اعترف الدكتور وجيه عبد القادر الشيمي، القيادي بحزب النور وأستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة الفيوم، بأنه التقى وفدا من الحاخامات اليهود في مصر.
وهو ما أكده الدكتور نائل الشافعي، مدير الموسوعة الإلكترونية “المعرفة”؛ حيث قال: “وجيه الشيمي، القيادي السلفي في حزب النور التقي بشهر مارس 2016 في الفيوم، بوفد إسرائيلي مكون من يعقوف ناجن، حاخام مستوطنة عطنئيل بمدينة الخليل، ويوسف رينجل، أستاذ التاريخ الصهيوني في جامعة حيفا، والناشطة رفقة أبرامسون، مضيفًا أن الوفد الإسرائيلي التقى قيادات أزهرية، وأن اللقاءات قام بترتيبها الدكتور عمر سالم، الإسلامي المصري-الأميركي”.
وأضاف -خلال منشور على صفحته الشخصية بموقع “فيس بوك”-: “أنا أؤيد الحوار بين الأديان، وخصوصًا بين الإسلام واليهودية، ولكني ضد الحوار مع عصابات المستوطنين، وخصوصا مستوطني الخليل، الذين لن يقابلهم مسؤول أوروبي”.
وقال محمد سيف الدولة، الباحث المتخصص في الشأن القومى العربي: إنه “ليس غريبا على حزب النور ان يتواصل مع الصهاينة، فأتذكر أنه أول حزب إسلامي في مصر والوطن العربي، يسعى إلى التطبيع مع إسرائيل.
وأضاف سيف الدولة لـ”رصد” أنني “أتذكر معركتي الشهيرة مع قياداتهم، حين أعلنوا بعد ثورة يناير ببضعة أشهر استعدادهم للجلوس مع إسرائيليين، وكانت فضيحة كبرى واختراقًا غير مسبوق للثوابت الوطنية المصرية، من حزب يدَّعي أن مرجعيته إسلامية، فى حين ان مرجعيته الحقيقية هي الانتهازية السياسية، بشكل يؤكد ما يشاع عنه من أنه من صناعة أجهزة الأمن، وأن مهمته منذ الأيام الأولى للثورة، أن يقوم بدور حصان طروادة داخل التيار الإسلامي، وأن يعمل بكل السبل على الحيلولة دون أي تواصل بينه وبين التيارات الأخرى من المدنيين، وهو ما نجح فيه باقتدار.
وتابع سيف الدولة قائلا: “حزب النواب كان له دور تخريبي رئيسي في إعداد دستور ٢٠١٢، أسفر مع عوامل أخرى على خلق حالة الانقسام والاستقطاب الحادة التي ضربت المجتمع منذ ذلك الحين، وبعد أن اطمأن هو ومن وراءه إلى نجاح مهمته، خلع ثوب التطرّف والتزمت وارتدى ثوب الاعتدال، وقبل كل ما سبق أن رفضه وهدد على لسان قياداته الذين سمعتهم بنفسي في لقاءات خاصة أنه لو لم يتم الاستجابة إلى مطالبهم في دستور ٢٠١٢، فسيفجرون مليونية قندهار أخرى”.
ولقد بُحت أصواتنا لإقناع أصدقائنا من التيار الإسلامي أن يفضوا هذا التحالف مع هذا الحزب المريب، ولكن لا حياة لمن تنادي.
وأردف: “في مسألة التطبيع مع حاخامات صهاينة من إسرائيل، لا يمكن الاكتفاء بإدانة حزب النور أو بعض قياداته، وإنما الإدانة الرئيسية يجب أن تكون للسلطات المصرية ومؤسساتها التي نظمت هذه اللقاءات ودعت إليها ووافقت عليه وقامت بتأمينها، وفي القلب منها من وافق عليها من الأزهر الشريف، ويجب أبدا أن لا ننسى أن عمدة التطبيع المصري الإسرائيلي هو عبد الفتاح السيسي الذي توصف العلاقات المصرية الإسرائيلية في عهده بالعصر الذهبي، والذي قام بتفريغ الحدود الدولية من الأهالي لعمل المنطقة العازلة التي تطلبها إسرائيل منذ سنوات، والذي يتحالف مع إسرائيل أمنيا واستراتيجيا بشكل غير مسبوق، والذي يدعو إلى توسيع السلام معها، والذي يتعاطف مع مخاوفها من الاتفاق النووى الإيراني، والذي وسطها للضغط على الأميركان لاستئناف المساعدات العسكرية، والذي اتخذ من إسرائيل بوابته الرئيسية لنيل الاعتراف والقبول والرضا الأميركي والدولي، والذين يشيد به قادة وساسة وصحف إسرائيل ليل نهار”.
واختتم: “حاسبوا السيسى والأزهر قبل أن تحاسبوا حزب النور، الذي لا يعدو أن يكون عبدًا للمأمور، تم تصنيعه وتربيته أمنيًّا على أن يقوم بمثل هذه الأعمال المجردة من الوطنية والمجردة من الشرف.
قال الكاتب الصحفي وائل قنديل إن حزب النور “السلفي” والكنيسة وسلطة محمود عباس، وفوقهم أو تحتهم علي الجفري من الغلاة في تأييد نظام السيسي، الذي تدعمه إسرائيل، وتعتبره المتوج لأحلامها في الهيمنة والتحكم، والاحتلال الكامل للقرار العربي، والمؤسسات الدينية العربية، من دون أن تكلف نفسها مشقة الحرب.
وأضاف قنديل في مقاله المنشور بموقع “العربي الجديد”: هنيئا للصهاينة بحزب النور وسبت النور.