أثارت الإعلامية اللبنانية كارول معلوف، موجة من الجدل السياسي والأمني، في الأيام الأخيرة، بعد انتشار أنباء تفيد بنية “حزب الله” ملاحقتها واغتيالها، وذلك على خلفية المقابلة التي أجرتها مع أسيرين لـ”حزب الله” لدى “جبهة النصرة” بريف حلب السوري، ولهجومها المتواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي على الحزب وأمينه العام.
وتعمل معلوف كصحفية متخصصة في الحركات الإسلامية بسوريا والشرق الأوسط، وناشطة في شؤون اللاجئين، كما أنها ناشطة بالمؤسسة اللبنانية لشؤون اللاجئين.
بداية الهجوم
في فبراير الماضي، أجرت كارول معلوف مقابلة تلفزيونية مع أسيرين من “حزب الله”، وقعا في يد جبهة النصرة في حلب، ما أثار حفيظة الحزب وأنصاره، الذين يسعون إلى عدم خدش صورة “المقاومة” لتبدو ضعيفة وذليلة كما بدا في المقابلة.
كما كانت أحد أهم المصادر الموثوقة التي نقلت عبر حسابها على “تويتر” ما كان يجري في بلدة عرسال اللبنانية، ومخيمات اللاجئين السوريين فيها، إبان هجوم الجيش اللبناني و”حزب الله” على المدينة وجرودها، وهو ما أدى لشن حملة عنيفة على “تويتر” و”فيس بوك” ضد معلوف ومحاولة إغلاق حساباتها.
وتداولت وسائل إعلام لبنانية أمس الخميس، خبرًا عن تقديم الدكتور عباس مزهر اتهامًا إلى النيابة العامة التمييزية في بيروت بحق الإعلامية اللبنانية كارول معلوف، على خلفية المقابلة التي أجرتها مع أسرى الحزب، قبل عدة أشهر.
وبحسب ما تداولته وسائل إعلام لبنانية، فقد اعتبر مؤسس علم الأنتروستراتيجيا الدولية، الدكتور مزهر أنّ معلوف “انتهكت القوانين الدولية والإقليمية والوطنية، ودخلت الأراضي السورية خلسة، ومست بالسيادة الوطنية ومواقف لبنان من “الإرهابيين”، كما مسّت كذلك بصيغة العيش المشترك عندما استهدفت من مقابلتها مكونًا لبنانيًا أساسيًا يتمثل بالمقاومة في لبنان”.
مضيفًا “أن معلوف تجاوزت قوانين الإعلام اللبناني، الذي لا يجوز أن يتناول مادة تسيء لطائفة أو لمكون لبناني، عندما بثت لقاء تلفزيونيا باطلًا”.
وأورد مزهر، الباحث الإستراتيجي المقرب من “حزب الله”، في بلاغه أن “معلوف تجاوزت قوانين الإعلام اللبناني الذي لا يجوز أن يتناول مادة تسيء لطائفة أو لمكون لبناني، عندما بثّت لقاءً تلفزيونياً باطلا”.
في المقابل، نقل موقع “جنوبية” اللبناني المعارض لحزب الله عن مدير مؤسسة لايف المحامي نبيل الحلبي قوله إن “كارول معلوف صحفية، ولها كامل حرية نقل المادة والخبر وتداوله، وإنّ التقرير لم يتضمن أي بروباغندا لجبهة النصرة خارج إطار المادة الصحفية”.
وأضاف الحلبي أن “مادة الإعلامية معلوف مع الأسرى لا تتعارض مع قرار مجلس الأمن الدولي الذي صنف جبهة النصرة تنظيما إرهابيا، إلا أنه لم يحظر على الصحفيين التواصل مع التنظيم”.
وأشار إلى أن “مضمون المادة الصحفية لا يتضمن الإساءة إلى أي مكون ديني أو اجتماعي في لبنان من شأنه النيل من العيش المشترك، وأنه يجوز لأي صحفي -كما لأي مواطن- أن ينتقد أداء أي جهة سياسية، ولا يمكن اعتبار ذلك مسّا بالعيش المشترك وتهديدًا للسلم الأهلي، وإلا كنا أمام نظام شمولي، وهذا يتعارض مع دستور الدولة اللبنانية”.
وقد شهدت حسابات “معلوف” على مواقع التواصل الاجتماعي، الكثير من عبارات التشجيع والتأييد لها في مواجهة ماتتعرض له من هجوم.