اهتمت مواقع وصحف إخبارية إسرائيلية بما تقوم به كتائب القسام الذراع العسكري لحركة “حماس”، من تنظيم معرض صور داخل أحد الأنفاق التي استخدمتها الحركة خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، فيما تعد تلك المرة الأولى التي تكشف فيها الحركة عن أحد الأنفاق، و ذلك بجانب تنظيم رحلات سياحية للأطفال بها، فضلا عن عمليات التدريب التي يخضع لها هؤلاء الأطفال من طلاب المدارس.
واعتبر موقع “والا” الإخباري الإسرائيلي هذه المخيمات نواة بناء تقيمها “حماس” لبناء جيش احتياطي مساند لقواتها العاملة في الميدان، ليلتحقوا فيما بعد بقوات النخبة التي يتوقع امتلاك حماس الآلاف منهم اليوم، وهم جاهزون حين تحين ساعة الصفر.
تدريب الأطفال على القتال
وقال الموقع في تقرير له، اليوم الأربعاء: “إن حوالي 50 ألف طفل وطالب لا تزيد اعمارهم عن 15 عاماً يشاركون في تلك المخيمات التي يقيمها الذراع العسكري لحماس، خلال العطلة الصيفية، والتي بدأت قبل عدة أيام وتستمر حتى نهاية العطلة الصيفية”.
وترتكز مخيمات حماس في طبيعتها على إعداد هؤلاء المنتسبين بدنيًا وفكريًا ودينيًا، ومن ثم تدريبهم على خوض المعارك والدفاع عن النفس حتى يعدوا هؤلاء الأطفال ليكونوا مقاتلين مدربين منذ نعومة أظفارهم للدخول في المعارك التي تواجهها الحركة مع “إسرائيل” في أية حرب متوقعة، وذلك وفقًا لرواية الموقع الاسرائيلي.
ويضيف الموقع أنه “على الرغم من أن التدريبات التي يخضع لها هؤلاء الأطفال لا تستخدم الأسلحة الحقيقية، إلا أنها مشابهة إلى حد التطابق مع تلك التدريبات التي يتلقاها المقاتلون الحقيقيون من إعداد فكري وبدني باستخدام دمى مصنوعة من الحديد، بالإضافة إلى الإعداد الذهني للطالب المنتسب”.
وكشف “والا” أن هذه المخيمات بدأت منذ 10 أيام، ومن المتوقع أن تستمر لثلاثة أسابيع، وكانت الكتائب قد اعلنت عبر مواقعها الإلكترونية وعبر الإذاعات والقنوات المحلية في غزة عن هذه المخيمات، ودعت الطلاب للانتساب لها، وكانت الأنفاق والرحلة المنظمة للأطفال داخل تلك الأنفاق أبرز عوامل الجذب التي استخدمتها الحركة لتشجيع الأطفال على الانتساب لهذه المخيمات، والتي كانت أحد أهم أسلحة حماس التي استخدمتها خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة صيف العام 2014م.
وتابع الموقع: “إن وجود مثل هذه المخيمات في قطاع غزة ستكون عامل تعزيز لوجود حماس في غزة وتعزيز شعبيتها، وهذا لا يتوقف على نخبة محدودة من سكان غزة، وإنما يشمل الجميع، وهو ما يخدم في المحصلة الفكرة العامة التي وجدت من أجلها هذه المخيمات، وهو جعل كل الجديد من أهالي القطاع مقاتلين أشداء قادرين على الدفاع عن أنفسهم”.
رحلات سياحية للأطفال
وسلطت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الضوء على الزيارة السياحية التي نظمتها كتائب القسام لمجموعة من الأطفال المنتسبين لتلك المخيمات داخل أحد الأنفاق التي استخدمتها الحركة لتنفيذ عملياتها النوعية ضد الاحتلال الإسرائيلي إبان العدوان الأخير على القطاع، والتي نجحت فيها كتائب القسام من قتل وجرح العديد من جنود الاحتلال والانسحاب عبر تلك الانفاق بأمان لداخل القطاع.
وفي تقرير لها قالت الصحيفة: “إن حماس باتت تستخدم أسلوبًا جديدًا لتعزيز مكانتها وتحسين صورتها في غزة، من خلال إقامتها معرضًا للصور داخل أحد الأنفاق، وتنظيم رحلات سياحية للأطفال داخل تلك الأنفاق، بمناسبة الذكرى الثانية للعدوان الإسرائيلي على القطاع”.
ويحتوى المعرض، على عدد من صور الشهداء من منفذي العمليات النوعية من قوات النخبة التابعة لكتائب القسام خلال العدوان، وأيضًا صورًا للقتلى الإسرائيليين والجنود الأسرى في القطاع.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي تقدم فيها “حماس” على فتح نفق للمقاومة أمام الجمهور، بحسب الصحيفة، من أجل السياحة، حيث جرت العادة لدى الحركة على إضفاء حالة من السرية على تلك الأنفاق، علاوة على ذلك دعت الحركة الصحفيين للحضور من أجل تغطية افتتاح المعرض صحفيًا.
وبثت الصحيفة مقطع فيديو يظهر مجموعة من الأطفال وهم يتجولون داخل النفق ويطالعون الصور التي علقت على جدرانه، وهم يظهرون حالة تامة من المرح والانبساط ويتجولون في داخل النفق بأريحية وبدون خوف.