ربط سياسيون وخبراء بين زيارة سامح شكري وزير الخارجية المصري إلى إسرائيل وجولة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في أفريقيا، حيث إن الزيارة لها علاقة مباشرة بقضية سد النهضة، وحصة مصر من المياه.
3 أسباب لزيارة شكري
أرجع الدكتور أسامة رشدي – المستشار السياسي لحزب البناء والتنمية – زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري لإسرائيل، إلى العلاقات الدافئة بين مصر والاحتلال والتنسيق المتبادل بين البلدين والمنافع المتبادلة، حيث يعتبر النظام المصري إسرائيل شبكة كبيرة للعلاقات العامة لعبد الفتاح السيسي.
وأوضح رشدي في تصريح خاص لـ”رصد”، أن هذه الزيارة مرتبطة بزيارة نتنياهو إلى أفريقيا، فربما هناك وساطة إسرائيلية في ملف حوض النيل، في ظل المطامع الإسرائيلية في مياه النيل، لأنه بالتأكيد إسرائيل لا تقدم خدمات مجانية إلى مصر، ولكنها تسعى لإحياء الاستفادة بمياه النيل من خلال إحياء مشروع السادات القديم الذي وعد به وتوقف عنه أمام معارضة كبيرة من الداخل المصري.
وقال إن مشروعات المياه التي تتم في سيناء تشير إلى أن هناك خطوات قريبة، حيث سيتم الترويج وقتها الي أن هذا لصالح مصر، ويضمن حصتها في مياه النيل. وأرجع رشدي سبب الزيارة الثاني إلى بملف الطالب الإيطالي ريجيني وقرار البرلمان الإيطالي بوقف تزويد مصر يقطع غيار الطائرة f16 فسامح شكري ذهب للاستغاثة باسرائيل.
وأضاف أن السبب الثالث للزيارة ربما يتعلق بمشروع الدولة البديلة للفلسطينيين في سيناء؛ فالسيسي متحرك في هذا المشروع وهناك خرائط نشرت لغزة الكبرى في سيناء.
السيسي الراعي العربي الأول للسلام مع إسرائيل
وقال محمد عصمت سيف الدولة – الباحث المتخصص في الشأن القومي العربي ورئيس حركة “ثوار ضد الصهيونية – تعليقًا على زيارة سامح شكري وزير الخارجية المصري إلى “إسرائيل”، إنه لم تعد أي من الممارسات الدافئة بين مصر السيسي وبين إسرائيل مستغربة، فهو الراعي العربي الأول للسلام مع إسرائيل، ومن أشد المعجبين بحكمة وقدرات نتنياهو القيادية وفقًا لتصريحاته لوفد اليهود الأميركان.
وأضاف أنه هو شريك وحليف رئيسي لها فى الحفاظ على حدودها وأمنها، من أول المشاركة فى حصار غزة وإلى آخر إخلاء حدودنا الدولية من سكانها لإقامة المنطقة العازلة التى كانت إسرائيل تطلبها من سنوات طويلة، ورفضها مبارك رغم أنه الكنز الاستراتيجى لإسرائيل، وهو أكثر الرؤساء المصريين تحمسًا لاتفاقيات كامب ديفيد وللسلام مع إسرائيل الذى يروج إلى أنه أصبح فى وجدان كل المصريين، فلقد كانت هى بوابته إلى نيْل القبول والاعتراف بما يسمى بالمجتمع الدولي، بل إنها كان لها دور حاسم في سابقة تاريخية فى الضغط على الأميركان لاستئناف المساعدات العسكرية لمصر.
الصحف الاسرائيلية مصدرنا الوحيد
وأوضح سيف الدولة في تصريح خاص لـ”رصد”، أنه فى هذا السياق الدافئ تأتى الزيارة المزمعة لوزير الخارجية المصرى التى تم الإعلان عنها اليوم، والتى لا ولن نعلم أي شيء عن أسبابها ودوافعها وجدول أعمالها، فما يتم من علاقات وتنسيقات ومفاوضات واتفاقات وترتيبات بين النظام المصرى وبين إسرائيل، محرم ومحظور على الشعب المصرى والرأي العام، وفي أغلب الأحوال تكون الصحف الإسرائيلية هي مصدرنا الوحيد فى التعرف على ما يجري، على غرار ما تم من قبل في اتفاقيات الغاز والحويز واتفاقية تيران وصنافير.
