أكد الرئيس التونسي السابق، المنصف المرزوقي، أنه فشل في تحقيق ما كان يسعى إليه للشعب التونسي من محاربة الفساد والقضاء على الدولة العميقة.
وقال “المرزوقي”، في حوار أجراه مع الصحفي القطري جابر الحرمي، ونشره موقع “بوابة الشرق الإلكترونية”: “قطعنا رأس الأخطبوط لكنه تغلب علينا ويتمدد في كل مكان ويقوض آليات الديمقراطية بشراء الضمائر وتشكيل أحزاب لا تتعدى كونها شركات سياسية”.
كما أكد على عزمه على العودة للعمل السياسي مع ما وصفه بـ”آلة جبارة حقيقية لاقتلاع الفساد” من خلال حزب “حراك تونس الإرادة”، منتقدًا تصالح حزب حركة النهضة مع حزب “نداء تونس”، واصفًا ما حدث بـ” لغز” يُسأل عنه الشيخ راشد الغنوشي.
ونفى “المرزوقي” أن يكون دعا لانتخابات مبكرة، مؤكدًا أن ذلك مرهون بتوافق الأطراف السياسية، لكنه شكك في قبول ما أسماه الدولة العميقة بقاءه في المنظومة الديمقراطية وإجراء انتخابات حرة نزيهة.
وأشار “المرزوقي” إلى خطأ من ينعون ثورات الربيع العربي، قائلًا: “الخطأ عند كثير من الناس أن الثورة هي لحظة تاريخية وانتهت، لا، الثورة ليست لحظة وإنما هي انعطاف في المسار التاريخي الذي يطول أحيانًا لسنوات وسنوات وانظر إلى الثورة الفرنسية أخذت 70 سنة حتى حققت أهدافها وانظر إلى الثورة الروسية أخذت أكثر من 20 سنة وفي الأخير فشلت فالثورة لا يمكن أن تحكم على فشلها إلا بعد 10 أو 20 سنة ونحن دخلنا الآن في هذا المنعطف ووقعت أولى المناوشات وأولى المعارك واليوم ما يمكن أن نصفه هو نوع من توازن الفشل بين الثورة والثورة المضادة”.
وأوضح أن نظام بن علي الذي ثار عليه التونسيون عام 2011، عاد بأكمله، مشيرًا إلى أن السبسي كان وزيرًا عند بورقيبة وكان رئيس مجلس الشعب عند بن علي ولم يتكلم طيلة 23 سنة ولم يفتح فمه للاحتجاج على التعذيب، واصفًا إياه بـ”رجل النظام”.
وأضاف “بعد فترة الرئاسة كنت قررت أن أتقاعد وأتفرغ للكتابة والعمل الثقافي ولكني مضطر للعودة للسياسة بعد أن اكتشفت أننا خدعنا وثمة معركة لا تزال متواصلة وسأواصل الطريق، أما أخوتنا في النهضة فقرروا لأسباب تخصهم وليبرروها كما يشاؤون فهذا حقهم”.