قال حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية، إنه لا يجب أن يتحمل الإخوان المسلمون، ولا الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، الأخطاء التي تحدث حاليًا؛ لأن عهدهم قد مضى ويتحملون إخفاقاتهم فقط.
وأعرب -عبر منشور له على “فيس بوك”- عن دهشته من أن البعض يتركون معاركهم الأساسية وما تمر به البلاد، وينزلقون إلى معارك ثانوية عنوانها الرئيسي هو “تصفية الحسابات”.
وقال “حسني”: “جماعة الإخوان ليست المسؤولة عن جهاز معالجة الفيروسات المشهور إعلاميًا بجهاز الكفتة، ولا هي مسؤولة عن الفشل الاقتصادي لمشروع تفريعة قناة السويس، ولا هي المسؤولة عن التفريط في جزيرتين إستراتيجيتين مصريتين لصالح دولة أجنبية، ضمن قائمة تطول من الإخفاقات الأخرى، جماعة الإخوان مسؤولة فقط عن إخفاقاتها، وقد دفعت بالفعل ثمن أخطائها وخطاياها”.
وأشار “حسني” إلى أنه لا يمكن الاستمرار في تحميل “عبدالناصر” مسؤولية حاضرنا بعد 46 عامًا من رحيله، مضيفًا “رغم أخطائه العظمى التي لا أجهلها، ورغم خطاياه التي دفع ثمنها ودفعناه معه، لكنه يبقى واحدًا من ثلاثة عظماء وضعوا لبنات الدولة المصرية الحديثة مع محمد علي والخديوي إسماعيل، وثلاثتهم أخفق مشروعهم، وانتهوا جميعًا نهايات محزنة ككل عظماء التاريخ!”.
وتساءل “حسني”: “ما الذي سنستفيده أو تستفيده مصر من صب اللعنات على جماعة الإخوان، أو من الطعن في شخص عبدالناصر؟”، مضيفًا “المسؤول هم من يحكمون مصر الآن… قد لا يكون الحاكم مسؤولًا عن وجود المشكلة، لكنه مسؤول عن سياساته التي يسير عليها في علاج هذه المشاكل… فهي سياسات مريضة وصلت بنا لما وصلت إليه لحد التفريط في الأرض”.
لا أعرف كيف أفسر سلوكيات وتوجهات البعض حين… نكون بصدد معركة الحرية في مواجهة الاستبداد، أو معركة الأرض التي يفرط فيها الحكم باستخفاف تاريخي منقطع النظير، فيأخذنا فريق إلى معارك مع جماعة الإخوان يستنزف بها قوانا في حروب طواحين الهواء مع الجماعة، أو يأخذنا فريق آخر لمعركة تصفية الحسابات مع عبدالناصر ومع عصره بعد أن صار الرجل في ذمة التاريخ بكل إنجازاته وإخفاقاته!”.