قال الكاتب والناشط الاشتراكي تامر وجيه: إنه في الوقت الذي كان فيه قلة من الثوريين يكادون يصابون بالجنون من هول ما حدث في مذبحة رابعة، منذ 1000 يوم، كانت أغلبية من يسمون أنفسهم بـ”المدنيين” يتهللون فرحا، معتقدين أن “الدم سيكون عرّاب عصر الحريات المدنية”.
وأوضح -عبر منشور له على “فيسبوك”- أن بعض المدنيين كانوا يتهللون فرحا، لفكرة أصيلة لديهم؛ مضمونها أن “الحداثة لها ثمن، وأن ثمنها هو فرم من يعترضون قطار العصر الحديث”؛ ما يعني أن الإبادة ثمن للحداثة.
وأفاد “وجيه” أن “التحديثيين من هذا النوع يضعون أمامهم صورًا أسطورية متخيلة لأتاتورك ومحمد علي، كأمثلة على النجاح المهول للتحديث المعمّد بالدم، متخيلين أن القتل الجماعي سيكون فاتحة عصر جديد”.
وأضاف: “الفكرة التي ترى أن التحديث لا بد أن يبدأ بالقتل وأن القائد التحديثي العظيم لا بد أن يفتتح عصره بمذبحة.. هذه الفكرة ترتكز على قراءة نخبوية للتاريخ ترى أن التقدم هو من صنع الأقلية المستنيرة، وأن الأقلية المستنيرة لا بد أن تستند إلى سلطة الدولة التي عليها أن تمحو، بالدم، العقبات في وجه التقدم، ثم تفرض على الجماهير العلمانية فرضا”.
وأكد “وجيه” أن من يفكرون بهذه الطريقة “ليست لديهم خطة للتفكير في إمكانيات حركة ثورية ديمقراطية من أسفل، حركة شعبية واسعة تحمل قيم الديمقراطية والتحرر في قلبها، حركة تحمل مشعل التنوير الجذري وتخوض حربا ضد المحافظة والمحافطين انطلاقًا من مواقع الثورة وليس من مواقع الدولة”.
واختتم: “ولذا لا أرى أفقا لمستقبل مختلف -مهما كان صعبا وشاقا- إلا بامتزاج قيم التحديث والتحرر بحركة ملايين الناس العادية، ساعتها فقط يمكن أن يحل التناقض بين الحداثة والجماهير!“.