وصف الدكتور نادر فرجاني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، انهمار أحكام الإعدام والسجن المؤبد بالمسرحية الهزلية التي يخرجها السيسي ويلعب أدوارها القضاة والمفتي، مشيرًا إلى أنها بمثابة ورقة ضغط ومساومة بعد تآكل شعبية السيسي بشكل ملحوظ.
وقال “فرجاني” خلال منشور له عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “انهمار أحكام الإعدام والسجن المؤبد، مسرحية هزلية من إخراج السلطان الباغي يلعب الأدوار الثانوية فيها بعض القضاة، والمفتي.
وأضاف: من منطلق حقوقي إنساني، أنا ضد الحكم بالإعدام على أي كائن بشري، لسببين: الأول ان مثل هذا الحكم يهدر الحق الإنساني الأول، الذي تنبني عليه كامل منظمة حقوق الإنسان، أي الحق في الحياة وهو في المنظور الديني كذلك تعد على حق الله واهب الحياة وقابضها، والسبب الثاني وربما الأهم هو أن تنفيذ الحكم بالقتل ينفي إمكان التصحيح في حالة الخطأ الوارد في أي قرار بشري، وتزداد أهمية هذا السبب تحت الحكم التسلطي الفاسد الذي يفسد القضاة ومؤسسة القضاء ضاربا استقلالها عن السلطة التنفيذية في مقتل”.
وتابع: “قد رأينا تجليات مروعة لهذه الحالة المحطة بالقضاء في مصر تحت الحكم العسكري الراهن ومن أكثرها وضوحا وإيلاما هو غزارة الحكم بالإعدام وبالسجن المؤبد في المحاكم المصرية.. وبينت سابقا أن الحكم بالسجن بالمؤبد، في ظروف السجون الخاضعة لوزارة القتل والتعذيب، ليس إلا حكما بالموت البطيء تحت طائلة التعذيب وشر الرعاية.
واردف : من الناحية السياسية، تعلمون أن السلطان البائس قد أعلن مرارا، لوسائل الإعلام الأجنبية، خاصة في رحلاته إلى بلاد الغرب التي يستجدي منها المشروعية التي يفتقدها في شعبه، أن أحكام الإعدام التي اصدرها قضاته بالجملة على أعدائه السياسيين لن تنفذ، وقد تبع ذلك إصدار بعض كبار القضاة احكاما تلغي مئات من أحكام الإعدام التي أصدرها قضاة من درجات أدنى، لكونها تجاهلت أصول المحاكمة المنصفة، ولا تنسوا، دون أن يحاسبوا القاضي الذي اصدر الأحكام المعيبة.”
و تساءل :” لم إذن يصدرون هذه الأحكام الصارخة بغزارة كانهمار السيول؟ إنهم ببساطة يقدمون أوراق ضغط ومساومة رابحة للسلطان الباغي المرتعد من تآكل شعبيته المتسارع “