شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

سقطة مشاركة مصر في مؤتمر هرتسيليا

سقطة مشاركة مصر في مؤتمر هرتسيليا
لا أعلم هل تخطت العلاقات المصرية الإسرائيلية تحت قيادة عبد الفتاح السيسي، مرحلة الدفء إلى مرحلة الفعل الفاضح في الطريق العام؟ وهل أصبح الحفاظ على الأمن القومى لإسرائيل من أهداف السياسة الخارجية المصرية؟

لا أعلم هل تخطت العلاقات المصرية الإسرائيلية تحت قيادة عبد الفتاح السيسي، مرحلة الدفء إلى مرحلة الفعل الفاضح في الطريق العام؟ وهل أصبح الحفاظ على الأمن القومى لإسرائيل من أهداف السياسة الخارجية المصرية؟

نشرت جريدة الأهرام في عددها الصادر في 16 يونيو 2016، خبرًا عن مشاركة السفير المصري في إسرائيل حازم خيرت بكلمة في مؤتمر هرتسيليا السادس عشر. وهو مؤتمر يعقد فى مدينة هرتسيليا بالأرض المحتلة، التي سميت هكذا نسبة إلى تيودور هرتزل مؤسسس الحركة الصهيونية ومنظمتها العالمية. وينعقد سنويا منذ عام 2000 تحت رعاية الدولة الصهيونية، ويتناول كل القضايا التي تتعلق بتحديات الأمن القومي الإسرائيلى على كافة المستويات، وطبيعة المخاطر المحدقة بإسرائيل، والتصورات عن مستقبل إسرائيل في السنوات والعقود القادمة.

ويشارك فيه أبرز القادة والمفكرين الصهاينة من داخل إسرائيل، وكذلك أبرز الأصدقاء والحلفاء وقادة اللوبيات الصهيونية من خارجها. ولقد شارك هذا العام بنيامين نتنياهو وهنرى كيسنجر وزير الخارجية الامريكي الأسبق وإيهود باراك رئيس الوزراء الأسبق وموشي يعالون وزير الدفاع السابق، وقائمة طويلة من النخب الاستخبارية والعسكرية و السياسية والأكاديمية في إسرائيل، بالإضافة إلى السفيرين المصري والأردني لدى إسرائيل ومندوب من السلطة الفلسطينية وآخرون.

إن أي مشاركة من مصر أو أي طرف عربي فى مثل هذه المؤتمرات، والاجتماع والتواصل مع مثل هذه الشخصيات، هو بالطبع موقفا مجردًا من الوطنية، ولكنه أيضًا لا يمكن أن يكون فعلًا سياسيًا سويًا أو عاقلًا حتى من منظور أنظمة كامب ديفيد وأوسلو ووادى عربة، فهى مؤتمرات مكرسة لخدمة الكيان الصهيوني ومشروعه، والتى يأتى فى القلب منها وفقا للقرارات والتوصيات الصادرة عن المؤتمرات السابقة: تصفية القضية الفلسطينية واغتصاب مزيد من الارض الفلسطينية والحفاظ على التفوق العسكري الإسرائيلي على الدول العربية مجتمعة، وإعادة صياغة المنطقة بدولها وأنظمتها وتحالفاتها وفقا للأجندة والمصالح الإسرائيلية.

ناهيك على ما فيها من رسائل ومواقف شديدة الضرر بالمصالح الفلسطينية والعربية، ففيها تجاهل تام للانتفاضة الفلسطينية وشهدائها الذين يسقطون كل يوم على أيدي قوات الاحتلال، وتجاهل للأنشطة الاستيطانية الحثيثة لابتلاع ما تبقى من فلسطين، وتجاهل للمحاولات الإسرائيلية المستميتة القائمة على قدم وساق لاقتحام واقتسام المسجد الاقصى، وتجاهل للإهانة الاخيرة التى وجهها نتنياهو لاصدقائه وحلفائه؛ السيسى والنظم العربية حين أعلن عن رفضه لمبادرة السلام العربية.

بالاضافة إلى ما في هذه المشاركات من إضفاء مزيد من الشرعية على الاحتلال أمام الرأي العام العالمي الذي يعيش حالة من التململ والنقد الحاد للممارسات الإسرائيلية فى الآونة الاخيرة: فها هم أصدقاء إسرائيل من العرب يعترفون بالمخاطر التي تهددها ويجتهدون لمساعدتها على مواجهتها.

وأخيرًا وليس آخرا، لما فيها من طعنة جديدة للثوابت الوطنية المصرية والعربية والفلسطينية، تعمل على تخريب وعي الأجيال الجديدة عن طبيعة الكيان الصهيونى ومشروعه، حين ترى حكامنا يتحدثون عن السلام الدافئ مع العدو، وخارجياتنا تشارك فى الفاعليات والمؤتمرات المعنية بالأمن القومي الإسرائيلى، وسفراءنا يتواصلون مع قادة وشخصيات من مرتكبى جرائم الحرب والإبادة، وجرائدنا القومية تنقل أخبار هذه المؤتمرات الصهيونية العنصرية وكأنها مؤتمرات طبيعية فى دولة جارة.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023