قال اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن الأجهزة الأمنية تتبع التسجيل الصوتي الصادر من محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان، الذي أعلن فيه تواجده داخل مصر، وتحلله لمعرفة مكان التسجيل الصوتي.
وأوضح نور الدين، في تصريحات صحفية، اليوم السبت، أن عزت يكرر نفس سيناريو ما فعله عصام العريان ومحمد البلتاجي، القياديان بالإخوان في السابق، عندما قاموا بتسجيل صوتى ثم تم إلقاء القبض عليهم بعدها بأيام.
وكان “عزت”، قد أصدر تسجيل صوتي للمرة الأولى من عدة أيام، منذ اختفاءه عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة.
ومحمود عزت إبراهيم، هو أحد أبرز قيادات جماعة الإخوان المسلمين، والمرشد الحالي للجماعة بصفة مؤقتة، ولد في 13 أغسطس 1944م بالقاهرة، وهو عضو مكتب الإرشاد بالجماعة، وأستاذ بكلية الطب جامعة الزقازيق، ومتزوج، وله خمسة أولاد.
تتلمذ عزت، على يد سيد قطب عندما انضم لـ”الإخوان” وقت أن كان طالبًا بكلية الطب بجامعة الزقازيق عام 1962م، واعتقل سنة 1965م، وحُكِم عليه بعشر سنوات وخرج سنة 1974م، وكان وقتها طالبًا في السنة الرابعة، وأكمل دراسته وتخرج في كلية الطب عام 1976م، وظلَّت صلتُه بالعمل الدعوي في مصر- وخصوصًا الطلابي التربوي- حتى ذهب للعمل في جامعة صنعاء في قسم المختبرات سنة 1981م، ثم سافر إلى إنجلترا ليكمل رسالة الدكتوراة، ثم عاد إلى مصر ونال الدكتوراة من جامعة الزقازيق سنة 1985م.
واختير عضوًا في مكتب الإرشاد سنة 1981م، اعتقل في العام 1965م، وقضى عشر سنوات في السجن، اعتقل ستةَ أشهُر على ذمة التحقيق في قضية الإخوان المعروفة بقضية “سلسبيل”، وأُفرِج عنه في مايو سنة 1993م، وفي عام 95 حُكِم عليه بخمس سنواتٍ لمشاركته في انتخابات مجلس شورى الجماعة، واختياره عضوًا في مكتب الإرشاد، وخرج عام 2000، اعتقل في 2 يناير 2008 يوم الجمعة بسبب مشاركته في مظاهرة وسط القاهرة احتجاجًا على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.
وكان الدكتور عزت، كان من أشد المطالبين بترشيح الإخوان أحد قياداتها لمنصب رئيس الجمهورية إبان ثورة 25 يناير، رغم إعلانها نيتها عدم المنافسة على هذا المنصب، كما أنه كان وراء قرارها بفصل أي عضو ينتمي إليها وينضم لحزب غير الحرية والعدالة أو لا يؤيد مرشحها في الانتخابات الرئاسية.
وفي الفترة ما بين عزل مرسي وفض اعتصام “رابعة العدوية”، اختفى عزت واشترط عليه عدم استخدام أي وسيلة اتصال أرضية أو مرتبطة بالقمر الصناعي حتى لا يتم القبض عليه، ثم نجح عزت فى الهروب خارج البلاد.
وبعد اختفاء يقترب من العامين، ظهر من جديد، عقب حدوث أزمات قوية داخل جماعه الإخوان، من خلال مقالة تحتوي علي رسالة لأعضاء الجماعة تداولتها وسائل الإعلام وتتناول تمسكه بمنصبه كنائب للمرشد وعدم الاعتراف بانتخابات جرت داخل الجماعة وتم استبعاده.
وكانت الجماعة قد شهدت صراعًا بين فريقين يدعى كل منهما حقه فى إدارة الجماعة، ويضم الفريق الأول أعضاء مكتب الإرشاد الذى كان يدير الجماعة قبل عزل مرسي، ويتزعمه محمود عزت النائب الأول السابق لمرشد الإخوان ومحمود حسين الأمين العام السابق للجماعة -المقيم فى تركيا-، ومحمود غزلان المتحدث السابق باسم الجماعة، وعبد الرحمن البر الملقب بمفتي الجماعة، ومحمد طه وهدان مسئول لجنة التربية فى الجماعة، الذي تم اعتقاله الأسبوع الماضي.
ويأتى على رأس الفريق الثانى، أعضاء مكتب الإرشاد الذى تم انتخابه فى فبراير 2014م، ويتزعمه محمد كمال مسئول الإخوان في جنوب الصعيد -الذى يتردد أنه القائم بأعمال مرشد الجماعة- ومحمد سعد عليوة مسئول الإخوان بالجيزة، وحسين إبراهيم الأمين العام لحزب الحرية والعدالة، وعلى بطيخ عضو مجلس شورى الجماعة.
وأكدت مصادر مطلعة داخل الجماعة، أن مكتب الإخوان بتركيا الذي أنشئ منذ ما يقرب من عام وتم تصعيد أحمد عبدالرحمن لرئاسته، ومحمد منتصر كمتحدث باسم الجماعة، عاد من جديد لقبضة محمود عزت.
وأشارت قيادات الجماعة، إلى أن محمود عزت كان السبب الرئيسي في إغلاق كل القنوات الإعلامية الخاصة بالجماعة مثل “مصر الآن”، على أن تصدر قناة جديدة تُعيد سيطرة الجيل القديم، وهو ما قيل إنها تتجسد في قناة “الشرق” وتولى أيمن نور زعيم حزب غد الثورة، رئاسة القناة للسيطرة على الأداة الإعلامية الموجودة لدى الإخوان، وتصدير وجه محايد.