شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

بعد إطلاق النار على سائق.. الداخلية ترفع شعار “يا تعيش مَرَة يا تموت”

بعد إطلاق النار على سائق.. الداخلية ترفع شعار “يا تعيش مَرَة يا تموت”
أيام قليلة تفصل بين مقتل مواطنين بالرحاب على يد أمين شرطة أطلق عليهما الرصاص من رشاشه الآلي، وجريمة أمس على يد ضابط شرطة، والضحية سائق ميكروباص رفض أن يسب الضابط أمه، فأطلق الأخير الرصاص على خصيته قائلًا: "يا تعيش مرة زي أمك

أيام قليلة تفصل بين مقتل مواطنين بالرحاب على يد أمين شرطة أطلق عليهما الرصاص من رشاشه الآلي، وجريمة أمس على يد ضابط شرطة، والضحية سائق ميكروباص رفض أن يسب الضابط أمه، فأطلق الأخير الرصاص على خصيته قائلًا: “يا تعيش مرة زي أمك يا تموت”.

جرائم متكررة

وأصبحت جريمة قتل أو اعتداء شرطي لأحد المواطنين، حادثًا يوميًا تعود عليه الشعب المصري؛ فمنذ أيام قتلت الشرطة بائع الشاي وبائع الورد بعد أن رفضا دفع الإتاوة، وقبلهما سائق سيارة نصف نقل بعد أن اختلف مع أمين شرطة على ثمن الأجرة.

وها هو حادث جديد بطله هذه المرة ضابط شرطة، والضحية سائق ميكروباص، اعترض على أن تسب والدته، فكان العقاب ببساطة هو إطلاق الرصاص عليه.. القتل.

تفاصيل الواقعة

وروى شهود عيان، تفاصيل واقعة إطلاق ضابط شرطة النار من سلاحه الميري على أحد السائقين في منطقة النزهة؛ وذلك بسبب إعاقة السائق للطريق، ما دفع الضابط لإهانة السائق وتوجيه السباب له ولأمه، حدثت على إثرها مشادة كلامية، ما دفع الضابط لإطلاق النار على السائق، فأصيبت خصيته، وتم نقله لمستشفى هيليوبوليس في حالة خطيرة.

وكان من بين شهود العيان “محمد الكومي”، عضو مجلس النواب عن دائرة عين شمس، موضحا أنه يعمل بجهاز التوثيق والمعلومات بوزارة الداخلية، وهو النقيب “أحمد سمير نصار”.

وأضاف “الكومي”، في تصريحات صحفية، أن أفراد الشرطة بقسم عين شمس انتزعوا الجاني من أيدى المواطنين قبل الفتك به، مشيرًا إلى أن أفراد الشرطة تدخلوا لاحتواء الموقف، وتخفيف حالة الغضب لدى الأهالي، ونوه بأن الضابط متحفظ عليه حاليًا في قسم النزهة بمصر الجديدة، لمباشرة التحقيقات معه في القضية.

وأشار “الكومي”، إلى أنه سيتقدم بطلب إحاطة إلى وزير الداخلية، مجدي عبدالغفار، في البرلمان؛ لتكرر تلك الممارسات، منوهًا بأن ما حدث يندرج تحت سلسلة التجاوزات التي يرتكبها بعض أفراد الشرطة، الخاصة بسوء استخدام السلاح الميري في المشاجرات الخاصة مع المواطنين، وأكد ضرورة وجود أخصائي نفسي في كل مؤسسة شرطية؛ لتعديل سلوكيات الضباط والأفراد والأمناء.


غضب شعبي

وعقب الحادث، تجمع حشد من المواطنين الغاضبين واشتبكوا مع قوات الشرطة التي وصلت إلى المكان، ورددوا هتافات مناوئة للشرطة ولنظام عبدالفتاح السيسي.

وفي اليوم نفسه، أدلى وزير الداخلية مجدي عبدالغفار بتصريح تليفزيوني أكد فيه على محاسبة أي شرطي يرتكب أي مخالفة “تقع تحت طائلة القانون”.

وفي اليوم التالي، قالت رئاسة الجمهورية إن السيسي اجتمع بعبدالغفار وجميع مساعديه، وشدد على “ضرورة محاسبة ومساءلة كل من يخطئ، سواء من رجال الشرطة أو المواطنين”.

وأوضحت وزارة الداخلية -في بيان- أن وزير الداخلية “قرر إحالة النقيب أحمد سمير نصار، الضابط بالإدارة العامة للمعلومات والتوثيق، إلى النيابة العامة وإيقافه عن العمل تمهيدًا لإحالته للاحتياط؛ وذلك لقيامه بإصابة سائق سيارة أجرة بطلق ناري بالفخذ إثر حدوث مشادة كلامية بينهما تطورت إلى مشاجرة”.

الرئاسة انتفضت لمقتل مصري بلندن

يأتي هذا بعد ساعات قليلة من البيان القوي الذي أصدرته مؤسسة الرئاسة حول مقتل مواطن مصري بلندن؛ حيث ربط نشطاء بين الجريمتين، مؤكدين أن هذا يدل على أن موقف مصر من قتل مصري بلندن ليس له علاقة بكرامة وحرمة الدماء المصرية التي تسأل كل يوم، ولكنه ردًا على موقف بريطانيا من مقتل الطالب الإيطالي.

واستنكرت النائبة نادية هنري، نائب رئيس الهيئة البرلمانية لحزب “المصريين الأحرار”، تكرار واقعة التجاوزات بحق المواطنين من قبل رجال الأمن.

وقالت “هنرى”، في تصريح صحفي، إن مصر تحتاج قليلًا من الأمن كثيرًا من السياسة خلال الفترة الراهنة، ولذا ستقدم طلب إحاطة لوزير الداخلية بشأن تكرار وقائع الانتهاكات بشأن المواطنين.

وأبدت تعجبها بالأصوات المنادية بالقصاص ممن يقتل المصريين خارج البلاد ونترك العنان لأمناء الشرطة لقتلهم على أرضهم وسط أهلهم وشعبهم.

وأضافت أنه يتعين اتخاذ الإجراءات ذاتها التي تتبعها الدولة بشأن الموطن الذي قتل في لندن، مع كل الأحداث أو الانتهاكات التي تحدث تجاه أي مواطن مصري بالداخل أو الخارج لتنال الاهتمام نفسه.

تجاهل إعلامي

وتجاهلت واسائل إعلام النظام الحديث عن هذه الحادثة، بخلاف برنامج الإعلامي خالد تيمية على قناة on tv الذي انتقد تصرف الشرطة،  وعقّب على إحالة النقيب أحمد سمير نصار، الضابط بالإدارة العامة للمعلومات والتوثيق بالنزهة، إلى النيابة العامة، وإيقافه عن العمل لإطلاقه النار على سائق سيارة أجرة “ميكروباص” في “خصيتيه” قائلًا: “بيان وزارة الداخلية عن الواقعة اعتمد على رواية الضابط، ولم يتطرق لرواية المواطنين والمعتدى عليه، وهذه محاولة لتبرءته”.

وأضاف “تليمة”، اليوم الخميس، مخاطبًا الداخلية: “ليه مش بتخاطبوا عقل الناس، ليه الشاغل الأول هو حماية الضابط، وظبط رواية لتبرئته، فالتحقيق مع الضابط أمر لا بد منه، وليس إنجاز قمتوا به”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023