في الوقت الذي تسود فيه حالة من الغضب الشعبي ضد نظام عبدالفتاح السيسي، خاصة بعد قرار التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية، وتدني أحوال معيشة أغلب المواطنين، وزيادة الانتهاكات من قبل الأجهزة الأمنية، ظهرت عدة ملامح تؤكد خوف السيسي من سقوط عرشه مع اقتراب عامين على توليه منصب الرئاسة، نستعرضها خلال التقرير التالي:
ملاحقات أمنية مكثفة
وقبل أيام من تظاهرات 25 أبريل المرتقبة والرافضة لتنازل نظام عبدالفتاح السيسي عن جزيرتي صنافير وتيران، شنَّت قوات الشرطة فجر اليوم الجمعة، حملات اعتقالات عشوائية؛ داهمت خلالها عددا من مقاهي وسط البلد بالقاهرة، واعتقلت نحو 100 شخص بشكل عشوائي، مع امتدادها لتشمل مهاجمة منازل عدد من النشطاء واعتقالهم، ومن بينهم الناشط هيثم محمدين والصحفي عمرو بدر.
وتكرر الأمر في العديد من المحافظات، ومنها الإسكندرية، والتي تم اعتقال حوالي 7 نشطاء سياسيين منها، ومنهم: محمد أحمد الصاوي، خالد عبد الرحمن، يوسف حسين متولي، إبراهيم سعيد حبيب، محمود فرغلي، مجدي النقيب، وعمر خالد طوسون نجل القيادي العمالي خالد طوسون.
وانتشرت عناصر الشرطة السرية والمخبرين بمقاهي محطة الرمل والمنشية والقائد إبراهيم، وقامت بتفتيش رواد المقاهي والتعرف على هوياتهم.
وأثارت اعتقالات اليوم العشوائية، غضب العديد من النشطاء على موقعي التواصل الاجتماعي “فيس بوك” و”تويتر”، معتبرين أن نظام السيسي يرتعب من يوم 25 أبريل القادم.
لقاءات أمنية مكثفة
وشهدت سلسلة لقاءات بين عبدالفتاح السيسي وكبار معاونيه، خاصة مسؤولي الملف الأمني، من أجل بحث تداعيات المظاهرات، التي شهدتها القاهرة وعدد من المحافظات يوم الجمعة الماضي، تحت شعار “الأرض هي العرض”؛ للتنديد باتفاق ترسيم الحدود مع السعودية، والذي تم بموجبه تنازل السيسي عن جزيرتي تيران وصنافير.
رفض التعامل اللين
وأكدت مصادر أمنية مطلعة أن عبدالفتاح السيسي أعرب عن غضبه من السماح بتمدد المظاهرات يوم الجمعة الماضي، وأكد الأربعاء الماضي -خلال لقائه مساعديه- أنه لن يقبل بتكرار مشهد “جمعة الأرض” مرة أخرى يوم ٢٥ أبريل المقبل، وذلك تزامنًا مع تزايد الدعوات في أوساط الشباب وقطاعات سياسية متنوعة، للتظاهر؛ احتجاجا على التنازل عن تيران وصنافير للسعودية.
وأوضحت المصادر، في تصريحات صحفية، أن السيسي لم يتهم أحدا من القيادات بالتقصير، إلا أنها قالت: إن هناك حديثا متزايدا في أوساط رسمية وغير رسمية عن التعامل الأمني “اللين” مع المتظاهرين في “جمعة الأرض”.
وتابعت أن الأمر في “جمعة الأرض” كان قرار القيادات الموجودة على الأرض، والتي قررت عدم الاشتباك مع المتظاهرين؛ خشية تكرار سيناريو “شيماء الصباغ”، في إشارة إلى الناشطة التي قتلت أثناء مظاهرة سلمية في ميدان التحرير في 24 يناير قبل الماضي، وتم إدانة أحد أفراد الشرطة بالقتل الخطأ.
إعلام السيسي يتحدث عن المؤامرة
وعادت نظرية المؤامرة التي يتبناها الإعلام المصري ضد السيسي مجددا في وسائل الإعلام، سواء من خلال الصحف أو برامج التوك الشو؛ حيث أثار مقال الكاتب جمال الجمل في صحيفة “المصري اليوم” جدلا كبيرا، والذي جاء بعنوان عنوان “على بلاطة.. عن خطة الإطاحة بالسيسي”؛ حيث سرد الكاتب بعض المعلومات التي وصلت إليه تفيد باقتراب حدوث ثورة شعبية جديدة للإطاحة بالنظام، ملمحا إلى صراعات شديدة بين مراكز القوى داخل مؤسسات الدولة.
الجيش يحميني
وتحدث السيسي عن تأكده من حماية الجيش له؛ حيث قال إن الجيش المصري سوف يظل يدعم أي رئيس، ما دام هذا الجيش راضيًا عنه، مشيرًا إلى أنه لا يمكن أن نتنازل عن أرضنا أو نأخذ أرض غيرنا.
وأضاف السيسى خلال لقاء رؤساء الهيئات البرلمانية وممثلين فئات الشعب بقصر الاتحادية: “الكلام ده بقوله مش للي مشي بس، لا وأنا كمان طول ما الشعب راضي عنك الجيش مش بيتدخل”.