما مئات أدوات التجسس عليه بالقصر الجمهوري ومكتب رئيس الجمهورية به, ولم يكن الرئيس مرسي يتناول أي طعام في القصر الجمهوري لشهور خشية دس شيء فيه”.