أكد الكاتب والباحث في شؤون الشرق الأوسط فراس أبوهلال، أن حديث السيسي عن العلاقة الدافئة مع الاحتلال الصهيوني، أراد به استخدام “الغزل” للاحتلال الإسرائيلي وتقديم “أوراق اعتماده” مجددًا له، كبوابة للرضا العالمي ولاستدراج دعم سياسي.
وقال أبو هلال في تصريحات خاصة لـ”رصد”: “تصريحات السيسي ورسائله إلى الإسرائيليين جاءت بدون مناسبة، وفي احتفال لشأن محلي بحت، ما يدل على أنه أقحمت إقحاما في خطابه لتحقيق أهداف معينة، أعتقد أنها ترتبط بالأزمات التي يعاني منها النظام”.
وأضاف الباحث في شؤون الشرق الأوسط: “يشعر السيسي بأنه في أزمة كبيرة على جميع الصعد، سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا، وحتى على صعيد خسارة كافة حلفائه الداخليين، وتراجع الدعم المالي من ممولي الانقلاب الخليجيين، وبالتالي فهو يبحث عن حلول لهذه الأزمات، ويبدو أنه أراد استخدام “الغزل” لإسرائيل وتقديم “أوراق اعتماده” مجددا لها، كبوابة للرضى العالمي ولاستدراج دعم سياسي وربما اقتصادي من القوى العالمية الراعية لدولة الاحتلال”.
وعن رسائل السيسي التي أراد توجيهها من خلال حديثة، قال أبو هلال: “في هذه الرسائل تكلم السيسي بوضوح عن موقفه، وتحدث مع الجانبين “الإسرائيلي” والفلسطيني من مسافة واحدة وكأن مصر هي أحد الدول الإسكندنافية وليست الشقيقة الكبرى للفلسطينيين، وبالطبع هذا يعتبر “وضوح” غير مسبوق في السياسة المصرية، حيث أن مبارك في أوج تنازلاته لدولة الاحتلال كان لا يقول ذلك بوضوح، وكان يسوق إعلاميًا بأنه يقف إلى جانب الفلسطينيين لتحقيق أهدافهم الوطنية”.
وتابع: “لم يسبق لنظام مصري على ما أعتقد، أن هنأ إسرائيل بنكبة الفلسطينيين وسماها (استقلال إسرائيل) سوى نظام السيسي، فبعد أن هنأ وزير الخارجية دولة الاحتلال (باستقلالها) يصف السيسي النكبة بالقول أنها مناسبة يحتفل فيها البعض بالاستقلال ويحتفل فيها آخرون بالهزائم، في لغة خطاب غير مسبوقة من أي قائد مصري سابق، وهو ما يؤكد أن أحد أهم أعمدة استراتيجية السيسي في البقاء هي الحصول على الرضا الإسرائيلي كبوابة للرضا الأميركي”.
وقال السيسي في كلمته، خلال افتتاح عدد من المشاريع التنموية بمحافظة أسيوط اليوم الثلاثاء: “أرجو من القيادة الإسرائيلية إذاعة خطابي في إسرائيل مرة واتنين للاستفادة من تحقيق السلام”.
وكان عبدالفتاح السيسي، قد ناشد الأطراف الإسرائيلية لتحقيق السلام حتى تستفيد الأجيال المقبلة، لافتًا إلى أن المبادرة العربية للسلام تسهم في إحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأوضح أن هناك العديد من المبادرات العربية والدولية لإيجاد حل حقيقي للقضية الفلسطينية، ومصر تلعب دورًا رياديًا في تلك المبادرات، مشيرًا إلى أن المنطقة العربية ستكون أكثر استقرارًا وسلامًا بحل الأزمة الفلسطينية.
وأكد أن هناك فرصة لكتابة صفحة جديدة من السلام في المنطقة، قائلًا: “أنا مابعرفش أحور أو أتآمر، حل القضية الفلسطينية وإقامة دولتها السبيل الوحيد لتحقيق سلام أكثر دفئًا بين مصر وإسرائيل”، وأضاف: “أنه لو تحقق السلام في المنطقة سيتغير وضع الشرق الأوسط الملتهب للأفضل”.
