قال الكاتب الصحفي وائل قنديل، تعليقًا على عدم مشاركة خالد علي في مظاهرات 25 إبريل، “ذهبت الجماهير إلى تظاهرات الغضب ضد بيع الأرض، أول من أمس، حسب الموعد الذي ضربه المحامي والناشط الحقوقي، المرشح الرئاسي السابق، خالد علي، لكن الأخير لم يأت، حبسه أكثر من حابس، وفقًا للرواية التي وضعها بنفسه على صفحته في “فيس بوك” أمس”.
وأضاف “قنديل”، في مقال له بصحيفة “العربي الجديد”، “لا أشكك في انتماء خالد علي للثورة، ولا أفتش في نياته، ولا أسيء الظن في الأسباب التي ذكرها، كحائل دون تمكنه من الالتحام بكتلة الغضب النبيل التي أضاءت شوارع مصر، غير أن هذا لا يمنع من مشاركة الجماهير سؤالها له: لماذا لم تأت في الموعد المضروب لعشاق مصر؟”.
وذكر “قنديل” أن خالد علي تحدث في روايته عن أن كثافة الحواجز والانتشار المريع لقوات الأمن والمخبرين والعسس، جعلت اجتياز شوارع القاهرة أصعب عشرات المرات من عبور حاجز “قلنديا” الذي يضرب به المثل في معاناة الفلسطينيين، مع قوات الاحتلال الصهيوني، إذا ما أرادوا العبور من جنوب رام الله إلى القدس المحتلة، والتشبيه من عندي، وليس مما كتبه خالد.
وتابع “قنديل”: “أصدق تمامًا أن كل شبر في القاهرة يوم الغضب كان مزروعًا باثنين من العسس على الأقل، وأسلم بأن عدد المدرعات والمجنزرات فاق أعداد التاكسي والسيارات الخاصة، لكني، في الوقت نفسه، أعلم أن خالد علي ليس شخصًا عاديًا، ولا متظاهرًا من عامة الناس، بحيث يعود من حيث أتى، أو يكتفي باللف في الشوارع، بمواجهة غطرسةٍ أمنيةٍ مسلحة، وإلا فهو هنا”.
وأردف “قنديل”: “في هذه اللحظة، يخذل رمزيته التي اختارها لنفسه، وبنفسه، حين عين نفسه قائدًا للغضب، وكما قلت، قبل أكثر من أسبوع: سطع اسم خالد علي في نهاية يوم “جمعة الأرض” متحدثًا باسم الغضب، حين أدار عملية التفاوض على إنهاء الفعاليات الحاشدة، وأقنع المتظاهرين بالخروج من مراكز الغضب الشعبي، بسلام ومن دون صدامات دامية، على أن يعودوا في الخامس والعشرين من إبريل، لمواصلة النضال ضد سلطة البيع والتفريط والإهانة الوطنية”.
وأكد “قنديل” أنه لا يشكك على الإطلاق في ثورية خالد علي، ولا اعتراض على أن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، وأن كل إنسان حر في تحديد المسافات التي يريد أن يمشيها، والمساحات التي يوجد فيها، لكن هذا لا يمنع من التوقف عند سطور تشيع إحساسًا بالعجز وقلة الحيلة، وتفتح الباب واسعًا لتساؤلات من نوعية: لماذا رجع خالد علي من حيث طلب منه الأمن أن يرجع، ولم يواجه أو يتحدّى حتى ينتزع حقه في السير في الشوارع، وممارسة حرية التنقل والتعبير، وإن كلفه ذلك أن يكون ضمن مئات المعتقلين؟”.
وتساءل لماذا يربط اسمه باسم حمدين صباحي، الذي أعلن أنه سيقود حشود يوم الغضب بنفسه، ثم ابتلعته الأرض فجأة، وحين اقتحمت قوات الأمن مقر حزب كان هو مؤسسه وزعيمه التاريخي، لم يحرك ساكنًا، ولم يدع للنفير العام لتياره الشعبي، حماية لمن احتموا بداره من بطش قوات الأمن؟!.
واستطرد “قنديل”: كان الأفضل لخالد علي، ولجماهير الثورة، أن يسكت، ولا يبحث عن حجج وأعذار، يبرر بها عدم ظهوره في اليوم الموعود، لأنه حين تحدث أظهر نوعًا من الإحساس بالعجز وقلة الحيلة، من شأنه أن يقدم دعمًا لحملة إلكترونية تحاول إشاعة مناخ من اليأس والإحباط، بعد يوم كان بحق ملحمة من ملاحم نضال الثورة المصرية.
واختتم “قنديل” مقاله: “الناس لا تريد تبريرًا، ولا اعتذارًا، بل تريد تثويرًا وتعويضًا عن الغياب في امتحان مضى، بالحضور في جمعة الغضب التي تستحقها مصر، في التاسع والعشرين من الشهر الجاري.. لقد نجح العاديون بتفوق في امتحان الأمس، فيما أخفقت الرموز، ومع ذلك الفرصة لا تزال سانحة أمامهم لينفضوا عن أنفسهم الغبار”.