أثار توقع رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو مع نظيره الإثيوبى “هيلي ماريام ديسالين” العديد من الاتفاقيات فى عدة مجالات منها المياه وتطوير الزراعة الجدل بين خبراء السياسة والاقتصاد حول تأثير تلك الزيارة على أمن مصر المائي خاصة لافتين إلى أن الاسرائيليون يصيرون على تنفيذ خريطة “مملكة داوود” التي تحدد أرضهم من النيل إلى الفرات.
و من بين هذه الاتفاقيات التعاون فى مجالات تتعلق بالمعلومات والتكنولوجيا والسياحة والاتصالات والتعليم.
وقالت صحيفة “يديعوت أعرنوت” إن رئيس الوزراء الإسرائيلى قال عقب التوقيع على الاتفاقيات، إن إسرائيل سيكون لها دورمهم فى القارة السمراء فى مجال مكافحة الإرهاب الذى أصبح منتشرا فى القارة وفى الشرق الأوسط وكذلك فى أوروبا.
وأضاف نتنياهو أن إسرائيل أصبح لديها خبرة كبيرة فى هذا المجال وستتعاون مع العديد مع الدول الأفريقية فى هذا الصدد بناء على طلب منها.
تنفيذ رسوم خريطة “مملكة داوود”
وقال الدكتور حازم حسني في تصريح لـ”رصد” على أن إسرائيل تسير على خطة دولة إسرائيل من “النيل إلى الفرات” وبما أن النيل يبدأ من إثيوبيا فهذة الخطوة تترجم بشكل عام لها الخطة الصهيونية الممنهجة ضد مصر في السيطرة على مائها وغذائها واعلامها”.
وأضاف حسني، إن الاحتلال الإسرائيلي بدأ تنفيذ خطته ضد الأمن المائي المصري منذ سنوات عدة، وتلك الاتفاقية مجرد توطيد للعلاقات ليس أكثر، وبسبب مبارك سيطرت اسرائيل على دول حوض النيل باستثماراتها، وبهذه الاتفاقيات نستطيع أن نقول أنها مؤشر لجفاف مصر فكل الخطوات تؤكد اتجاههم لتنفيذ رسوم خريطة “مملكة داوود” من النيل إلى الفرات أرض لليهود.
وأشار إلى أن اسرائيل تشتري صوت دول حوض النيل لصالحها في الأمم المتحدة بالاستثمارات الضخمة ، فهى تتبع استراتيجية شد الأطراف بمعنى الضغط على الدول المحيطة بمصر وكذلك السودان لشد انتباههم لمناطق أخرى غير فلسطين.
ضم الأفارقة في صف الاحتلال
وقال نبيل ذكي القيادي اليساري بحزب التجمع، إن زيارة رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي تأتى ضمن استراتجية ضم الأفارقة لصالحهم في المحافل الدولية ومحاولة تشجيع الدول التى بدأت تتخذ مواقف تقترب فيها من مصر على الابتعاد عنها، لتشكيل نقطة جذب وشد الانتباه المصرى جنوبًا، وهو ما يخدم السياسة الإسرائيلية.
وأضاف ذكي في تصريح لـ”رصد”:”إن زيارات نتنياهو لدول حوض النيل بشكل عام هي خطة مسبقة ضمن سلسلة الخطط التي يتم تنفيذها للسيطرة على منبع نهر النيل ودول الحوض بما يشكل خطر كبير على مستقبل المياه المصرية إذا لم تتحرك مصر بشكل جاد حول مخالفة إثيوبيا لاتفافية المبادئ التي وقعت عليها مع مصر والسودان.
وقال المتخصص في الشؤون الأفريقية عطية عيسوي، إنّه من المحتمل أنْ تسفر زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى دول حوض النيل أوغندا وكينيا ورواندا وإثيوبيا، عن التشدد أكثر مع مصر من ناحية مطالبها المشروعة في الحفاظ على حصتها من مياه نهر النيل بعد سد النهضة.
وأضاف عيسوي خلال لقائه ببرنامج “ساعة من مصر”، المذاع على قناة “الغد” الإخبارية، مع الإعلامي محمد المغربي، أنّ العاطفية السياسية الإفريقية الآن مع إسرائيل أكثر من مصر، لأنّ الدول الإفريقية ترى أن تل أبيب دولة وحيدة في محيط عربي ضدها، بالإضافة إلى أنّ هذه الدولة صمدت أمام الموقف العربي على حسب اعتقادهم.
وتابع “عيسوي” أنّ الدول الإفريقية تعتبر إسرائيل المفتاح للحصول على المساعدات الأممية، موضحًا: “من المنتظر أنْ يدعم نتنياهو إثيوبيا في موقفها المعارض لمصر في أزمة سد النهضة”.
وأوضح عيسوي أنّه”غير قابل للتنفيذ وصول مياه نهر النيل إلى إسرائيل”، لافتاً إلى أنّ سد النهضة تم إنجاز 70% من بناء السد، وأنّ مصر في انتظار تحديد المكتبين الاستشاريين.