طالبت صحيفة “هآرتس” “الإسرائيلية”، في افتتاحيتها، حكومة “إسرائيل” بإنهاء الحصار الذي تفرضه بالتعاون مع مصر على قطع غزة؛ بسبب فشل الحصار في تحقيق أهدافه.
وقالت الصحيفة: إن قطاع غزة الذي يمثل أكثر الأماكن اكتظاظًا بالسكان على مستوى العالم، سيشهد مرور عقد من الزمن على الحصار الخانق خلال الشهر القادم، والعديد من سكانه البالغ عددهم 2 مليون شخص قد ولدوا خلال الحصار محاصرين هناك في تجربة إنسانية مرعبة.
وبحسب الصحيفة، فإن “إسرائيل” أرسلت كميات قليلة وغير كافية من مواد البناء من أجل الإبقاء على الحياة في القطاع، كما أنها سمحت بنقل الأطعمة والأدوية، في الحالات الاستثنائية، كما سمحت لعدة مئات من السكان بمغادرة القطاع.
وأضافت الصحيفة أن القطاع محاصر بطريقة الكماشة من قبل “إسرائيل” ومصر؛ إذ تمسك “تل أبيب” بإحدى ذراعي الكماشة، والقاهرة التي أغلقت معبر رفح تمسك بالأخرى، ومؤخرًا واجه الفلسطينيون صعوبات في الحصول على تأشيرة الدخول إلى الأردن، ودون هذه التأشيرة لن تسمح إسرائيل للفلسطينيين بالخروج من قطاع غزة.
وترى الصحيفة الإسرائيلية أنه لا يوجد مبرر لمحاصرة القطاع؛ إذ لم يمنع ذلك إطلاق الصواريخ على إسرائيل، ولم يحقق انتفاضة سكان القطاع المأمولة ضد حكومة حماس، كما أنه يشكل حاضنة لتطوير اليأس ودورات العنف إلى الحد الذي يجعل حياة سكان جنوب إسرائيل لا تطاق.
وتابعت: “علاوة على ذلك فإن المفاوضات بين “إسرائيل” وتركيا حول إعادة ترميم العلاقات الثنائية من المؤكد أنها ستؤدي إلى تخفيف كبير للحصار، وهذا يؤكد على أن الحصار قد فقد مبرره الأمني، وأصبح يسخدم الآن كورقة مساومة دبلوماسية ليس فقط بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بل أيضًا بين إسرائيل وطرف ثالث، والآن يطالب سكان قطاع غزة الذين يعتقدون أنهم حوصروا بسبب حكومة حماس بمزيد من الصبر حتى تحل تركيا و”إسرائيل” خلافاتهما.
وختمت الصحيفة بالقول: “على “إسرائيل” أن تنهي حصار قطاع غزة، والتوقف عن التلاعب بحياة مليوني شخص، وتقديم لهم بعض الطرق العملية في حال رغبتهم في السفر خارج القطاع، وبهذه الطريقة سيتمكنون من ممارسة ما يصفه العالم المتحضر بـ”حقوق الإنسان الأساسية”.. هذا “الجيتو” الفلسطيني لا بد أن يفتح”.