بعد تسليم تونس المحمودي البغدادي رئيس وزراء القذافي إلى السلطات الليبية الأسبوع الماضي، جدد رئيس وزراء ليبيا عبد الرحيم الكيب طلبه إلى السلطات الموريتانية بتسليم عبدالله السنوسي رئيس المخابرات السابق الذي ألقى القبض عليه بنواكشوط في مارس الماضي.
وتعهد عبد الرحيم الكيب في تصريحات صحفية أمس الأربعاء عقب لقائه بالرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز- بإجراء محاكمة عادلة للسنوسي، وأضاف "أوضحنا رغبة الليبيين في عودة هذا الشخص إلى وطنه ليحاكم محاكمة عادلة تحترم كرامة الإنسان، ويعامل طيلة مقامه في ليبيا معاملة تعكس وجه ليبيا الجديد وتحترم حقوقه كمواطن ليبي وإنسان".
وأوضح الكيب أن "السنوسي سيلقى خلال وجوده في ليبيا معاملة تعكس الوجه الجديد لليبيا التي تصون حقوقه بصفته مواطنا ليبيا وبصفته الشخصية".
بينما شككت جماعات دولية لحقوق الإنسان في أن يحظى السنوسي بمحاكمة عادلة في ليبيا وتقول أن الأفضل تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية التي وجهت إليه اتهامين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال ثورة العام الماضي.
مطلوب دوليا
وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت مذكرة توقيف للسنوسي في 27 يونيو من العام الماضي بتهمة ارتكاب جرائم قتل وتنكيل بمدنيين تشكل جرائم ضد الإنسانية خلال الثورة الليبية، وخصوصا في مصراتة ومناطق الشرق الليبي.
وكانت السلطات الليبية طلبت من الحكومة الموريتانية في وقت سابق تسليمها عبد الله السنوسي، حيث يتهمه القضاء الليبي بارتكاب الكثير من الجرائم، من بينها جرائم ذات طبيعة جماعية، من أبرزها مجزرة سجن أبو سليم التي راح ضحيتها أكثر من 1200 سجين، ووجهت أصابع الاتهام فيها إلى السنوسي.
وسبق أن صدر حكم بالسجن المؤبد على السنوسي من قبل محكمة بباريس في مارس 1999 بعد إدانته بالتورط في تفجير طائرة دي سي 10 التابعة لشركة يوتا عام 1989، الذي أدى إلى مقتل 170 شخصا.
ويواجه السنوسي محاكمة في موريتانيا التي دخلها في 16 مارس الماضي عبر رحلة تابعة للخطوط الملكية المغربية قادمة من الدار البيضاء، وتم اعتقاله في مطار نواكشوط ونقل إلى جهة مجهولة، حيث خضع لتحقيقات مطولة من قبل الأمن الموريتاني.
ويعتبرعبد الله السنوسي بمثابة الصندوق الأسود لنظام القذافي، وتتطلع جهات عديدة من بينها الحكومة الليبية إلى مساءلته بشأن ملفات عدة، حيث كان السنوسي من أكبر الممسكين بأهم وأكثرها تعقيدا وحساسية خلال ملفات فترة حكم العقيد القذافي، وكان مطلعا بشكل كبير على جزء كبير مما كان يدور في الكواليس.