أثار إعلان لجنة التحقيق التابعة لوزارة الطيران المدني المصرية بأن مسجلي الطائرة المصرية المحطمة، سيرسلان إلى باريس لإصلاح الأضرار التي لحقت بهما بسبب ملوحة مياه البحر، الشكوك خاصة وان الصندوق الأسود معروف ان صناعته تتم بطريقة مخصصة لمقاومة التحطم والحريق وعدم التأثر بملوحة مياه البحر واستبعد خبراء ملاحة ومهندسي طيران تلف الذاكرة، لافتين إلى أنه تم التعرف على الصندوق من خلال إشارات الصندوق الأسود ما يؤكد سلامته.
وارجعت لجنة التحقيق المصرية سبب عدم سلامة المسجلين إلى وجود ترسبات ملحية من شرائح الذاكرة فيهما.
وتأمل اللجنة أن يساعد المسجلان، اللذان يحتويان على محادثات الطيارين في قمرة القيادة ومؤشرات تقنية للرحلة، في التوصل الى تحديد أسباب تحطم الطائرة.
وفي الوقت ذاته، أفادت لجنة التحقيق في وقت سابق أنها نجحت في انتشال الصندوق الأسود الثانى الخاص بمسجل بيانات الطائرة، بعد يوم من عثورها على مسجل محادثات قمرة القيادة في الطائرة المصرية المنكوبة.
مقاوم للملوحة والحريق والتحطم
اللواء طيار أحمد كمال المنصوري، كشف عن الأسباب التي تحد من منع فرضية تلف الصندوق الاسود مؤكدًا أنه جهاز صنع بطريقة مخصصة لمقاومة التحطم والحريق وعدم التأثر بملوحة مياه البحر، حيث تلزم القوانين الدولية جميع الرحلات الجوية التجارية، بحمل جهازي تسجيل معلومات يرصدان ظروف الرحلة أثناء الطيران.
ذبذبات الاستشعار
وأكد المنصوري في تصريح لـ”رصد” أنه لا يمكن العثور على الصندوقان إلا بذبذبات الاستشعار حيث أنهما مجهزان ببث غوص يندلع إذا ما غاصت الصناديق في الماء وتطلق إشعارًا فوق الصوتي للمساعدة على العثور عليهما.. يبث هذا الإشعار على ذبذبة 37,5 كيلوهرتز ويمكن التقاطه في عمق يبلغ 3500 متر (14000 قدم).
وأشار المنصوري أنه يوجد في كل طائرة صندوقان يقعان في مؤخرة الطائرة، يسجلان كافة البيانات لما يحدث للطائرة طول فترة سفرها.
ولفت إلى أن مهمة الصندوق الأول هي حفظ البيانات الرقمية الخاصة بالوقت، السرعة، الاتجاه، والارتفاع، بينما يختص الصندوق الثاني بتسجيل الأصوات داخل قمرة القيادة ، حيث أن الصندوقان مجهزان بجهاز بث يعمل عندما يغوص الصندوقان في الماء، إذ يطلق موجات فوق صوتية للمساعدة على تحديد مكانيهما.
وأكد أنه يمكن لأجهزة البحث المتطورة التقاط إشارات على عمق 3000 متر خلال شهر من سقوط الطائرة بالماء، وهي المدة التي تعمل فيها بطاريات الصندوقين قبل أن تتوقف عن العمل بفعل انقطاع الطاقة، ويبلغ عمر البطارية التي تغذي الصندوق الأسود في الطائرة ثلاثين يوما فقط.
التعليف بالفولاذ
ويقول الطيار محمد بيومي أن الصندوق الأسود يتم تغليفه بالتيتانيوم أو الفولاذ المقاوم للصدأ، ليصبح قادر على تحمل أصعب الظروف، فالجزء الأهم فى الصندوق الأسود يحتوى على لوحات الذاكرة، وCSMU وأجرى الباحثون الكثير من المحاولات مثل إغراقه فى خزان من المياه المالحة وزجه فى وزجه فى وقود الطائرة وإلقائه فى النار المشتعلة التى تصل درجة حرارتها إلى 1100 درجة مئوية ولم تؤدى كافة المحاولات إلى تدميره.
اتلاف الادلة
صحيفة “الكونفدنسيال” الإسبانية نشرت تقريرًا؛ تحدثت فيه عن مخاوف خبراء أمنيين من إمكانية عبث مصر ببقايا الجثث، وإلحاق الضرر بها، كما تحدثت عن العراقيل التي يواجهها الباحثون، كلما وقع حادث جوي يتعلق بمصر.
وتقول الصحيفة في تقريرها :”خبراء السلامة الجوية عبروا عن مخاوفهم حول فرضية تشويه مصر لبقايا الطائرة المحطمة، الأمر الذي يتسبب في إتلاف أدلة من المحتمل أنها ستساعد في تحديد سبب تحطم الطائرة، في البحر الأبيض المتوسط..
ونقلت الصحيفة أن تحليل الطب الشرعي والكيميائي لبقايا الطائرة يمكن أن يوفر المعلومات الأساسية للباحثين؛ لمعرفة كيف، ولماذا، وقع هذا الحادث؟ وتكتسي هذه البيانات أهمية فائقة” .
وأشارت الصحيفة إلى أنه في حال فقدان طائرة تابعة لمصر للطيران، لا يواجه الباحثون فقط عدم وجود بيانات دقيقة، ولكن أيضا، يواجهون التصريحات الرسمية المصرية المتناقضة حول اللحظات الأخيرة من الرحلة، والصناديق السوداء، وحالة بقايا الطائرة.
ولفتت إلى ان السلطات اليونانية أعلنت أن راداراتها التقطت تغيرات مفاجئة جدًا في مسار “إيرباص” “إي 320” ،فيما قالت السلطات المصرية “إن الطائرة لم تشهد أي تغيير في مسارها، قبل أن تختفي”.
فرضية الانفجار
ونقلت “الكونفدنسيال” الإسبانية عن مصادر في قطاع الطيران الإسباني:”إن الحديث عن التعامل مع بقايا الطائرة بطريقة غير سليمة؛ أمر غير كاف؛ لأن هذه الأشلاء في حد ذاتها قد انتزعت من البحر. وفي كل الحالات إن كانت هناك آثار للمتفجرات، فسيعثر عليها؛ لأنها آثار كيميائية”.
بينما رفض المتحدث باسم وزارة الطيران المدني المصري الحديث عن امكانية تورط السلطات في تلوث الأدلة، قائلًا هذه المخاوف” لا أساس لها من الصحة”.
ويقول اللواء عادل سليمان الخبير العسكري في تصريح لـ”رصد” أن التعتيم على معلومات الصندوق الأسود من خلال إرساله إلى الخارج يضع الشكوك حول انفجار الطائرة المصرية بسبب عطل فني أو عمل إرهابي من طاقم الطائرة، ما يضع مصر والسلطات في وضع حرج خاصة وأن اقتصادها يعتمد على قطاع السياحة، فما عرفته مصر مؤخرًا، وفي أقل من سنة، من تفجيرات وخطف وحوادث طيران، يمكن أن يحطم قطاع السياحة، الركيزة الأساسية للاقتصاد في البلاد.