قدم الكاتب الصحفي حابي جورج 6 نصائح إلى عبدالفتاح السيسي قبل ذهابه إلى الكاتدرائية لتهنئة الأقباط بعيد “القيامة”.
وقال حابي جورج في مقال له: أودّ أن أهمس في أذنيك ببعض النصائح المهمة، فلعلك تنوي أن تهنئ الأقباط بعيد القيامة المجيد، وربما تكرر زيارة الكاتدرائية، فتقطع القداس الإلهي، ويتم استقبالك بمظاهرة طبعًا من التصفيق والزغاريد كالمنتصر في الحروب.
وأضاف: “وكل هذا طبعًا من حقك، فقد أوعز إليك أن الأقباط يحبونك ومتيمون بسيادتك، ولكن الحقيقة تبدو غير ذلك تمامًا، فالأقباط فرحون بتعاطفك مع مخاوفهم، والتي لم ولن تستطيع سعادتك أن تزيلها، الأقباط يفرحون بقوتك وسيطرتك على الأمور، حتى لا تتفاقم الأخطار”.
وتابع جورج: “وهم بذلك، يفضلون المستبد العادل، بدلاً من الديمقراطي الذي يعتبرونه ضعيفا، قد يسمح بخروج التيارات المتأسلمة، تهدد سلامة الوطن كله بصفة عامة، وتهدد حرية وسلامة الأقباط بصفة خاصة، الأقباط يفرحون بأي إشارة من الدولة تذكرهم بأنهم شركاء حقيقيون وأن الإعلام والحكومة وأجهزة الدولة تلتفت لهم”.
واستدرك كاتب المقال منوهًا إلى ضرورة التفكير والالتفات إلى 6 أمور قبل الاقبال على تلك الخطوة، وهي:
1- أن شباب الأقباط بعد ٢٥ يناير، ومن قبلها بقليل، لم يعد ذلك الشباب الذي يخضع عقله وقلبه ومنطقه لقيادات كنسية بجميع مستوياتها، بدليل تجاوب كثيرين منهم لدعوات التظاهر، رغم رفض القيادات الكنيسة تلك الدعوات.
2- أن هناك الآن أسسا فكرية جديدة تنتشر بين الأقباط، مفادها أن حمايتهم وحماية مصالحهم، لم تعد مرهونة بعلاقة الكنيسة بأجهزة الدولة، وإنما خرج الشباب بمحتوى جديد للسلام المجتمعي خارج تلك المؤسسات، عبر الانخراط في العمل العام، والمؤسسات والجمعيات الأهلية، التي تحرصون سيادتكم على غلقها وتقليص عملها ومطاردة أعضائها.
3- سوف يستقبلك الأقباط هذا العام بتصفيق أكثر وزغاريد أطول وترحاب أعظم من أي عام مضى، ولكن ليس هذا دليلا على تحسن حالهم أو علو شأنهم ورد مظالمهم، بل على العكس، فهو إشارة إلى عظيم قلقهم واستقرار مخاوفهم ورفض واقعهم.
4- سوف يستقبلك الأقباط في الكاتدرائية، وبعضهم له أبناء أو إخوة أو أصدقاء قابعون في سجون ومعتقلات أجهزتكم الأمنية، تهمتهم الوحيدة أنهم بدؤوا ينخرطون مرة أخرى في العمل السياسي، ومنضمون لأحزاب سياسية، بقصد إنهاء حالة انعزال الأقباط عن المشاركة السياسية، وإذا بهم يرفضون كمواطنين بعض ممارساتك، فإذ بك تزج بهم في سجونك!!!
5 – لا تنس أنه خلال زيارتك الأخيرة للكاتدرائية، تم إلقاء القبض على شباب اعتادوا الذهاب إلى الكاتدرائية لحضور قداس العيد كل عام، ولكن جهات الأمن تلاحقهم بسبب نشاطهم السياسي العلني المشروع، وتم فرزهم من الاجتماعات الكنسية.
6- عليك أن تحدد وأنت ذاهب إلى الكاتدرائية، هل سيادتكم ستذهب لتهنئ بابا الأقباط، أم لتهنئ كل الأقباط؟ فلا يخف على سيادتكم أننا نشهد في هذه الأيام مؤشرات ومعايير ينتهجها الشباب، تختلف عما كان سائدًا في أزمان ماضية، ولن تستمر في كسب تعاطف وود وأصوات الأقباط، بتوددك لقيادات الكنيسة فقط، فقد صار شباب الأقباط أكثر وعيًا بقضاياهم، وأكثر وحدة في انتقاداتهم، وأكثر انفتاحًا في خياراتهم، ولا يصح أن نتعامل معهم بنفس أدوات وأساليب ماقبل ٢٥ يناير.
وأخيرا، اختتم حديثه بقوله: “لست أثنيك عن زيارة الكاتدرائية وتقديم التهنئة، فهو واجبك، ولكني أقدم بين يديك نقاطًا مهمة، ومؤشرات مختلفة، ربما لم ترد على ذهن مساعديك ومستشاريك”.