أكدت مصادر مطلعة لموقع “جيروزالم أون لاين” أن نظام السيسي غير مستقر، كما أنه يمثل عبئا على الاعتدال في المنطقة، وقالت: “لقد قام السيسي بدور كبير في التخلص من الإخوان المسلمين، لكنه تمادى وبدأ في الانتقام من المصريين العاديين”.
وقالت المصادر التي لها اتصال بالمؤسسات الاستخباراتية العربية في عدة دول إن نظام السيسي أكثر ضعفا مما يبدو عليه، ووفقا لهذه المصادر فقد اجتمع مسؤلان كبيران في استخبارات دولتين عربيتين كبيرتين مع الحكومات الغربية، وأخبراهم أن السيسي قد أصبح عبئا على الاعتدال في المنطقة.
ووفقا لما قالته المصادر، فقد قال المسؤولان للحكومات الغربية: إن السيسي قد قام بدور عظيم في التخلص من الإخوان المسلمين، لكنه تمادى وبدأ في الانتقام من المواطنين العاديين، وحتى منتقديه غير المشاركين في العمل السياسي.
وأضافت المصادر أن عبدالفتاح السيسي الذي يحارب الديموقراطية في مصر قد أسس نظاما أكثر استبدادا من نظام مبارك، وبالرغم من أن الأنظمة العربية لا تدعم الديموقراطية بشكل كامل فإن هذين النظامين بالذات يعرف عنهما تقبلهما للآراء المختلفة في بلادهما، أحدهما هو أحد منتجي البترول، وقد قام بالفعل بدعم السيسي في بداية وصوله للحكم، ولديهما الآن مخاوف من أن سلوك السيسي والطريقة التي أثار بها حالة من الاستياء الشعبي، سوف يتسببان في تغيير النظام؛ ما قد ينتج عنه صعود الإخوان المسلمين مرة أخرى للحكم، كما عبرت الدولتان عن مخاوفهما من أن نظام السيسي قد تلقى ٢٠ مليار دولار في صورة مساعدات عربية، من بينها ١٠ مليارات دولار من المملكة العربية السعودية وحدها، ومع ذلك فقد تدهور الاقتصاد المصري إلى مستوى أكثر انخفاضا مما كان عليه أثناء حكم الإخوان المسلمين.
وقد أكدت المصادر لموقع جيروزاليم أون لاين أن دبلوماسيا عربيا رفيع المستوى كان له نفس الرأي خلال لقاء سري له مع دبلوماسيين إسرائيليين في إحدى العواصم الغربية، وبيت القصيد هو أن عدة أنظمة عربية تعتقد أنه كلما استمر السيسي في الحكم كان هناك احتمال أكبر أن ينفجر الشعب المصري، ليس لأنه يعادي الإخوان المسلمين، ولكن لأنه كان قاسيا جدا مع المعارضة، بما فيها المعارضة العلمانية، وبسبب سوء إدارته للاقتصاد والمنح التي قدمت له، وقد علق المصدر قائلا: “إن العسكريين ليسوا بالضرورة سياسيين أو اقتصاديين جيدين”.
وقالت المصادر إن المسألة ليست أنهم يريدون عزل السيسي؛ الأمر هو أنه لا يمكن أن يظل في الحكم وقتا أطول، وأحد الأدلة على ذلك هو أن أجهزة الإعلام التي تسيطر عليها المخابرات بدأت تهاجم السيسي، مطالبين برحيله، وهذا لا يمكن أن يحدث أبدًا بدون موافقة المؤسستين العسكرية والاستخباراتية.
كما أكدت المصادر أن إحدى دول الخليج قد بدأت بالفعل في وضع خطة بديلة لما بعد رحيل السيسي، ويقال إنها قد قامت بحشد بعض المعارضين العلمانيين المعادين للإخوان المسلمين، وهم الآن جميعا مقيمون بهذه الدولة، وبعضهم قد سافر إليها خلال شهري فبراير ومارس الماضيين، ويتم تمويلهم ودعمهم ليكونوا هم الخطة البديلة لمرحلة ما بعد رحيل السيسي.
وهذا لم يكن ليحدث قط لو لم يكونوا واثقين من أن السيسي قد يتمسك بالحكم لوقت أطول، وتقول المصادر إن ما عجل بهذه الخطوة هو انسحاب روسيا من سوريا؛ لأن السيسي كان يراهن على تحالفه مع بوتين، وقد تخلى بوتين الآن عن الأسد، وبالرغم من أن “إسرائيل” صديقة حميمة للسيسي فإنها تعرف جيدا أن ما يحفظ استقرار مصر هو جيشها القوي، وليس السيسي، ومن ثم فإن “إسرائيل” تهتم بشكل أكبر باستقرار مصر وجيشها القوي، وليس بدعم رئيس معين.
ومع ذلك فقد أكدت المصادر أن رحيل السيسي قد يتسبب في فصل جديد من الفوضى في مصر، التصور الأمثل هو أن العديد من الدول العربية، وعلى رأسها دولتان خليجيتان قويتان اقتصاديا وعسكريا، سوف تقومان بدعم السيسي إلى ما لا نهاية، بالرغم من أنه يبدو مصرًّا على أن يكون قاسيًا مع المعارضة، وهو يدير السياسة كما يقود جنرالات الحرب؛ ما أدى إلى حالة من السخط الشعبي، حتى إن المعارضة العلمانية التي عارضت الإخوان المسلمين قد سئمت من السيسي، وقد أكدت المصادر أن عدة دول عربية قد نصحت السيسي بالتخلي عن بعض سلطاته، وقد اقترحوا عليه ثلاثة اختيارات:
١. أن يقوم ببعض الإصلاحات، وبخاصة فيما يخص الطريقة التي يتعامل بها مع المعارضة غير الإسلامية.
٢. أن يتخلى عن بعض صلاحياته للمؤسسات الحكومية.
٣. أن يتنحى عن الحكم؛ لأن الحكومات العربية لا تظن أنه سيبقى في الحكم لوقت طويل.