أثار تصريح عبد الفتاح السيسي بضرورة محاسبة المخطئ وتقديمه إلى المحاكمة -حتى ولو كان من داخل مؤسسة الرئاسة- الجدل حول تناقض هذا التصريح، مع استمرار مواصلة الكبار لأبنائهم للحصول على امتيازات دون غيرهم من المواطنين. 

وقال السيسي، خلال افتتاح عدد من المشروعات أمس الخميس “موتي وسمي الواسطة والمحسوبية، واللي اشتغل معايا في الجيش يعرف ده”.

وكشف السيسي عن واقعة تجاوز داخل مؤسسة الرئاسة، قائلا: “من فترة بلغوني داخل مؤسسة الرئاسة أن في ناس تجاوزت.. قلت لهم طيب هتعملوا إيه؟.. قالوا يا سيادة الرئيس نلم الدور ومفيش داعي.. قلت لهم لا والله لازم يتحاكموا، مفيش حد فوق القانون.. وهذا لا يعيب المؤسسة”.

لكن هناك 7 حقائق في مصر تؤكد أن الواسطة والمحسوبية هما المؤهلان الأساسيان للتعيين في الوظائف الحكومية والمناصب القيادية، التي يتم الإعلان عليها،

1- أبناء السيسي

فالسيسي لديه ثلاثة أبناء ذكور، وفتاة واحدة تدعى “آية”؛ حيث يعمل “مصطفى” ضابطًا بالرقابة الإدارية، ويعمل “محمود” ضابطًا في المخابرات العسكرية، أمّا المفاجأة فهي ابنه “حسن” والذي يعمل مهندسًا بإحدى شركات البترول، على الرغم من أنّه خريج كلية “اللغات والترجمة”؛ ما يوضح حقيقة الواسطة والمحسوبية، التي زعم السيسي سابقًا أنّه لم يستخدمها لصالح أبنائه.

2- تعيين ابنة شقيق السيسي

أصدر عبد الفتاح السيسي قرارًا جمهوريًا بتعيين دفعة جديدة في وظيفة معاون للنيابة الإدارية، كان من أبرز الأسماء التي تم تعيينها “هاجر حسين خليل السيسي” ابنة شقيق السيسي، وهو ما أثار غضب رواد موقعي التواصل الاجتماعي “فيس بوك” و”تويتر” حينها، معتبرين أن ذلك القرار يتناقض مع ما صرح به السيسي من قبل بشأن كرهه للمحسوبية والوساطة.

3- مخالفات في التعيينات

الأمر نفسه ما تم رصده من خلال نتيجة إعلان نتيجة اختبار المتقدمين لوظائف النيابة الإدارية، والتي نشرت في جريدة الأخبار يوم 26 من شهر ديسمبر الماضي لعام 2015 إعلانًا عن عدد من الوظائف الخالية، وحاجتها لعدد من الموظفين من المؤهلات العليا والمتوسطة بمختلف المجالات.

وبالفعل تم إجراء الاختبار، إلا أنه تم رصد عدد من المخالفات التي من شأنها بطلان ذلك الاختبار ونتيجته التي من أهمها أنها طلبت متخصصين في الهندسة والزراعة والألسن والاجتماع، بالرغم من عدم حاجتها لتلك التخصصات؛ ما فسره أحد المتقدمين “وظائف متفصلة”؛ حيث يقول: “كانوا طالبين 150 من حاملي المؤهلات العليا يعني كله 150، النتيجة نزلت مخالفة للإعلان لأن اللي نجحوا 250، يعني في 100 زيادة”.

وأضاف: “الاختبارات لسه شغالة للأسبوع القادم كمان ومع ذلك طلعوا نتيجة المؤهلات العليا لوحدها عشان يعينوهم بسرعة ويحصنوهم بقوة القانون رغم أن النتيجة المفروض كانت كلها تظهر مع بعض ولسه في ناس هتمتحن”.

وتم أيضًا رصد خلل في إعلان أسماء الفائزين؛ حيث إن الفائزة رقم 124 “منار مصطفى حسين محمود”، والفائزة رقم 220 “منار محيي الدين أحمد”، لم تدرج أسماؤهما ضمن كشوفات المقبولين لأداء الامتحان، كما تم إعلان فوز ابنة زوجة رئيس الهيئة سامح كمال، وهي “هدير مصطفى السيد هيبة”.

4- التوزيع الجغرافي

 خلال شهر سبتمبر من العام الماضي، اجتمع وزير التعليم العالي السابق، الدكتور السيد عبد الخالق مع المجلس الأعلى للجامعات، وأبرم اتفاقًا يقضي باستثناء مجموعة من الطلبة، وأغلبهم من أبناء القضاة وكبار الضباط من قواعد التوزيع الجغرافي والتحويلات الجامعية تحت مسمى “اعتبارات قومية”.

 5- وراثة المنصب

ومن بين امتيازات العسكر وراثة المنصب، ويظهر الإرث جليًا، فأصبح مستقبل ابن اللواء معروفًا؛ فهو طالب بإحدى الكليات العسكرية أو الشرطة، وأكبر دليل على ذلك هو عبد الفتاح السيسي نفسه؛ حيث إن لديه ابنين من خريجي الكلية الحربية.

ورغم تصريحات مدير الكلية الحربية أن المقبولين لا يخضعون لأي أبعاد سياسية أو محسوبية ووساطة، ولكن هناك معايير تسمى “العامل الاجتماعي”؛ إذ لا يسمح لابن عامل نظافة أو موظف بسيط أو مزارع أو عامل القبول في الكلية الحربية أو التعيين في الجهات النيابية. 

6- منح الجامعات الخاصة

 وخصص مجلس الجامعات الخاصة واﻷهلية عددًا من المنح لأبناء شهداء الشرطة والقوات المسلحة، ويتم موافاة أمانة مجلس الجامعات بالأعداد المطلوب توفير منح لها.

7- خصومات المدارس

 ومن بين امتيازات واستثناءات العسكريين أيضًا، قرار العديد من المدارس الخاصة في مصر بتقديم خصم 10% لأبناء الضباط والقضاة دون غيرهم.