أثارت تصريحات حمدين صباحي وبيان حزب الدستور برفض التنسيق مع جماعة الإخوان المسلمين في تظاهرات اليوم غضب القوى الثورية التي جاءت ردود فعلها سريعا رافضة لهذه التصريحات، ومؤكدة أنها لا تمثل إلا رأي قائلها، متهمين “صباحي” بشق قوى الثورة.
صباحي والدستور يرفضون التنسيق مع الإخوان
قال صباحي، عبر صفحته بموقع “فيس بوك”: إن حملة مصر مش للبيع، ترفض بشكل قاطع أي تنسيق مع جماعة الإخوان، وأي عمل مشترك معهم، في المظاهرات”، وفي السياق ذاته الذي سلكه حمدين صباحي، أعلن القائم بأعمال حزب “الدستور”، تامر جمعة، قبل يومين، عن رفض الحزب “مشاركة جماعة الإخوان في مظاهرات 25 أبريل”.
مصر القوية يرحب بالجميع
وعلى الفور أصدر حزب مصر القوية بيانا يستنكر فيه هذه التصريحات، وقال الدكتور أحمد شكري نائب رئيس الحزب: إننا في يوم تحرير سيناء نؤكد على حق جميع المصريين في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، وسيادتهم على كامل التراب الوطني دون انتقاص أو تبديد.
وأضاف شكري في بيان له: نؤكد حق الجميع دون تمييز في التعبير عن رأيه في قضايا وطنه والنضال من أجلها بالوسائل السلمية التي كفلها الدستور، ومع انفتاح الحزب على الجميع، مؤكدا أن مواقف الحزب السياسية هي الصادرة في بياناته فقط على صفحته الرسمية، في إشارة لتصريحات صباحي باسم الموقعين على بيان “مصر مش للبيع” الذي يعتبر حزب مصر القوية أحد أعضائها.
6 أبريل تشيد ببيان الإخوان
وردا على صباحي وصفت حركة شباب 6 أبريل البيان الذي نشرته جماعة الإخوان عبر موقعها الرسمي بالتاريخي، وقالت الصفحة الرسمية للحركة، وعبر صفحة مباشر 6 أبريل: إن الإخوان تنشر بيانا تاريخيا قبل ساعات من انطلاق تظاهرات #25 أبريل الرافضة لبيع الأرض.
وأضافت الحركة: نشرت جماعة الإخوان المسلمين منذ قليل بيانًا عبر موقعها الرسمي عبر الإنترنت، ووصفته بأنه لقي قبولا عاما من المعارضة المصرية في وقت حاسم ومصيري تمر به البلاد،.
قيادي بالدستور يرفض بيان الحزب
ومن جانبه قال ياسر الهواري، الناشط السياسي عضو حزب الدستور: أنا ضد الإقصاء وتكريس الانقسام، وبصفتي أحد الـ١٠٠ المؤسسين لحزب الدستور أرفض تماما ما ورد في بيان الحزب والخاصة بعدم قبول الإخوان في صف الثورة.. الثورة لا تعرف الإقصاء.
وأضاف الهواري في تدوينة له على الفيس بوك: “أعتقد ان كل ابواب المزايده علي شخصي مغلقه، الكل يعلم موقفي وخصومتي (السياسيه) مع الاخوان ، ويعلم الله انها لم تكن الا خصومه شريفه لم اندرج فيها لمعارك دنيئه حاول البعض جري لها جراً، ودعوتي للاصطفاف ليست مقصوره علي معركه مع سلطه جمعت الكل في سجونها كما تنبأ الدكتور محمد يسري سلامه ، رحمه الله عليه عندما وجه حديثه للاخوان وقت حكمهم.
وتابع الهواري: “نعم أخطأ الإخوان أخطاء كارثية، ولكنهم أيضا دفعوا ثمنا باهظا لما فعلوه بِنَا وبالثورة، المستفيد الوحيد من حالة الانقسام هو تلك السلطة الفاشية التي تجبرت علينا جميعا.
واختتم الهواري: “الوطن للجميع وبالجميع.. الإقصاء جريمة وخيانة للوطن وللثورة.. انتصروا للثورة وارفضوا الإقصاء وتجمعوا على حب الوطن.. لعل الله يلهمنا جميعا الصواب #دعوه_للتعايش”.
صباحي لن يكون له دور في المرحلة المقبلة
ومن جانبه، أكد أسامة رشدي، المستشار السياسي لحزب البناء والتنمية، أن القوى الثورية فضحت حمدين صباحي وأكدت أنه لن يكون له دور في المرحلة المقبلة.
وأضاف رشدي في تصريح خاص لـ”رصد”: ان صباحي أصبح مرفوضًا من جميع الأطراف، منذ قبوله دور الكومبارس، وحينما طعن ثورة 25 يناير بدعم الانقلاب، والآن يسعى للتفرقة بين قوى الثورة.
وأكد “رشدي” أن حمدين لا يزال في صف بجانب السيسي وربما الخلاف الحالي غير جوهري، وأنه يجب أن لا نراهن إلا على حراك القوى الثورية التي تسعى للاصطفاف الحقيقي والتي استوعبت دروس الماضي.
قضية مقدسة تحتاج للجميع
ورفض محمد عصمت سيف الدولة، الخبير في الشأن القومي العربي، سياسة التفرقة بين القوى الثورية، مؤكدا في تصريح لـ”رصد” أن أهم ما في المظاهرات التي دعا إليها عدد من القوى السياسية أن يعلم الجميع أنها قضية مقدسة تجمع كل المصريين بصرف النظر عن مرجعياتهم الفكرية أو انتماءاتهم ومواقفهم السياسية والحزبية.
وقال: هذه بداية الطريق للثوار وليست نهايته، فالمعركة طويلة وتستوجب دأبا وإصرارًا ونفسًا طويلًا، وأن يحرصوا على وحدتهم، وعدم السماح لأي شخص أو قضية أخرى أن تفرقهم، وأن يركزوا على هذه القضية فقط، وألا يوظفوها في اتجاهات أخرى”.