أبرز ملفات الزيارة
وأشار سيف الدولة إلى أنه رغم ذلك يمكننا توقع بعض الملفات التى قد تكون على جدول الأعمال؛ مثل الاتفاقية الإسرائيلية التركية وحدود الدور التركي فى غزة، ومثل ملف العلاقات الأثيوبية الإسرائيلية وموقع سد النهضة منها، ومثل ملف التطبيع العربى الإسرائيلى بشكل عام، والسعودي الإسرائيلى على وجه الخصوص من بوابة الترتيبات الأمنية الواردة في اتفاقيات كامب ديفيد والتى أصبحت السعودية جزءًا منها وشريكًا فيها.
وأضاف إننا لسنا فى حاجة إلى التأكيد على أننا نرفض وندين منذ سنوات طويلة مثل هذه الزيارات، فى إطار عدم اعترافنا بشرعية إسرائيل ورفض أي اتفاقيات سلام أو تطبيع معها، كما أننا نرفض وندين التقارب والحميمية غير المسبوقة بين نظام السيسى وبين العدو الصهيونى، كما أننا نرفض على وجه الخصوص هذه الزيارة النادرة من وزراء الخارجية المصريين على مر السنين، والتى نخشى أن يكون فيها تمهيد لزيارة نتنياهو لمصر، وفقًا لبعض التسريبات في الصحف الإسرائيلية، والذى لا نقبل بأي حال من الأحوال أن يقوم هذا الإرهابى الصهيوني بتدنيس أرض مصر، والذى أتوقع أن تتسبب كارثة زيارته – فيما لو تمت – إلى ردود فعل شعبية غاضبة لن تقل عما حدث رفضًا للتنازل عن تيران وصنافير.
إسرائيل تحدد حصة مصر من المياه
وقال مجدي حمدان – القيادي السابق بجبهة الإنقاذ – إن بوصلة السياسة وقبلة اتخاذ القرار المصري أصبحت تصدر من إسرائيل، ووصلت مصر لحد الاستئذان من الكيان الصهيوني، وزيارة سامح شكري – وزير الخارجية المصري – لإسرائيل هي في حد ذاتها دلالة قاطعة على ذلك، ومصر أًهينت في عصر السيسي وفقدت كل قواها وتاريخها، وأصبحت من الوهن نتيجة لعدم وجود إدارة قوية ولا إدارة تعي قيمة مصر.
وأضاف حمدان في تصريح خاص لـ”رصد”: من المؤكد أن إسرائيل أدركت ذلك منذ أن طلب القائمون على إدارة مصر الإذن قبل توقيع اتفاقية بيع جزيرتي تيران وصنافير، كما أن صفقات السلاح كلها تمت بموافقة إسرائيل، والشاهد في الأمر أن إسرائيل هى التى تقود أفريقيا من القلب؛ ولذا فإن شكري ذهب إليها ليتعرف على ما قام به نتنياهو، ويتعرف على مسار السياسة الجديدة بالمنطقة.
وأكد حمدان أن مصر أصبحت تابعة للكيان الصهيوني، في ظل رئيس دولة لاهم له إلا التصوير وركوب العجل، فمصر أصبحت دولة ضعيفة واهنة على يد السيسي.
وعن علاقة الزيارة بقضية سد النهضة، قال حمدان إن موقف السد لا يحتمل الوساطة، وحله كان بتمسك مصر باتفاقية قسطنطينة، لكن الأمر الآن أصبح بيد إسرائيل، ومصر تتوسل للحصول على حصتها وربما تكون إسرائيل الآن هى المحدد لهذه الحصة.