منذ الظهيرة وأنا أحاول استيعاب دور “عراب السلام” الذي أداه السيسي خارج سياق المناسبة الاحتفالية التي طرح حديثه الارتجالى عن السلام خلالها، بل وبغير ضرورة ملحة تجعله لا يقوى على تأجيل تقمصه لدور العراب هذا الذى أظنه بدأ على استحياء منذ فترة، لكنه منذ الظهيرة قد صار صريحًا ومثيرًا لكثير من علامات الاستفهام!
الأسلوب العاطفي الذي لجأ إليه السيسي كعادته في طرحه لحديث السلام، هو نفس الأسلوب الذي سبق أن تبناه عند معالجته لأزمة سد “النهضة” الإثيوبي، وهو أسلوب نعرف إلى أي شئ أوصلنا، حتى أن السيسى نفسه قد نهر وزير الكهرباء عندما تطرق لإمكانية خروج محطة كهرباء السد العالي من الخدمة!.. مثل هذا الأسلوب الارتجالي الذي يلعب على العواطف البليدة، ولا يعتمد أي أسس، ولا يقدم أي شروط مقترحة يقوم عليها هذا السلام، معتمدًا فقط على ثقة الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني في “رؤيته”، لا يمكن أن يكون حديثًا مطمئنًا، خاصة عندما يتحدث -في غياب أية ملامح لمشروع السلام المقترح- عن “ضمانات” مصرية للطرفين!!-
لا أعرف كيف استقبل المصريون هذا الأمر، ولا كيف سيستقبل الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي تعبير “العجب” الذى سبق للمرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي استخدامه وهو يحدث المصريين عن “العفاريت” التي ستتعجب من المعجزات التى سيجريها الله على يديه!.
لا أعرف كيف سيقتنع الفلسطينيون بحكمة الرئيس المصري، الذي يدعوهم لاجتماع فصائلهم على كلمة سواء، مع كل ما يرونه من مظاهر الفرقة والانقسام في مصر؟!.. ولا أعرف كيف سيقتنع الإسرائيليون برؤية الرئيس المصري للاستقرار مع كل ما يرونه من هشاشة الأوضاع في مصر؟!.. لا أعرف من سيقع في فخ هذه اللغة العاطفية أولًا: الفلسطينيون؟ أم الإسرائيليون؟.. أم المصريون؟
تفتكروا مصر رايحة على فين؟ أصل سكة “العفاريت” -زى ما كلنا عارفين- كلها مسالك، ويا ويل اللي يقع فى إيدهم وهو مش مذاكر خرايط “العجب” كويس!!