أثارت تصريحات المهندس أبوالعلا ماضي ، رئيس حزب الوسط، حول رفض الدكتور محمد مرسي إشراك الدكتور محمد البرادعي في الحكم، العديد من ردود الأفعال، حيث يرى بعض النشطاء السياسيين أن رفض هذا التعيين هو ما عجّل بالانقلاب، في حين رأي البعض الآخر أن رفض مرسي كان مشرّفًا ، وخاصة بعد أن نصحت أميركا والمانيا مرسي باختيار أحدهما.
قال ماضى: إن الخطأ الأكبر الذي وقعت فيه جماعة الإخوان أثناء حكم الرئيس محمد مرسى أنهم استغنوا بأنفسهم عن بقية القوى السياسية وتصوروا أنهم يستطيعون إدارة الدولة وحدهم، وأن نجاح مرسى فى الانتخابات الرئاسية أعطاهم تفويضًا بهذا، بحسب تعبيره.
وأضاف ماضى فى ظهور إعلامى نادر منذ خروجه من السجن عبر حوار أجراه مع صحيفة “العربى الجديد” الصادرة من لندن: “الإخوان شعروا بالاستغناء عن الشركاء الحقيقيين وكانت نصيحتنا المستمرة لهم بضرورة المشاركة”.
ماضي ومحسوب يقترحان البرادعي وعمرو موسى للحكومة
وتابع ماضى: “هنا أسرد موقفاً واحداً، فعندما حدثت أزمة الإعلان الدستورى فى نوفمبر 2012 دعينا لحوار فى قصر الاتحادية فى اجتماع قمت بإدارته، وانتهينا بإلغاء الإعلان الدستورى.. هدأ بعدها الرأى العام، وعندما انتهت الأزمة قمت بزيارة مرسى فى قصر الرئاسة وبصحبتى وزير الشؤون القانونية السابق، محمد محسوب، وقتها قال محسوب: “يا دكتور مرسى ربنا وفقنا وعدينا الموجة العالية الخاصة بالإعلان الدستورى، ولكن ستكون هناك موجة أشد ولن نستطيع أن نواجهها إذا لم نبدأ فى الاستعداد لها من الآن”.
وأشار ماضى إلى أن محسوب طالبه بضرورة إشراك القوى السياسية فى الحكم، واقترحنا عليه اسمين وهما محمد البرادعى، وعمرو موسى كى يختار من أحدهما رئيساً للوزراء فرفض مرسى”.
أوباما وميركل يطالبان مرسي بمشاركة عمرو موسى والبرادعي
وتابع: “أخبرنى مرسى قائلاً: “الرئيس الأميركى باراك أوباما اتصل بى وقال لى استفِد بأحد هذين الشخصين معك ومستعد أكلمهما لك، وبعدها اتصل بى أيضاً وزير الخارجية الأميركى جون كيرى، وقال لى استعِن بأحدهما رئيساً للوزراء، وأيضاً خلال زيارتى لألمانيا قالت لى المستشارة أنجيلا ميركل عليك الاستعانة بأحد منهما أى البرادعي وموسى رئيساً للوزراء”، هنا قلنا لمرسى: “هذا يؤكد وجهة نظرنا وسيريح أطرافاً دولية كثيرة، فردّ مرسى رافضًا “لا” وذكر عدداً من الأسباب التى أتحفظ على ذكرها الآن”.
أيمن نور: عرضت على مرسي البرادعي وموسي ورفض
ومن جانبه أشار الدكتور أيمن نور زعيم حزب غد الثورة، أنه في لقاء سابق وتحديدًا يوم 13 أبريل 2013 التقى بالدكتور محمد مرسي، وطالبه الدكتور مرسي تقييم الموقف من حكومة قنديل، وفي هذا الإطار سأل مرسي عن رحيل حكومة هشام قنديل ومن البديل المقترح.
وأضاف نور في تصريح خاص لـ”رصد”: قلت لمرسي إن حكومة هشام قنديل تحتاج لإعادة نظر، وأنه اقترح على مرسي بعض الأسماء مثل عمرو موسى والدكتور محمد البرادعي واقترحت أسم المهندس أبوالعلا ماضي.
وأوضح نور أن مرسي لم يذكر له مطالبة أميركا أو ألمانيا بمشاركة البرادعي أو موسى في الحكم.
