أكد زاك شرايبر، الرئيس التنفيذي لصناديق التحوط “بوينت ستيت كابيتول”، أنّ السعودية أمامها عامان أو ثلاثة قبل أن ترتطم بالجدار، متوقعًا أن المملكة ستواجه “إفلاسا هيكليا” لأنها تواجه تهديدات مزدوجة تتمثل في التزامات الإنفاق الضخمة وفي انخفاض أسعار النفط.
وحذر شرايبر، في مؤتمر الاستثمار “سون” السنوي الـ21، الذي انعقد الأسبوع الماضي، من كارثة مالية وشيكة في السعودية، بحسب ما نشرته شبكة الإعلام الأميركية “سي إن إن”، وكان شرايبر قد توقع قبل عامين هبوط أسعار النفط، وكانت توقعاته في محلها، وعلق “لا عجب في أنهم (السعوديون) يستدينون مبالغ ضخمة”.
ويرى الخبير الاقتصادي أن هبوط أسعار النفط خلق أزمة في السعودية وغيرها من الدول التي تعتمد على النفط كمصدر أساسي للدخل في ميزانياتها؛ حيث قامت السعودية في ظل ذلك بخفض الإنفاق وسارعت لجمع النقد، كما أنها تعتزم الحصول على قرض يبلغ 10 مليارات دولار من مجموعة من البنوك؛ الأمر الذي قد يمهد الطريق لأول عملية بيع للسندات الدولية.
يذكر أن المملكة تنفق بشكل كبير على الخدمات الإضافية لسكانها الذين يبلغون نحو 30 مليون نسمة، لذلك فإن “برنامج السعودية للإنفاق الاجتماعي الضخم يتجه نحو مسار تصادمي مع النفط الرخيص”، بحسب شرايبر.
وهذه المخاوف قد تساعد في تفسير سبب تخطيط السعوديين لبيع حصة تبلغ 5% من جوهرة التاج الاقتصادي في البلاد، شركة النفط العملاقة المملوكة للدولة “أرامكو”، وعلق شرايبر على هذه القضية، قائلا: “إذا باعوا الأوزة التي تبيض ذهبا، كيف سيمولون أي شيء؟ إنه جنون، السعودية ترهن مستقبلها لكسب الوقت”.
وتفيد التقارير بأن شرايبر قد توقع انحدار أسعار النفط مستقبلا في عام 2014م، عندما كان سعر برميل النفط يبلغ أكثر من 100 دولار، وأدى توقعه هذا إلى أن تربح شركته مليار دولار؛ حيث انخفضت أسعار الذهب الأسود لتصل إلى 26 دولارا في أدنى حدها.