مؤشرات اقتصادية سيئة، يُتوقع لها الاتجاه للأسوأ، ورفع الدعم تدريجيًا عن السلع والمواد الخام، والارتفاع الشديد في الأسعار وفي مقدمتها أسعار الكهرباء والمياه والغاز، فضلًا عن المواد الغذائية التي تمثل أدنى أساسيات الحياة، مع تدني المرتبات، كلها مؤشرات تنذر بثورة جياع قادمة لا محال.

وتتجلى مظاهر سوء الأوضاع الاقتصادية في مصر بمجرد الإعلان عن منافذ بيع مخفضة وسلع عليها خصومات، فيظهر الزحام الشديد وطوابير ممتدة، وصلت في بعض الأماكن إلى الاشتباكات بالأيدي للحصول على السلعة قبل الآخر.

وافتتحت الحكومة، منذ عدة أيام، منافذ بيع للسلع قبل رمضان تحت مسمى “أهلًا رمضان”، شهد خلالها المنفذ المقام بأرض المعارض بمدينة نصر، زحامًا شديدًا من قبل المواطنين على العديد من السلع والوجبات الغذائية، ومن أكثر السلع طلبًا كان اللحوم، والدواجن، والأرز، والسكر، والزيوت.

وأكد عدد من المواطنين فشلهم في الحصول على أي منتج من المعرض بسبب الزحام، والاشتباكات المستمرة، ومزاحمة التجار لهم في الحصول على كميات كبيرة من المنتجات استعدادًا لبيعها بأسعار مرتفعة خارج المعرض دون أدنى رقابة عليهم.

معركة الأرز

وشهدت معارض “كارفور”، يوم الخميس 26 مايو، هجومًا شديدًا من المواطنين على عرض الأرز؛ نتيجة ارتفاع أسعاره خلال الفترة السابقة، وتطورت المشادات بين المواطنين للضرب بين الرجال والسيدات في مشهد أثار ردود أفعال قوية على مواقع التواصل الاجتماعي.

كما تشهد منافذ بيع الدواجن المجمدة واللحوم المستوردة، طوابير طويلة للحصول على القليل من الاحتياجات المنزلية لها؛ بعد الارتفاع الجنوني في أسعار الدواجن، مع شكاوى من المواطنين بالبيع داخل المنفذ بأسعار مختلفة عن المعلن عنها.

ولم تسلم السلع التموينية من هذه المعارك، فشهدت منافذ التموين زحامًا وتكدسًا مع دخول شهر رمضان، وسادت حالة من الغضب والاستياء بين المواطنين؛ نتيجة عدم توافر عدة سلع تموينية، والتردد المستمر على المنافذ دون جدوى. 

واشتكى أهالي المنوفية من بيع منتجات التموين في السوق السوداء، الأمر الذي ساعد في الأزمة لديهم.

وحذر تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، أن الناتح المحلي الإجمالي لمصر مهدد بتأثير سلبي كبير في حال استمرار موجة ارتفاع الأسعار.

يذكر أن سعر صرف الدولار يعاني اضطرابات شديدة خلال الفترة الماضية، ما يؤثر على أسعار السلع المحلية ونقص وجود السلع المستوردة.