وأوضح نور أن مرسي كانت لديه تحفظات بشأن البرادعي وموسى، مشيرًا إلى أنه كان يرى أن البرادعي لن يكون متعاونًا وسيهرب في النهاية ويترك الحكومة، أما عمرو موسى فهو محسوب على النظام السابق، كما لم يبد مرسي أي ملاحظات على أبوالعلا ماضي .
مشاركة البرادعي أو موسى يؤجل الانقلاب
وكشف نور أنه أجرى اتصالات بالقوى المدنية ووجد رفضًا في المشاركة في الحكومة، وعمرو موسى كان أكثر المتعاونين وقتها.
وأكد نور أنه لو كان مرسي استجاب لمطلب تغيير الحكومة وتعيين البرادعي أو عمرو موسى ووفقًا للمعطيات فإن هذا كان سيؤجل فكرة الانقلاب ويؤخرها كثيرًا، ولو كانت الحكومة الجديدة ليس من بين أعضائها عبد الفتاح السيسي لكان الانقلاب تأجل كثيرًا.
سيف الدولة: لن أعلق إلا بعد خروج مرسي من السجن
وقال الدكتور محمد عصمت سيف الدولة، والذي كان يشغل مستشار الدكتور محمد مرسي في وقتها واستقال، أن المهندس أبو العلا صديق عزيز أقدره وأحترمه كثيرًا، ولكنى لن أستطيع أن أعلق على الحوارات الدائرة بشأن ما قاله عن موضوع عمرو موسى ومحمد البرادعي، لأننى قررت التزام الصمت منذ البداية تجاه كل ما يخص الدكتور مرسي وفترة الإخوان في الحكم، إلى أن ينالوا حريتهم ويخرجوا من السجون، ويكونوا قادرين على الرد والدفاع عن أنفسهم، رغم أن لدى كل منا الكثير مما يقال في قضايا عديدة، قضايا اختلفنا عليها اختلافات جذرية.
وأضاف سيف الدولة في تصريح خاص لـ”رصد”: بإذن الله في اليوم التالي لخروجهم من السجون الذي لا أعلم متى سيأتي، سأكون أول من يفتح باب التقييم والنقد لمواقف وتوجهات الإخوان منذ الثورة، وكذلك لمواقفنا جميعًا من تيارات وشخصيات سياسية.
قنديل: البرادعي وموسى كانوا سيرفضون الطرح
وتحفظ الكاتب الصحفي وائل قنديل على بعض الجزئيات الواردة بحوار المهندس أبو العلا ماضي – رئيس حزب الوسط.
وقال “قنديل” في مقال نُشر له: إنه لا أحد يستطيع أن يروي ويحكي ما لديه من شهاداتٍ وأحداث، في الوقت الذي يريد، وبالأسلوب الذي يختار” .. مضيفًا: ” بم أن المهندس ماضي قد قرّر الحكي، وإنْ مع بعض التحفظ، فمن الطبيعي أن نتوقف أمام ما يكشف عنه، بالنقاش، لا بالطعن أو التكذيب، أو محاولة الظهور في الأضواء، على أي نحوٍ من الأنحاء.”.
ولفت “قنديل” إلى أنه كانت سيناريوهات وتبعات خطيرة لقبول “مرسي” بهذه الاقتراحات قائلًا: “المعنى، هنا، أن المناخ العام كان يقول إن الاسمين المقترحين لرئاسة الحكومة حسما أمرهما، وقطعا الطريق على أي حوار، وعلى ذلك، لم يكن ممكنًا تصور أنهما يوافقان على الطرح، اللهم إلا إذا كان المقصود من طرح اسميهما هو الرفض، والوصول إلى لحظةٍ درامية تجعل رئيس الدولة يقبل بديلاً ثالثاً، أو حلاً وسطاً بعينه وباسمه”.
مرسي رفض الإملاءات الغربية
وأشار قنديل إلي أن الملاحظة الأهم، هي أن رئيس الجمهورية رفض رغبة، أو نصيحة، أو بالأحرى إملاءً أميركياً ألمانيًا، بتعيين البرادعي أو عمرو موسى في موقع رئيس الحكومة، وهذا الموقف بحد ذاته يكفي لاحترام هذا الرجل الذي رفض إهانة مقام منصب الرئيس في مصر، أولاً، ورفض إهانةً أشد للبديلين المطروحين، بأن يأتي تعيين أحدهما بإرادة أجنبية، حتى وإن اتخذت شكل النصيحة.