وجه الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، تهديد شديد اللهجة إلى آل خليفة الحاكمين في البحرين، مشيرًا إلى إنهم سيدفعون ثمن إسقاط الجنسية البحرينية عن رجل الدين الشيعي البارز عيسى أحمد قاسم.
وقال سليماني، في تصريح صحفية، اليوم الاثنين، في بيان، نقلته وكالة “فارس” الإيرانية: “لاشك في أنهم (آل خليفة) يعرفون جيدًا أن التعرض لحرمة آية الله الشيخ عيسى قاسم هو خط أحمر لدى الشعب، يشعل تجاوزه النار في البحرين والمنطقة بأسرها”.
وأضاف قائد فيلق القدس: “لن تُبقي مثل هذه الممارسات خيارًا للشعب إلا المقاومة، والتي سيدفع آل خليفة ثمنها، ولا تسفر إلا عن زوال هذا النظام المستبد”.
واتهم سليماني حكومة البحرين والعائلة المالكة بما وصفه بـ”الممارسات العنصرية” و”اعتقال القادة السياسيين والدينيين وسجن النساء والأطفال وتعذيبهم بوحشية وإسقاط الجنسية عن المواطنين وانتهاك حقوقهم المدنية”.
قرار البحرين
وأعلنت وزارة الخارجية البحرينية، إسقاط الجنسية عن الشيخ الشيعي المعارض عيسى أحمد قاسم، اليوم الاثنين، لـ”دوره في توفير بيئة طائفية متطرفة،” حسبما جاء في بيان الوزارة.
وقالت الوزارة إن الشيخ قاسم “قام منذ اكتسابه الجنسية البحرينية بتأسيس تنظيمات تابعة لمرجعية سياسية دينية خارجية حيث لعب دورًا رئيسيًا في خلق بيئة طائفية متطرفة، وعمل على تقسيم المجتمع تبعًا للطائفة وكذلك تبعًا للتبعية لأوامره،” حسبما نقلت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية.
اتهمت السلطات البحرينية قاسم، الذي يعد أحد أبرز المراجع الشيعية في البحرين، بـ”تبني الثيوقراطية”، حيث أكد على التبعية المطلقة لرجال الدين، من خلال الخطب والفتاوى التي يصدرها مستغلاً المنبر الديني، الذي أقحمه في الشأن السياسي لخدمة مصالح أجنبية وشجع على الطائفية والعنف.
وأشارت الوزارة الى أنها وجدت أن قاسم “رهن قراراته ومواقفه التي يمليها بصورة الفرض الديني من خلال تواصله المستمر مع منظمات خارجية وجهات معادية للمملكة، ويقوم بجمع الأموال دون الحصول على أي ترخيص خلاف لما نص عليه القانون.”
وأضافت: الشيخ الشيعي المعارض عمل في أكثر من مناسبه وبصور متعددة “على ضرب مفهوم حكم القانون وخاصة السيطرة على الانتخابات بالفتاوى من حيث المشاركة و المقاطعة وخيارات الناخبين ورهن المشاركة السياسية بالمنبر الديني،” وأنه استغل مكانته الدينية كمرجع شيعي لـ”ضرب كافة نواحي الشأن العام دون مراعاة لأية ضوابط قانونية متخطيًا بذلك الأعراف التي استقر عليها مجتمع البحرين، كما قام المذكور بتحشيد كثير من الجماعات لتعطيل إصدار القسم الثاني من قانون أحكام الأسرة ( الشق الجعفري).”
واستندت الوزارة في قرارها إلى أحكام قانون الجنسية البحرينية والذي يقرر إسقاط الجنسية البحرينية في حال ” تسبب (الشخص) في الإضرار بمصالح المملكة أو تصرف تصرفًا يناقض واجب الولاء لها،” وشددت الوزارة على أن قاسم “اكتسب الجنسية البحرينية ولم يحفظ حقوقها وتسبب في الإضرار بالمصالح العليا للبلاد ولم يراع واجب الولاء لها.”
وأكدت الوزارة أن ذلك القرار جاء في إطار استمرار البحرين في “مواجهة كافة قوى التطرف والتبعية لمرجعية سياسية دينية خارجية، سواء تمثل ذلك في الجمعيات أو أفراد يخرجون على واجبات المواطنة والتعايش السلمي، ويقومون بتعميق مفاهيم الطائفية السياسية، وترسيخ الخروج على الدستور والقانون وكافة مؤسسات الدولة، وشق المجتمع طائفيًا سعيًا لاستنساخ نماذج إقليمية قائمة على أسس طائفية مذهبية.”
من هو الزعيم الشيعي الشيخ عيسى أحمد قاسم
1- نشأ الشيخ الشيعي المعارض عيسى أحمد قاسم في قرية الدراز بالبحرين، بدأ خطوات تعليمه في الستينيات، ثم توجه إلى النجف في العراق، حيث تخرج من كلية الفقه هناك، ودرس البحث الخارج على يد فقهاء شيعه ومنهم محمد باقر الصدر.
2- مع الشروع في قيام المجلس التأسيسي لوضع دستور دولة البحرين عاد إلى البحرين للقدوم والترشيح لهذا المجلس، وفاز.
3- في سنة 1971م، رشح نفسه للمجلس الوطني واعتبر نفسه رئيسًا للكتلة الدينية في المجلس، حتى تم حل المجلس.
4- كان من أبرز مؤسسي جمعية التوعية الإسلامية في عام 1971م، ومنذ عودته إلى البحرين، شرع في تأسيس ما أسماه المجلس الإسلامي العلمائي وتم ترشيحه لقيادة مجلسه في دورته الأولى .
5- وفي بداية التسعينيات توجه إلى مدينة قم بإيران، وواصل دراسته على يد فقهاء الشيعة، أمثال آية الله محمود الهاشمي وآية الله كاظم الحائري وآية الله فاضل اللنكراني.
6- عاد إلى البحرين في الثالث عشر من ذي الحجة 1421هـ، فقام بممارسة التدريس والتوعية بالمذهب الشيعي في البحرين.
7- يمتلك آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم أكبر قاعدة شعبية من جانب الشيعة في البحرين، ويعتبره الشيعة في البحرين قائدًا لهم.