ساعدت السلطات الروسية متطرفين يخططون لشن هجمات من شمال القوقاز على السفر إلى سوريا، عندما أرادت التخلص منهم، وتحدث أحد هؤلاء، وهو سعدو شرف الدينوف، الذي كان عضوًا في جماعة متطرفة في الغابات شمال القوقاز ومن أبرز المطلوبين، لـ”رويترز” وزودهم بصورة شخصية له.
وأضاف لـ”رويترز”، “في ديسمبر عام 2012م، تلقى عرضًا غير متوقع من ضابط في المخابرات الروسية لمساعدته على مغادرته البلاد دون أن يتعرض للاعتقال، ووافق سعدو على الرحيل ومنح جواز سفر جديد باسم جديد وتذكرة ذهاب بلا عودة إلى اسطنبول، ليعبر بعدها الحدود إلى سوريا وينضم إلى “تنظيم الدولة”.
ويؤكد تحقيق “رويترز” أنه تم التعرف على هوية خمسة متطرفين روس آخرين، يقول أقاربهم إنهم غادروا روسيا أيضًا بمساعدة مباشرة أو غير مباشرة من السلطات الروسية إلى سوريا، وذكر أقارب من رحلوا ومسؤولون حاليون وسابقون أن خطة التخلص من المتطرفين وحثهم على الرحيل إلى سوريا استمرت حتى عام 2014م على الأقل.
وأشار مدير جهاز الأمن الروسي، في جلسة للجنة مكافحة الإرهاب الوطنية، إلى أنه وبحلول نهاية العام الماضي، يكون قد غادر نحو 2900 روسي للقتال في الشرق الأوسط، ولتصبح اللغة الروسية هي اللغة الثالثة التي يتم التحدث بها في التنظيم بعد العربية والإنجليزية.
الدول المصدرة للمقاتلين الأجانب
وخلص تقرير شمل 25 دولة وفّرت معلومات عن مقاتلين يحملون جنسياتها في سوريا، إلى أنّ فنلندا هي أكثر دولة مصدرة للمسلحين الأجانب إلى سوريا.
وفي الوقت الذي تقوم فيه دول العالم باتخاذ إجراءات من شأنها الحد من تدفق الأشخاص الراغبين بالانضمام إلى القتال على الأراضي السورية، قال التقرير إنّه سعى إلى إعداد رسومات بيانية تعطي فكرة عن الوضع، وتقدم صورة توضح أكثر الدول العربية التي خرج منها مسلحون إلى سوريا.
وكشفت أرقام الخريطة المأخوذة من الإحصاءات الرسمية للدول بحسب مركز “بوي” للأبحاث، أن أكثر الدول التي خرج منها مقاتلون إلى سوريا هي تونس، حيث وصل عددهم إلى ثلاثة آلاف، ثم المملكة العربية السعودية التي خرج منها 2500 شخص، تليها المغرب بـ1500 شخص.
على الصعيد الدولي تبرز عدديا روسيا، التي خرج منها أكثر من 800 شخص للقتال على الأراضي السورية ثم فرنسا التي خرج منها أكثر من 700 شخص، لكن بحساب النسبة والتناسب ونظرا لأنّ فنلندا تضمّ 42 ألف مسلم يوجد منهم 30 في سوريا فإنّ فنلندا تأتي في المركز الأول.
المقاتلون الشيعة
ورغم غياب إحصاء دقيق لعدد المقاتلين الشيعة، إلا أن التقديرات تشير إلى أن عدد مقاتلي الميليشيات العراقية 15-20 ألف مقاتل، وعدد مقاتلي حزب الله اللبناني 7-10 آلاف مقاتل، و5-7 آلاف مقاتل من الأفغان والإيرانيين، بحسب دراسة أعدها الباحث أحمد أبازيد، مع “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، منتصف 2014م.
وأضاف أبازيد، أنه بينما كان المقاتلون العراقيون واللبنانيون هم النسبة الغالبة ضمن الجنسيات التي تقاتل إلى جانب النظام على أساس طائفي، ضمن مليشيات منظمة، إلا أنه تم توثيق وجود ومقتل مقاتلين من جنسيات مختلفة: أفغانية وباكستانية ويمنية وحتى جنسيات أفريقية.
وبالإضافة لهذه التنظيمات، يشكل الأفغان الهزارة والباكستانيون الشيعة النسبة الغالبة من المقاتلين الشيعة من غير العرب والإيرانيين، حيث تكون فرص تجنيدهم من قِبل إيران أسهل وأقل تكلفة من سواهم، ويتم تجنيدهم من بين اللاجئين الأفغان في إيران، تحت مظلة فصائل عراقية أو مختلطة مثل “أبو الفضل العباس” و”سرايا طليعة الخراساني” خاصة، أو ضمن تشكيلات أفغانية وباكستانية خالصة لكن بقيادة إيرانية مثل “لواء فاطميون”، أو باكستانية مثل “لواء زينبيون”.
وتابع أبازيد في دراسته “الميليشيات الشيعية في سوريا” بقوله: “كما عثر الأهالي ومقاتلون من الجيش الحر على قتلى ينتمون لجنسيات شرق آسيوية أخرى في ريف حلب وريف دمشق، إضافة لليمنيين الحوثيين، وبعض الأفارقة الأفراد الذين أعلنت صفحات الفصائل الشيعية مقتلهم، وتقاتل هذه المجموعات تحت مظلة المجموعات العراقية غالبًا، ولم تشكل قوات خاصة بها”.
بدوره، أشار فيليب سميث الخبير والباحث في المليشيات الشيعية في “معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى”، إلى أن المليشيات الشيعية، ومنذ يوليو 2015، كثفت حملاتها التي تركز بشكل كبير عبر شبكة الإنترنت، وتحولت من حملات نادرًا ما تُذكر في أواخر 2014 وأوائل 2015 إلى برنامج تجنيد متكامل يشمل عددًا من الجماعات الأحدث التي تدعمها إيران.
وأكد سميث، في ورقة تحليل سياسات نشرها مطلع أكتوبر المنصرم، أن هذه الدعاية تكون عبر شبكة الإنترنت (خصوصًا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي)، عبر نشر مجموعة من الصور التي تم إنتاجها بمهنية عالية وبطريقة منظمة للغاية، وتهدف جميعها إلى رفع مستوى الوعي حول القتال في سوريا والدعوة إلى اجتذاب مجندين جدد.
ووفقًا للمقاتلين الذين يروجون لحملات التجنيد، أو الذين أُرسلوا إلى سوريا في أواخر يوليو، غالبًا ما استمر التدريب على عمليات الانتشار حوالي ثلاثين يومًا، وتم في لبنان أو إيران، بحسب سميث.