أكد الكاتب والروائي علاء الأسواني أن ملايين المصريين أجريت لهم عملية غسيل مخ جعلتهم يتوجسون من أى أجنبي بل ومن أى مصري يتصل بالأجانب.
وقال في مقاله المنشور بموقع “دويتشه فيله” :”كل المسؤولين في مصر بدءًا من رئيس الدولة إلى أصغر رئيس حي يتحدثون عن مؤامرة كبرى يقوم بها “أهل الشر” لتخريب مصر وإسقاط الدولة، فالاعلام المصري – الخاضع بالكامل لسيطرة الأمن – يستدعي يوميا مجموعة من اللواءات المتقاعدين يتم تقديمهم باعتبارهم خبراء استراتيجيين كل مهمتهم اقناع الرأي العام بخطورة المؤامرة الكونية الغربية التى تدبر ضد مصر..
وأضاف :”الحق أن نظرية المؤامرة سلاح لاغنى عنه لأي نظام استبدادي لأنها تظهر الديكتاتور في صورة البطل المغوار الذى يحارب الأشرار المتربصين ببلاده ولأنها تدفع المواطنين للتغاضي عن أي أخطاء أو جرائم يرتكبها النظام وثالثا لأنها تحيل كل من يعارض الديكتاتور إلى خائن يجب اسكاته وقمعه، فأزمات عديدة نشأت من سوء إدارة الدولة المصرية مثل ارتفاع سعر الدولار وكساد السياحة وغلاء الأسعار ونقص مياه الري، تم تفسيرها جميعا وفقا لنظرية المؤامرة مما أعفى النظام من مسئوليته عنها”.
وأشار الاسواني الى إن نظرية المؤامرة ليست ضرورية فقط للديكتاتور وإنما للشعب أيضا بل انها للأسف جزء من طريقة تفكيرنا.. نحن العرب نستريح لنظرية المؤامرة لأنها تحجب عنا عجزنا وفشلنا وتسمح لنا بلوم الآخرين على أخطائن”ا.
وتابع :”كنت طفلا عام 1969 عندما مشى رائد الفضاء “نيل ارمسترونج” لأول مرة على سطح القمر، ولازلت أذكر أثناء صلاة الجمعة كيف اعتبر الخطيب أن القصة كلها أكذوبة ومؤامرة صهيونية تستهدف فتنة المسلمين في دينهم، ولازال بعض الأصدقاء الناصريين يعتبرون أن هزيمة 1967مؤامرة غربية كانت ستحدث في كل الأحوال وبالتالي فان عبد الناصر ليس مسؤولا عنها وانما ضحيتها”.
وختم بالقول: “خطورة نظرية المؤامرة أنها تدفعنا للقبول بالاستبداد وهو الأصل في تخلفنا عن العالم.. إذا كانت هناك مؤامرة فنحن الذين ننفذها في أنفسنا”.