خلال احتفالات تخليد ذكرى القتلى من الجنود الإسرائيليين، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنه هدد بإرسال جنود كوماندوز إلى القاهرة لإنقاذ العاملين في السفارة الإسرائيلية أثناء هجوم المتظاهرين عليها وهو ما دفع بالجيش المصري إلى التدخل.
وأضاف خلال حفل سنوي في ذكرى موظفي وزارة الخارجية الذين قتلوا خلال مهمات في الخارج: “هنا، قبل عدة سنوات، في غرفة العمليات في وزارة الخارجية، تعاملنا مع حصار اشتد حول موظفينا في سفارة إسرائيل في القاهرة”.
وتابع: “وصل حشد هائج لذبحهم وفي تلك الليلة عملنا بكل الادوات المتاحة بما فيها التهديد بإرسال قوات الدفاع الاسرائيلية لإخراجهم، الامر الذي جعل الكفة تميل لصالحنا”، وأضاف إن “القوات المصرية.. ومع التنسيق من جانبنا، كانت النتيجة ناجحة”.
يُشار إلى أنه في سبتمبر 2011، هاجم محتجون السفارة الإسرائيلية في محافظة الجيزة جنوب القاهرة، ما أدى إلى إجلاء كل العاملين فيها، ودخل المتظاهرون عبر حائط أمني خارجي وألقوا وثائق السفارة من الشرفات ومزقوا العلم الإسرائيلي.
وكان اخطر حادث منذ فتح سفارة إسرائيلية في مصر أول بلد عربي يوقع معاهدة سلام مع إسرائيل في 1979، بعد عدة ساعات تدخلت فرق خاصة مصرية وأخرجت ستة حراس محتجزين داخل مبنى السفارة، وعاد السفير إسحق ليفانون مع 80 من موظفي السفارة وعائلاتهم في اليوم التالي إلى إسرائيل، ثم تبعهم الحراس الستة.
مكتب نتنياهو يعتذر
في 11 مايو 2016، أصدر مكتب نتنياهو، ما سماه توضيحا قال فيه بحسابه على “تويتر”، إن “السياسة الإسرائيلية تقضي بحماية الإسرائيليين الذين يتعرضون للتهديد أينما كانوا إلا أن النية كانت القيام بعملية منسقة مع الجيش المصري وليس عملية أحادية الجانب”.
وتابع المكتب في بيان: “يسرنا أنه لم تكن هناك حاجة لذلك، ونشكر الجيش المصري الذي تعامل مع الأزمة بشكل يتحلى بالمسؤولية وحل المشكلة”، مؤكدًا أن “رئيس الوزراء نتنياهو يثمن كثيرًا العلاقات مع مصر ومعاهدة السلام معها تعتبر عنصرًا هامًا في استقرار المنطقة”.
“معاريف” توضح حقيقة ما حدث
بعنوان “قصة القاهرة” أوردت صحيفة “معاريف” العبرية ما قالت إنها “تفاصيل جديدة” عن واقعة اقتحام السفارة الإسرائيلية في مصر عام 2011، من قبل متظاهرين، ودور جهاز الأمن العام “الشاباك” في إخراج الدبلوماسيين الإسرائيليين وطاقم الحراسة من هناك.
ولفتت معاريف إلى أن “ما حدث هو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أراد الاستعانة بأوباما واستخدم الأميركيون تأثيرهم، ووضعوا مدمراتهم وقطعهم البحرية في البحر المتوسط على أهبة الاستعداد”.
وأضافت: “في المقابل اتصل يورام كاهان رئيس جهاز الشاباك وقتها بالقاهرة، بالتحديد بأحد أكثر الجنرالات المصريين أهمية، ومارس ضغطا شديد على القاهرة لإنقاذ الإسرائيليين، ووعده الجنرال المصري بإخراج الدبلوماسيين بسلام، بعدها أبلغ كاهان نتنياهو بالأمر هو وباقي متخذي القرار في تل أبيب، وأصبح الوضع صعبا؛ ففي كل لحظة كان من الممكن أن يتعرض المحاصرين بالسفارة لمحاكمة شعبية على يد المتظاهرين”.
وقالت “رئيس الشاباك ظل على الخط مع الجانب المصري، وأبلغ مسؤولي تل أبيب أن المصريين يخرجون الطاقم المحاصر بالمدرعات، أحد الأشخاص في إسرائيل أعرب عن خوفه من أن يهاجم المتظاهرين المدرعات ويسيطروا عليها، لكن كاهان قال إن ذلك لن يحدث، لقد حصل على كلمة من الجنرال المصري، وقال (حصلت على تعهد)، لم يكن هناك خيار وكان لابد من الاعتماد على الكلمة التي حصل عليها رئيس الشاباك من القاهرة، وبالفعل نفذ الجنرال المصري تعهده”.
“الشاباك” هو من أنقذ الموقف وليس نتنياهو
وأضافت “قامت قوة مصرية مدرعة باختراق مبنى السفارة، وكانت تحمل الدبلوماسيين وحراسهم وقامت بإجلاؤهم بسلام، وفي نفس التوقيت كانت عائلاتهم في طريقها للمطار متجهين إلى تل أبيب “، لافتة إلى أن “هذه هي القصة الحقيقية وليس ما زعمه بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء خلال تأبينه ذكرى العاملين السابقين بوزارة الخارجية قبل أيام، وحديثه عن تهديد المصريين بإرسال قوة عسكرية إسرائيلية لتحرير الطاقم الدبلوماسي المحاصر، ما قاله نتنياهو هو فيلم أميركي يشوَّه حقيقة ما حدث”.
ولفتت الصحيفة إلى أن “الشاباك يعتبر هو الجهة التي أنقذت الموقف في حادث اقتحام السفارة، لكن نتنياهو حاول أن يزيف الوقائع، لدرجة أن كلا من العاملين بالسفارة المصرية في إسرائيل وسفارة الأخيرة في القاهرة شدوا شعورهم مما قاله نتنياهو”، مضيفة “حتى إذا ما قاله صحيح وهو ليس كذلك، فإن كشفه عن أمر التهديد لمصر يعتبر خرقا للرقابة، ويمكن أن يؤدي لأزمة خطيرة بين القاهرة وتل أبيب، ويمس بالكرامة المصرية”.
وقالت “فرصة أن يقوم شخص ما في تل أبيب بإصدار تعليمات للكوماندوز الإسرائيليين بالطيران للقاهرة وتحرير الدبلوماسيين هي فرصة تساوي صفرا، وعملية لن يكتب لها النجاح؛ فمصر لديها سلاح جوي عظيم، علاوة على دفاعها الجوي الضخم والكبير، والحديث لا يدور عن جنوب لبنان أو قطاع غزة وإنما القاهرة، عملية من هذا النوع تمس بالسيادة المصرية وتنتهك اتفاقية السلام ومن شأنها إشعال المنطقة كلها”.