أكد الكاتب الصحفي عبدالله السناوي، أن هناك توافقًا شبه جماعي أن استقرار مصر من ضرورات استقرار أوروبا، وأن تصدع دولتها يفضي إلى تغول “الإرهاب” في قلب عواصمها، مشيرًا إلى أنه بكل الأحوال يصعب الادعاء أن هناك خطة أوروبية موحدة في النظر إلى العلاقات مع مصر.
وقال “السناوي”، في مقاله بصحيفة “الشروق” تحت عنوان “الأوروبي الحائر في مصر”: “هناك مساران على شيء من التناقض، أحدهما، يمد يد التعاون الإستراتيجي والاقتصادي مع مصر إلى حدود غير مسبوقة على ما تبدى في زيارة الرئيس الفرنسي “فرانسوا هولاند”، واصفًا هذا المسار بأنه يرتب أولوياته على نحو يغلب ما هو إستراتيجي على ما هو حقوقي ويميل إلى ما يطلق عليه “النقد الحنون” أو “نصح الأصدقاء” لتحسين السجل الحقوقي دون ميل للصدام، على حد تعبيره.
وأضاف “إيطاليا لها رهانات مماثلة اقتصادية وإستراتيجية، وللملف الليبي الملغم دور جوهري في الحسابات المشتركة، غير أن ملف مقتل الباحث الشاب “جوليو ريجيني” ألقى بظلاله الكثيفة على المستقبل المنظور، كان الأداء كارثيًا وغير مقنع في إدارة هذا الملف بما نقل إيطاليا إلى المسار الآخر الذي يضغط بسجل حقوق الإنسان والحريات العامة بصورة لا تخلو من تصعيد”.
وأشار “السناوي” إلى أن بالنسبة للأوروبيين فلا شيء جديد في متابعة مثل هذه القضايا وإبداء القلق بخصوصها، رغم التباينات في لغة الخطاب الأوروبي إلا أنها تجمع على موقف شبه موحد عندما يتعلق الأمر بمسألة ما لها صلة بالحريات العامة.
وتابع “السناوي”: “بريطانيا لغتها أكثر صرامة ومصالحها أكثر حضورًا؛ حيث تتمتع بصفة الدولة الأوروبية الأكثر تبادلًا تجاريًا مع مصر، أما النمسا وهولندا والدول الإسكندنافية فهم أميل إلى الضجر المعلن من ملف الانتهاكات الحقوقية دون أدنى استعداد مصري لتفهم الدواعي والعمل على تصحيح الصورة المهشمة بالإجراءات الملموسة قبل الدعايات المرسلة”.
ولفت السناوي إلى أن بعض الدبلوماسيين الأوروبيين الذين تابعوا المؤتمر الصحفي المشترك بين الرئيسين الفرنسي والمصري تساءلوا عما إذا كان الأخير يقصد من “قوى الشر” أطرافًا أوروبية بعينها، مشيرًا إلى أن التعميم الكامل خطأ فادح في فهم التفاعلات الأوروبية.
واختتم: “تصحيح الصورة بالإصلاح الجدي في صورة الحكم ومدى التزامه بدولة القانون واحترامه للحقوق الأساسية لمواطنيه من متطلبات ردم الفجوة في النظر إلى مصر ودورها ومستقبلها، فعندما تتوقف حيرة المصري في النظر إلى مستقبله وتصالح دولته الحقائق الديمقراطية في عصرها تتوقف بالوقت نفسه حيرة الأوروبي في النظر إلى مصالحه”.